العرب اليوم
هذه قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد ? بيت الشعر هذا لرهين المحبسين ابو العلاء المعري وكأنه موجه لوزارة الاوقاف ولأمانة عمان ولبلدية القويسمة حيث يعاني سكان حي الشيخ ناجي في القويسمة من مقبرتين قديمتين سكنها اخر متوفى قبل ما يزيد على ثلاثين عاما وذلك بحسب الحاج امين حسونة الذي يعتبر من اوائل سكان المنطقة.
وعدا كونها تقطع الطريق على الكثير من المنازل الا انها تحولت بسبب الاهمال الى مكب للنفايات ومأوى للجرذان والعقارب والافاعي حيث اكد سكان المنطقة اصطيادهم لافعى بطول 130 سم واصابة ابنائهم بين الحين والآخر بقرصة عقرب.
ويقول وليد قنديل احد جيران المقبرة ان اهالي الحي سئموا من كثرة تقديم الشكاوى فجاءهم الرد بان الامانة لا تستطيع ازالة المقبرتين كون وزارة الاوقاف ترى ذلك, وتابع لكن ان كان عمر المقبرة لا يسمح بازالتها فلماذا تترك من دون اهتمام ورعاية فقد اصبحت مكبا للنفايات ومكرهة صحية ومأوى للجرذان والافاعي والعقارب اضافة ان سورها هدم منذ اكثر من عامين وبابها سرق وتم بيعه (كوم حديد) وختم مستشهدا بما فعله امير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما قام بتوسعة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم اذ قام بنقل المقبرة التي كانت تحتضن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وخلال الجولة استوقفتنا طرفة وهي قيام البعض بحفر بعض القبور بحثا عن الذهب التركي الا ان محاولاتهم باءت بالفشل سيما وانهم مراقبون من قبل سكان الحي الذي تتوسطه المقبرة .
قبل عامين ونيف قام رئيس البلدية المنتخب علي بدر بزيارة المنطقة خلال حملته الانتخابية وشاهد المنظر على ارض الواقع فقام فور انتخابه بارسال عمال الوطن وبعض المهندسين لتنظيفها ومعرفة ما يمكن فعله لمساعدة اهل المنطقة وللامانه فهذه افضل خطوة في حياة المنطقة يقدم عليها مسؤول ومنذ ذالك الحين لم يعد احد الى المنطقة وذالك بحسب وليد رشيد الذي اضاف بان المقبرة تقطع طريق الخدمات عن اكثر من خمسمئة مواطن يسكنون المنطقة فلا يمكن ان تدخل سيارة اسعاف مثلا او صهريج ماء لذا قامت الامانة بشق طريق فرعي اخر وقالوا لنا انه حل مؤقت لحين ولا ندري متى ينتهي (الحين) بالنسبة للامانة ?! ويبدو ان ابو خالد متشائم اكثر من اللازم فقد قرر مقاطعة الانتخابات سواء الامانة او النيابة حيث اكد ان اهالي المنطقة استقبلوا جميع المرشحين الذين دخلوا تحت القبة ووضعوا قضيتهم بين ايديهم وكانوا يتلقون الوعود التي حفظوها عن ظهر قلب حتى انه شكك بان المرشحين كافة حفظوا الوعود ذاتها عن بعضهم البعض كما حفظوا الاعذار اذا ما جلسوا تحت القبة.
اما احمد العطيات فقد وجه الدعوة لامين عمان واعضاء المجالس المحلية ووزير الاوقاف لزيارة المنطقة ساعة غروب الشمس للاستمتاع بمنظر الجرذان وهي تعبث بالقمامة وتطارد القطط داخل وخارج حظيرتها التي كانت تسمى سابقا مقبرة مسلمين على ان يأتي بسيارة صغيرة حتى يتمكن من دخول المنطقة.0