زاد الاردن الاخباري -
كتب محمد حسن العمري -- يخوض الانتخابات الاردنية ، وسط مقاطعة سياسية للاخوان المسلمين ، ثلة ليست بالهينة من رموز الدولة الكبار ، وورثة الساسة الكبار على مدار عقود حافلة..!
يتقدم اسم دولة السيد فيصل عاكف الفايز ، رئيس الوزراء الاسبق ووريث احد اهم الرموز البرلمانية الاردنية عاكف الفايز رئيس مجلس النواب الاطول في تاريخ الاردن ، ووريث الشيخ مثقال الفايز الغني عن البيان والتعريف في التاريخ العشائري الاردني الحديث ، ولا اقل من القول ان عائلة الرجل موصولة بعلاقات جيدة حتى مع التيارات الاسلامية والقومية والتي قدمت حاكم الفايز القومي الذي ما لبث في سجن موقفه بضع سنين ، بل ربع قرن من السنين..!
ويخوض الانتخابات ايمن هزاع المجالي ، بعد غياب بقصد عن المجالس السابقة ، والبعض كتب وأمعن في ذلك ، معتقدين ان السيد عبدالهادي المجالي البرلماني الحزبي العتيد ايضا ، قد افسح المجال للسيد ايمن المجالي للوصول الى مجلس النواب من العائلة ذاتها ، وهذا باعتقادي الشخصي والتاريخ ، يناقض الصواب ، فايمن هزاع المجالي عندما ترشح عام 1997 ، تقدم على السيد عبدالهادي المجالي بفارق نحو الف صوت ،
وكان فوز ايمن المجالي هو الواقع الذي لم يكن ينكره أي من المحللين المحليين في تلك الانتخابات ، وكان يتوقع عدم فوز عبدالهادي المجالي لوجود وريث هزاع المجالي في الانتخابات من ذات العائلة، لكن الحظ انقذ عبدالهادي المجالي يومها وفاز ولكن متاخرا بكثير عن ايمن المجالي ، وايمن هزاع المجالي الذي اليوم ،هو مرشح اجماع عشيرته ، هو بالاضافة الى سجله السياسي المقرب من القصر الملكي ، والوزير والبرلماني ، هو ابن هزاع المجالي ، رئيس وزراء شاهد حي على تاريخ الاردن وعرشه الذي قدم هزاع المجالي نفسه من اجله في فترة الصراع الناصري مع الانظمة الملكية العربية، الذي ادى الى سقوط الملكية الهاشمية في العراق واليمن وليبيا وكان من ملحقات هذا الصراع ،اغتيال اثنين من اهم رؤوساء الوزراء الاردنيين ، هزاع المجالي ووصفي التل ، وصمدت الدولة الاردنية بعدها..!
يخوض الانتخابات ايضا الدكتور عبدالله النسور ، عن دائرة البلقاء ، ولمن لا يعرف عبدالله النسور ، فهو وفق ما اذكر ، الوحيد من المرشحيين غير الاسلاميين الفائزين في انتخابات عام 89 قد حصل على اصوات أعلى من مرشح الاخوان المسلمين ، فقد تقدم يومها على الدكتور عبداللطيف عربيات ، رغم ان الاخير ايضا ليس مجرد مرشح اخوان بل هو من عائلة عربيات ومعه مرشح اخر عن الاخوان المسلمين من عائلة خريسات ، وهما من عوائل السلط الكبيرة ،و حتى في انتخابات الصوت الواحد عاد عبدالله النسور وفاز عدة مرات قبل ان يخلي موقعه للدكتور عبد الرزاق النسور ، وهو يعود اليوم مرشحا مهما في دائرة البلقاء المزدوجة بين التمثيل العشائري في السلط واعمال السلط ، والفلسطيني الذي يمثله مخيم البقعة..!
كذلك يصر رئيس مجلس النواب ،الاسبق سعد هايل السرور ، وريث رئاسة المجلس لدورات عديدة ووريث الشيخ هايل السرور على خوض الانتخابات في دائرة بدو الشمال ، والذي يعتبر وجوده ونجاحه في المجلس من المسلمات التي لا تقبل النقض في حدود ما نعرف..!
نجحت انتخابات عام 1989 نتيجة المشاركة السياسية الكبيرة فيها ، وكذلك نجحت انتخابات عام 93 بعد عدول الاخوان المسلمين عن مقاطعتهم وسط مناشدة شخصية من الملك الحسين ، فيما كانت انتخابات 97 هي رد الاعتبار للوجود العشائري الاردني ، فقد نجحت الانتخابات رغم مقاطعة الاخوان باعتبار انها جاءت كاختبار ومراهنة لوجود العشائر الاردنية ، ونجحت بعدها انتخابات 2003 بعد العودة الثانية للاخوان اليها وتحقيقهم نحو 17 مقعدا ، فيما انتكست انتخابات عام 2007 ، بالتزوير البواح وطغيان المال السياسي وبروز واجهة التجار الذين استحوذوا على مواقع تشريعية لم يكونوا بالمطلق مؤهلين لها الا في حدود ما تقتضيه مصالحهم التجارية والخاصة..!
واليوم تعود الانتخابات بوعود رسمية بإجرائها بنزاهة ، وسط خوف كبير من اعلى المستويات من تدني نسبة المقترعين ، جراء مقاطعة الاخوان وشرائح وطنية مهمة لها ، ووسط حزم من الازمات السياسية والاقتصادية والوطنية ، التي توالت على الحكومة الحالية ، فهل تنجح عودة رموز الدولة الاردنية ، من الكبار و ابناء الكبار في رد الاعتبار لما تتوقعه الحكومة من تهميش المجتمع الاردني لهذه الانتخابيات ، هل تنجح هذه الرموز الكبيرة بالفعل بتفعيل الشارع الاردني تجاه الانتخابات ، ام ان الأردنيين – كل الأردنيين – سينظرون الى هذه الرموز على انها في اخر الامر وان كانت رموزا وطنية كبيرة ، فهي في المحصلة رموز الدولة ، وحيثما تذكر الدولة تذكر الحكومات قبل ان يذكر الوطن (!!)..!