تعلمنا ان الصحافة وما يتبعها من تقارير بأنواعها يجب أن تنطلق من تطلعات المجتمع وآماله وطموحاته ، وخاصة إذا كان هذا العمل أو ذاك ، يحمل رسالة فهو هنا يتوازى ويتماهى مع العديد من مهام الثقافة الوطنية السائدة ، لأنه يتأسس على الحوار مع المحيط ،ومع مكونات أطياف مجتمعه في حال كانت النوايا صادقة ..
وتسليط الأضواء على ثغرات المجتمع سواء أكان ذلك بأسلوب متعمد ومقصود ، او تماهيا مع مؤسسات ماسونية عالمية هدفها تشويه مجتمع كغزة ، كونه نال نوط المقاومة والشرف العالمي ، بصفته حبل صرة المقاومة الفلسطينية وسر بقائها ، هذه التقارير المشينة التي بدأت تطفو على سطحنا الغزي في الآونة الاخيرة ، وتوجيه اتهامات مموله الى كوادر المؤسسات المحلية والحساسة مثل المحاماة والصحافة ومؤسسات المجتمع المدني ، كل هذا ، وبشكل ممنهج لا يقع ضمن دوائر الحوار لحث الخطأ نحو الارتقاء بالواقع المعاش باتجاه المزيد من التمسك بالقيم الإنسانية والأخلاقية ،وخاصة تلك التي تميز حركة مجتمعنا ، بل تقديم هذه المجتمع النموذجي للامة المحيطة بانه مجتمع منحل ، متحرش ، مغتصب ، مستغل ، ظالم ، وتغير الصورة المثالية عن غزة، والمحتذى بها من الشعوب المحيطة الى صورة نمطية سلبية ، ولا مانع من التمويل السخى لمن يدعون انهم موضوعيين ، ويتحلوا بالشفافية ، غير مدركين انهم يدمروا النسق القيمي لمجتمع محارب عالميا كمجتمع غزة ..
صحيح أن الصحافة المعاصرة لها أدواتها المعرفية وأبعادها الثقافية التي تعكس صور المجتمع وآماله المرجوة ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح ما الذي جرى ويجري في اروقة البائعين انفسهم مقابل حفنة من الدولارات ، .وما هو الهدف من تعمد بعضهم تقديم سمومهم المغلفة أحيانا بشعارات كاذبة مشوهة إلى أمتنا المحيطة أولا ثم إلى الرأي العام لتقزيم مفاهيم الأمة التي تعلمناها ..
لقد وصلنا مؤخرا الكثير عن دور بعض الصحف الصفراء في تسخيف وتسطيح قضايا الإنسان الفلسطيني في غزة ، بل وحتى في فبركة تقارير لا تمت للواقع بصلة سعيا وراء رنين أنغام الدولارات ولايزال الأصحاب الحقيقيون لتلك الصحف الصفراء وعبيد المال الذين يتم تشغليهم بأجهزة التحكم عن بعد ، يتفننون في محاولاتهم الدائمة لشطب الإنسان الفلسطيني خاصة في غزة وعقلة وفكره وهاماته من الشخصيات الوازنة من إحداثيات الزمن ..
ونحن هنا إذ نشير لممارسات هذه الصحف والمؤسسات الصفراء التي بات يعرفها العدو والصديق ، حرصا منا على أن نذكر بأن مجتمعنا في تفاصيل حياته ضد الابتذال والرداءة ، وهو لايزال يقدر عظيم القدر قيمة الإنسان يرفع عاليا رايات الصدق والمحبة والسلام ، وسيكتشف قريبا الطابور الخامس الذي زرع بين ظهرانينا خسارته طال الزمن أم قصر..
هذا التشويه الذي تقدمه عدد من الصحف الممولة ماسونيا وصهيونيا بسابق إصرار وتعمد عبر رسائلها الخبيثة الموجه الى عمق نسقنا القيمي ، وتراثنا وعاداتنا ومجتمعنا المحافظ ، ستمحوه رياح الحقيقة قريبا ، فغزة التي هزمت أشد حملات العداء لها ستهزم هذه الترهات ، مهما قدمت الاموال الملوثة لتمريها ، لسبب بسيط جدا وهو أن جذور شعبنا في تمتد في أعماق التاريخ والزمن ..