زاد الاردن الاخباري -
يظن دولة الرئيس، ان قضية تراجع الأردن، خلال عهده، في التصنيف التنافسي العالمي بمقدار 15 نقطة، ودعوته الفورية لتشكيل (لجنة) لدراسة هذا التراجع قد مرت مرور الكرام، ويعتقد، كما اوحى له احد مستشاريه، أن نظرية (خذوهم بالصوت) بتشكيل تلك اللجنة جعلتنا نشعر أن هذه الحكومة بريئة تماما من هذا التراجع وانه قد تكون حكومة (كوالامبور) هي المسؤولة عنه، وكأنه لم يسمع بالنظرية الإدارية التي تقول إذا أردت ان (تقضي) على شيء فشكل له لجنة. كذلك يظن – دولته- أننا صدقنا (وعده) بتعديل قانون الإنتخاب وعرضه على مجلس النواب القادم، على إعتبار أنه سيكون وقتها قادر على تنفيذ وعده، وكأنه نسي انه (يحتمل) أن يكون جالسا في بيته آنذاك، يتذوق "الآيس كريم" ويراقب المجلس الجديد (!!) عبر التلفاز وقد يقوم بتغيير المحطة وقتها حين تبدأ الوجوده (نفسها) بالدخول إلى القاعة، ويستمتع بإستكمال سهرته الممتعة مع قناة أفلام الفوكس موفي.
اللعبة الجديدة، القديمة، سمعنا بها اليوم فقط، فجماعة الإخوان المسلمين، ألقوا بالطعم الأطيب للحكومة، حين لمحوا بإمكانية المشاركة في الإنتخابات، بشرط مشاروة قواعدهم وهيئاتهم الحزبية، وهي المسألة التي تحتاج إلى وقت بالنسبة لهم، وبالتالي تستلزم تأجيل الإنتخابات لإنجازها، فإذا وافقت الحكومة، إكراما للإخوان المسلمين، على تأجيل الإنتخابات النيابية، فهذا يعني، أن الحكومة لن ترحل، قبل إجراء الإنتخابات، وقد يتم تأجيل الإنتخابات إلى إشعار آخر (ما كل هذا الخداع السياسي؟) هل تذكرون قصة الرجل الذي حُكم عليه بالإعدام، فسألوه عن آخر أمنياته فقال: شربة ماء، فجاءوا له بها، وحين وضع الكأس على شفتيه قال للحاكم: أخاف ان تقتلني وانا أشرب. فأقسم الحاكم ان لا يقتله إلا بعد أن يشرب، فقال: إذن وأنا أقسم ان لا أشرب أبدا!! وعليه يحتمل أن الحكومة لن ترحل إلا بعد إجراء الإنتخابات، وعليه تؤجل الإنتخابات إلى الأبد.
يعتقد البعض أننا مع رحيل الحكومة، أو نسعى لإسقاطها، وهذا الكلام غير صحيح، ليس محبة فيها ولا رغبة في بقاءها بل خوفا وقلقا ورعبا من تكلفة رحيلها وتلكفة (استخدام) حكومة أخرى، فأنتم (بلا شك) تعرفون تكلفة تقاعد الحكومات التي تقسم ظهر (خزينتنا) وتكلفها مبلغا ضخما وهائلا، إضافة إلى تكلفة مضاعقة لتحسين معيشة الحكومة الجديدة، عدا أن الحكومة الجديدة ستبدأ اول اعمالها بإلغاء كل المشروعات التي جاءت بها هذه الحكومة ولا شك انها ستبدأ من الصفر، كعادتنا نحن الأردنيين، لدينا إعتقاد ان من سبقنا لا يفهم شيئا، أو حرامي، ولذلك نفكر أننا "الأفهم" وعلينا ان نستعرض عضلاتنا بإظهار أن الآخرين "عاجزين" واننا الأحسن والأفضل، كما فعلت هذا الحكومة بالحكومة التي سبقتها وكما فعلت التي سبقتها بالتي سبقتها وهكذا...
هل يمكن تعديل القانون بحيث أنه لا تحسين معيشة ولا تقاعد للوزير ولرئيس الحكومة بعد الآن؟! (يا سلام) فليفعلها دولة الرئيس وليفعل بعدها ما يشاء ...
أم أن الرئيس يفضل أن يتذوق طعم "الآيس كريم" في "عز الشتا"؟!؟