وقف ينظر إلى أمه وقد تشظت يداها وقدماها ، ولأخته كيف أصابها العجز ...ولبيته بدون باب ...وقف حالما لينتقمن ...انتقاما لا يبقي ولا يذر...
تخيل وحلم منذ الطفولة ...ورغم ضيق ذات اليد ، حلم وطير حلمه عبر الجبال ، حلم ببيت جميل له عدة مداخل ومخارج _ والمخارج أهم لديه ، فمن هنا سيدخل المهمين _وسيصافحهم ويلمس أيديهم الناعمة فقد مل الأيدي المخشوشنه ، والملابس المهترأه نعم لا بد أن يشم العطور الباريسيه مهما كلف الثمن ،سيكون لبيته رخام إيطالي فلقد زهق رائحة الوطن وترابه _ فليشمها الواقفون في خندق الوطن _ هو يريد الإنتقال للصف الأخر !!!! هؤلاء الذين يتمنى أن يكون منهم- ، وعلى هذ الرخام سيقف لا يتحرك مهما كان القادم – سيوحي للناس بالثبات رغم إرتجافه ... ، وعبر تلك النافذه في الجهة المقابله سيكون هنالك زارعون وحصادون وأولادهم يفنون أنفسهم ويهملون أولادهم من أجله لا يهم من هم فقد يعمل لديه - أخوه _ ....أبناء والدته المهم الكثير من العمال ...
وحين تضع زوج أخيه - وليدها _ لن يسمح له بالمغادرة والذهاب معها ، حتى يؤدب العمال ويقسو بلا حدود ، ويعلمهم _ أنه ليس لديه لحيه ممشطه ، سيقسو على الأطفال في الشتاء القارس ، فهؤلاء - الملاعين _ يجب ان يخدموا أبناؤه في المستقبل ، ويسستمروا ...
فكر وحلم وحلم وإتسع الحلم ...بزوجة أبوها يدفعه للأعلى ، فيصعد في عالم المال ،والبورصات ويتحدث على الشاشات ، فيلوي لسانه ،و يلبس الحق باطلا فيصدقه المطبلون ، ويهزوا رؤوسهم موافقين دوما ... ومن لا يهز رأسه ويتبعه الذنب ، فله الثبور والعصا الغليظه ، يطير من مكانه لا يأكل خبزا ...
حلم بيت أخر ، منزو ، يأتي به بمراهقات ، يحلمن ببنطال جديد ، وهاتف نقال حديث ،وسندويشه يدفعن ثمنها ليس من أجرة العودة لبيت في أحياء البؤس المحيطه، أما هؤلاء فلهن الليل _ والليل لهن ثم لك بعد العشاء ما تشاء – يصحبه في ليله طبال وعازف يردد له ما يناسب القعده ، يسهل تكليفه بكل شيئ ، ويسهل طرده لينتظر خارج الأسوار ...
حلم بإقتناء كلب وقطيع .. ملابس باريسيه ...ورحلات عبر البحار ...
تحقق الحلم ، كيف ؟ وأين في بلاد _ تقع على المريخ _ ليس للمجتهد فيها نصيب ، فيها تبد الحقائق وهما لا يعتد به ولا بأصحابه... وكان البيت واتسعت مخارجه ليهرب السيد ، وامتلك السيد قطيعا من شياه ...
إمتلك ذهبا وماسا ... ولكنه إمتلك رجالا _ ذكور لا لا يقولون له كم ثلث الثلاث_ ، يهصهم ، ويلعنهم فيطبلون ...رجال للإقتناء ، يسهل تملكهم ، نسوا العزة والشمم فرددوا له ما يريد أمام الناخبين ، البؤساء ، لبسوا أي زي يريد قالوا ما يريد وأشاعوا ما يريد ، وتدافعوا وانحنوا ... رجال بضمائر كرتونيه ليس لهم ما يقولوه سوى أخبار الخمر والنساء ، نعم إقتنى لحى وشوارب ،مطبلي الحملة الإنتخابية ، هتيفة تهذر بما لا تعرف ولكنها تلبس أحذيه غالية الثمن ،_ولا تستغرب ففي يديها مسبحة الله أعلم ما يقال على حباتها وتركب سيارة _ أغلى من شقة _ يطوق أعناقهم بجنزير يسحبه إليه حين يشاء ووقت يشاء شوقد تكفيهم إشاره لبدء الكذب نعم رجال للإقتناء....
د نضال شاكر العزب
نضال شاكر العزب