ساد اللغط والهرج ، حين اعلنت حكومة الكيان الصهيوني تعين المتطرف ليبرمان وزيرا للدفاع ، وكأن من سبقوه كانوا أكثر اعتدلا.
وبتقديرنا ان تعين ليبرمان وبهذا التوقيت يحمل العديد من الرسائل الصهيونية موزعة محليا ودوليا واقليميا .
فصورته التي عمل كثيرا على الترويج لها التي تتراوح بين "زعيم قوي" و "بلطجي" بنظر الآخرين، تنتظر اختبارا جديدا، اختبار قد نشهد فيه خلط جديد للأوراق في الحكومة، قد تكون بداية عهد جديد، ليس فقط بالأسلوب.، بل بالممارسات المفاجئة ..
ليبرمان وتربيته التلمودية والحقد على العرب :
في مقابلة مع ليبرمان ، تحدث بفخر شديد عن والديه الذين يستفزون الـ"غوييم" (الأغيار - من ليس يهوديا).، وربوه تلموديا وزرعوا فيه كراهية من هو غير يهودي ، والابن يأخذ هذا الاستفزاز الى درجة مثلى ، ويتمثل دوما هذا الاستهداف والاستفزاز لفلسطيني الداخل المحتل ، عبر. برنامجه الترانسفيري لتبادل "الأراضي والجماهير"، يهدد بضم جزء من اسرائيل الذي يقطن فيه المواطنون العرب الى الدولة الفلسطينية المستقبلية، واصفا إياهم بالمتعاونين" و "طابور خامس"، ما جعل منه العدو اللدود للمواطنين العرب.
واستفزازاته للمحيط الاقليمي عبر تهديداته وجعجعاته بتفجير طهران وأسوان قاصدا السد المصري الاستراتيجي على النيل .تأتب ضمن فلسفة وعقيدة ونج ديماغوجي فوضوي نسجت جزء من تاريخه وماضيه غير المشرق ..
رسائل نتنياهو لليهود (تركتك ياسبع) :
ومقابل تلك التخرصات وديماغوجية ليبرمان وتهديداته التي كسب من خلالها ود اليهود المتطرفين ، وتهديداته وتصريحاته بأنه لوكان وزيرا للدفاع لسحق ابومازن وفتح والجهاد وحماس ، اراد نتنياهو ان يضع ليبرمان في الزاوية ، وفي محك معياري ، خاصة انه يدرك المتغيرات الدولية المحيطة ، ويخرج ليبرمان من وزارة الحرب الصهيونية بخفي حنين ، وسيخسر انصاره ومريديه ، الذين سيتحولوا تدريجا لمعسكر نتنياهو ملك اسرائيل الجديد ..
رسالة نتنياهو للعرب :
بتعيين ليبرمان الاهوج وزيرا للدفاع ، هي رسالة للعالم العربي وينظر لها انها خروج عن قواعد اللعبة من قبل نتنياهو، وسيتم تفسير الأمر على أنه تهديد فعلي وهو ما يمكن أن يكون أفضلية لإسرائيل ، وقد ينظر محور المقربين من اسرائيل ان نتنياهو أصيب بالجنون؛ واقصد هنا بالتهديد هو التهديد اللفظي والتخويف بالبروبوغاندا ، وتجيئ هذه الرسالة في ضوء التقارب السعودي المصري والجسر الرابط بينهما ، والحديث عن جزيرتي سنافر وتيران ، اما الحديث وطحن الهواء وجعجة ليبرمان بالحروب وغيرها فهذا امر مستبعد من ليبرمان وحكومته الآن ، واعتقد ايضا ان العرب مطمئنين من ليبرمان ، فالعرب لا يكونوا هادئين مع الضعفاء وإنما يكونوا كذلك مع الفتوات، وعلى الذين ينشدون السلام في إسرائيل أن يبتهجوا بتعيين ليبرمان، فهذا يعني هدوء أكثر لإسرائيل ، تحت شعار المجعجعون اكثر استسلاما وانبطاحا وهروبا وراء كلماتهم الرنانة ..
رسالة استباقية للرئيس عبد الفتاح السيسي
تعيين ليبرمان يعتبر رسالة ذكية استباقية من نتنياهو المراوغ خاصة بعد دعوة الرئيس السيسي لتجديد المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وكان هناك أحاديث عن زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للقدس وإلقاء خطاب في الكنيست كجزء من جهود القاهرة لإحياء عملية السلام .
هذا الامر قد يحرج نتنياهو امام العالم ويعريه ، ويفضح ممارساته ورفضه لأكذوبة السلام ، ولكن بتعيين ليبرمان قد ينحو بالقيادة المصرية لتفكير بشكل اكثر ، وتتردد في مثل هذه الخطوات السلمية خوفا من الفشل بسبب احتكار القرار لدى فئة يمينة متطرفة ..
رسائل للفلسطينيين :
نؤكد ما بدانا تحليلنا به ، ان الجعجعة الاعلامية لا تتماشى مع ايقاع طبول الحرب ، فالرسالة للفلسطينيين تحمل جانبن :
اولا – الى فصائل المقاومة الفلسطينية اعبدوا ترتيب حساباتكم ، فهاهي اسرائيل تعين وزيرا للحرب لا يؤمن الا بالتهجير والقتل والدمار ، فإما ان تقبلوا بالتهدئة او كوارث ليبرمان التي ستجلب دمارا وتخريبا ، علما ان كافة فصائل العمل المقاوم الفلسطينية تعي وتفهم هذه الرسائل وتدرك انها جعجعات اعلامية وهذا ظهر من خلال تصريحات قادة الفصائل ..
ثانيا - لا ينبغي لنا ان نحلل ان تهديدات ليبرمان الأخيرة للرئيس ابو مازن والاستاذ اسماعيل هنية؛ انها تهديدات جدية ، وسيقوم ليبرمان برعونته باغتيال القادة بل ارى ان المعطيات القادمة كفيله ان تحضر لنا مفاجآت في السعي إلى تسوية إقليمية، في إطارها قد يتم التوصل الى تسوية اقليمية ..
وقد قرأنا مرارا ان ليبرمان بحمل في جعبته اقتراحات مفصلة تستهدف التقدم في مثل هذه التسوية، التي تضع حدًا للمواجهات اليومية في الضفة ، وتوتر الحدود وكثرة الحروب غير المحمودة صهيونيا مع غزة.
ونستذكر في الأشهر الأخيرة من ولايته في وزارة الخارجية عقده سلسلة من اللقاءات السرية مع قادة دول في الخليج ، ومع بعض من الشخصيات الفلسطينية. فهل ستنضج الظروف لاختراق سياسي في فترة ولايته كوزير للدفاع ، اعتقد ان المتغيرات الاقليمية وانبطاحات القادة العرب ، وحفاظا على عروشهم التي لن تستمر دون ختم الجودة الصهيونية سيحدث اكثر مما نتوقع ، فلننظر ما تخبئه لنا خبائث نتنياهو وكومبارسه ..