البندورة : 120 قرشا ربح التاجر من جيب المستهلك على حساب المزارع

زاد الاردن الاخباري -

صقر الطويقات -انطلقت رحلة"البندورة" الساعة الخامسة فجراً من مزارع "الغور" برفقة الزميل المصور محمد الكسواني و المهندس الزراعي ايوب احمد التعمري صاحب مزارع خضار ، حيث رافقت "الدستور "البندورة" من ارض المزرعة الى ان وصلت الى المستهلك الذي راح ضحية تعدد حلقات البيع و ابطالها هم التجار .

ثم تتابع رحلة "البندورة" مسارها الذي يلفها الخطر لانتظار التجار التهافت عليها قبل ان تقع في يد تاجر اخر للنقص الحاصل في كمية المعروض وارتفاع الطلب لتحقيق ربح مبالغ فيه الى حد استغفال المواطن نتيجة الجشع الزائد لدى التجار في ظل غياب الجهات الرسمية الرقابية بعد ان اوجد قانون المنافسة ذلك الجشع الذي وضع لخفض الاسعار لا لرفعها .

وبعد ذلك تابعت "البندورة"رحلتها نحو جشع التجار مروراً بالسوق المركزي"الحسبة" الذي يقتصر دوره على الدور الرقابي وعملية التنظيم ثم الى "الكمسيونجية" تجار جملة "الجملة" ثم تجار "المفرق" ثم تجار"التجزئة" ثم المستهلك ليصل سعر الكيلو الى مائدته بـ 170 قرشا للصنف الممتاز و 150 قرشا للصنف المتوسط منطلقاً من 50 قرشاً للكيلو من ارض المزرعة للصنف المتوسط .

 

من خلال جولة "الدستور"الموثقة بالصورة وجدت ان هنالك سببا رئيسيا لارتفاع اسعار البندورة من ارض المزرعة وهو قلة الانتاج نتيجة تفشي مرض حشرة "الانفاق" والتي يطلق عليها اسم لاتيني تسمى" توتا ابسوليوتا" التي قضت على 80 في المائة من الانتاج رغم انها منتشرة منذ شهر اذار الماضي والحكومة عاجزة حتى الان عن وقفها حسب قول المهندس الزراعي ايوب احمد والحقت بهم خسائر فادحة تقدر بالاف الدنانير .

ويؤكد التعمري انه رغم قلة الانتاج الا ان عمليات التوريد للسوق المركزي مستمرة حيث يباع الكيلو لمتوسط الاصناف بنحو 50 قرشا واصل للسوق والنوعية الرديئة تباع بنحو 30 قرشاً للكيلو التي تعرف بالبندورة الارضية فيما تباع البندروة" المعلقة" التي تزرع في البيوت البلاستكية بين 60 - 70 قرشاً للكيلو حسب جودتها وهي من النوعية الممتازة .

وبعد قطف ثمار البندورة من ارض المزرعة والقيام بعملية التعبئة رافقت "الدستور" سيارة البندورة الى السوق المركزي حيث تهافت مئات التجار للشراء حيث بيعت الصندوق"البكسة" زنة 10 كليو بـ 6 دنانير اي بمعدل 60 قرشاً للكيلو وهي من النوعية الممتازة "المعلقة" حسب التجار ، حيث تمت عملية الشراء من قبل مايعرف بـ" الكمسيونجية ".

ثم يتابع صندوق البندورة عمليات الجشع من قبل التجار ، حيث يصل تجار جملة"الجملة"وهم ممن يملكون محلات ومخازن تبريد داخل السوق المركزي حيث يقوم بشراء صندوق البندورة من الكمسيونجي بسعر 6,5 دنانير للصنف الممتاز ثم تتابع اسعار البندورة ارتفاعها وهي داخل السوق المركزي .

وبعد ذلك يقوم تاجر جملة"الجملة"ببيعها الى تاجر المفرق بسعر متوسط بين 7 - 9 دنانير للصندوق ثم يقوم تاجر المفرق ببيعها الى تجار التجزئة محلات بيع الخضار ويقوم ببيعها مابين 10 - 12 دينار للصندوق ثم يقوم تاجر التجزئة ببيعها لتصل الى مائدة المستهلك باسعار تراوحت من 1,5 دينار الى 1,7 دينار للكيلو الواحد حسب الصنف والجودة .

ومن خلال جولتنا في السوق المركزي وجدنا ان اسعار البندورة تتراوح بين 2,5 دينار الى نحو 7 دنانير حسب الصنف والجودة اقلها المكشوفة واغلاها المعلقة والصحراوية.

فيما بعيت البندورة "السورية" المستوردة لاسعار الجملة من قبل البردات السورية مباشرة لتجار التجزئة باسعار تراوحت بين 9 - 10 دنانير صندوق وزن 10 كليو غرام وهو اعلى سعر تباع به البندورة في السوق.

والتقت "الدستور" خلال جولتها في السوق المركزي مدير دائرة السوق المركزي المهندس فايز عرار الذي اكد ان الكميات الموردة الى السوق بلغت ليوم امس من الانتاج المحلي نحو 200 طن ونحو 70 طناً من البندورة السورية المستوردة فيما يبلغ معدل استهلاك المملكة من البندورة يومياً في ادنى حد نحو 400 طن ويبلغ حجم التصدير اليومي بموجب العقود الموقعة 500 طن .

واكد عرار ان السوق يستقبل جميع الاصناف على عكس الايام السابقة التي كانت محصورة بالاصناف الممتازة فقط لايجاد نوع من الفروق في الاسعار وحالة من التوازن نتيجة نقص المعروض بعد تضرر المحاصيل الزراعية.

منوهاً الى ان دور السوق ينحصر في عمليات تنظيم وادارة عمليات البيع والشراء .


الدستور