بالطبع الجميع وخصوصا دولة الرفاعي يطلبون بتأمين إجراء الانتخابات المقبلة بصورة حرة ونزيهة بعيدا عن كل إغراءات المالي السياسي بكافة أشكاله وكمواطن أتمنى أن يحصل .
وطبعاً \" ضمان حرية ونزاهة الانتخابات المقبلة هي من أجل تأسيس حالة سياسية متوازنة بعيداً عن المصالح الشخصية من أجل ضمان قوة سياسية برلمانية قادرة على تحمل المسؤولية .
لقد بدأت الحملات الانتخابية صباح يوم الأحد ومثلي مثل أي مواطن أردني وجدت بأن المشهد الانتخابي عند بعض المرشحين باستعراضات كرنفالية مبهرجة من اليافطات والإعلام المرفرفة في الشوارع والطرقات , وقد كتب على بعض اليافطات عبارات مبالغه , وأكثرها تتكلم عن محاربة الفساد ومن سيقضي على الفساد الإداري والمالي وحفظناها عن ظهر قلب , حيث كل أربع سنين تتردد علينا هذه العبارات ولم نرى جديدا .
طبيعي جداً في الحملات الانتخابية بأن يكثر الكذب والمراوغة والمبالغة في برامجهم الانتخابية , وكل مرشح يريد أن يكون مميزاً عن الأخر او في سبيل تكوين فكرة أو موقف ومظهر من المظاهر التي تميز مرشحاً عن الأخر .
الناخبون وحدهم من يتملكهم الحنين إلى من سيقول الحقيقة والصدق في المشهد الانتخابي , بل يتعطشون لهذه الرغبة الدفينة في الشفافية والصراحة من المرشحين وللأسف لن يحصلوا عليها.
والناخب الأردني ذكي جداً حيث وصل لمرحلة لا يهمه الشعارات التسويقية الزائفة والفاقدة للمصداقية وليس لها مضمون واقعي , والغرض منها هي ابتزاز الناخب من غير الاكتراث بمنطق التوافق مع أبجديات العمل السياسي الوطني .
ومن هنا ومن هذا الموقع نقول على عقلاء الفم والمثقفين الانتباه والحذر من السير وراء الدعايات والشعارات والحلول الحزبية وغيرها والتي تفاقم وتعقد المسائل والقضايا السياسية , او معالجة الأمراض والأمراض السياسية والتشريعية بالأدوية المسكنة , حيث نريد أن تعالج هذه القضايا ديمقراطيا وعلى مستوى عالي لضمان حقوق الدولة والمواطن في نفس الوقت .
والشعارات الانتخابية ينبغي أن تتناسب مع معطيات المرحلة وتكون واضحة الأهداف , والنائب هو نائب تشريعي وليس نائب خدمات حيث الخدمات هي من واجب البلديات والمؤسسات المختصة بهذه الخدمات , وليتجنبوا هذه الوعود الزائفة .
لذا يجب أن تكون البرامج الانتخابية وفق رؤيا المواطن وتبحث عن همومه وأولوياته بالدرجة الأولى مثلا \" قانون المستأجرين\" بدلاً من برامج المناسف والحلويات وسندوتشات ماكدونالد السريعة بالبطاطس الساخنة التي تعني \" طعمي الفم .. تستحي العين \" وأنا برأي الشخصي والمتواضع أكثر من فنجان قهوة سادة أو كاسة شاي بالأوقات البارد هذا يعتبر شراء لذمم الناس ناهيك عن طمع الناخب المزيد ومنهم من يطلب مقابل الصوت حيث الأجواء السائدة توحي بذلك .
وإذا تابعنا متابعة دقيقة للإعلانات والدعايات الموجودة بالشوارع او التي تغطي شوارع المملكة الآن توحي بحقيقة أن لا خطة عمل لأي مرشح سوى شعارات غائمة ومستهلكة بخطوط عريضة بجانب صور ملونة بالأحجام الكبيرة وكل مرشح وحسب ميزانيته , وبعض الصور وجدتها تغطي عمارة بأكملها وهذه الصورة بثمنها بإمكانك أن تطعم عائلة فقيرة لمدة ثلاث أشهر كاملة , وتقدم لنا هذه الصور والشعارات انطباعا عن المرشح بأن همه الوحيد نجاحه والفوز بأي شكل من الأشكال وكأن الصور والشعارات هي من توصله الى طريق البرلمان.
الانتخاب واجب وطني والتقصير فيه يعني أن المواطن قصر بواجبه تجاه وطنه , والانتخاب حق دستوري نص عليه القانون وعليه عدم التخلي عن هذا الحق لكي نفرز نخبة من النواب تكون صادقة مع أنفسهم ومع مجتمعهم , والناخب عندها صاحب حق بمحاسبتهم على أدائهم , فصوتك للوطن ولا تعيش بعالم الفزعات فأنت مثقف وابن وطن غالي على قلوبنا .