زاد الاردن الاخباري -
الدستور - فارس الحباشنة
بدأت ملامح التنافس الانتخابي تتضح في دوائر انتخابية جراء الاعلان الرسمي لمرشحين عن خوضهم الانتخابات النيابية التي ستجري في التاسع من تشرين الثاني المقبل. وتعكس المعطيات الاولية في بعض دوائر عمان الانتخابية حجم المنافسة بين المرشحين ، حيث تضم العاصمة سبع دوائر انتخابية يتراوح عدد المقاعد فيها ما بين مقعد واحد كما هو الحال في الدائرة السابعة التي تشمل لواء ناعور ، وخمسة مقاعد في الدوائر الاولى والخامسة والثالثة التي يصطلح على تسميتها في لغة الاعلام بدائرة الحيتان. وتختلف القراءات الانتخابية من دائرة لاخرى في عمان ، وان اختلطت بعض المعطيات بينها ، فالدائرة الثالثة سياسية بامتياز ولا حضور للتأثيرات العشائرية على اتجاهات الناخبين فيها ، بينما تنازع الدائرة الثانية في عمان خلال هذه الدورة الانتخابية المعطى السياسي للدائرة الثالثة ، ويبرز حضور واضح لمرشحين سياسيين من خلفيات حزبية ، فسر ترشحهم على أنه مواجهة خفية بين تيارات حزبية كبرى.
ويعتبر مراقبون أن التنافس في ثالثة عمان سياسي ، رغم بروز أسماء لمرشحين يخوضون الانتخابات عن خلفية مناطقية وعشائرية ، الا أنه باستعراض محطات تاريخية عديدة من تاريخ الدائرة فانها أفرزت نوابا سياسيين خاضوا غمار المعركة الانتخابية في الدائرة عن قوائم حزبية أو ترشحوا كسياسيين مستقلين.
في الحسابات الحزبية ، هناك اهتمام سياسي وانتخابي بارز ومدروس ومركز في ترشيح ممثلين عنها في الدائرة الثالثة ، فبعض الاحزاب السياسية اعتادت الحصول على مقعد برلماني من الدائرة ، حيث حصل حزب جبهة العمل الاسلامي الذي يقاطع الانتخابات الحالية على مقعد في الدائرة في أكثر من دورة انتخابية ، إضافة الى حزب البعث العربي الاشتراكي وممثلين عن قوى يسارية وقومية ومستقلة .
حزب التيار الوطني الأردني الذي أعلن عن قائمة تضم 37 مرشحا للانتخابات النيابية عن مختلف الدوائر الانتخابية في المملكة ، حرص رئيسه العين عبدالهادي المجالي على التأكيد في تصريحات صحفية على أن اختيار ممثليه في الدائرة الثالثة خضع لتمحيص دقيق راعى الاعتبارات السياسية والاجتماعية والتاريخية لمرشحي الحزب عن الدائرة.
ويرجح أن يصل عدد المرشحين عن الدائرة الثالثة الى 30 مرشحا ، 25 منهم يتنافسون على 4 مقاعد للمسلمين و5 مرشحين يتنافسون على المقعد المسيحي.
وأبقت الدوائر الفرعية هاجس الاختيار قائما عند العديد من المرشحين الذين عمدوا الى تأجيل تسجيل ترشحهم للانتخابات الى اليوم الاخير من موعد التسجيل لغاية في "نفس يعقوب" تجنبهم الترشح في دوائر فرعية يوجد فيها مرشحون آخرون من الوزن الثقيل.
هذا الحال أبقى الرهانات مفتوحة عند العديد من المرشحين الذين لا يشغل بالهم خلال هذا الساعات الا دقة الاختيار وقراءته وفق معطيات حاسمة وواضحة تتلاءم مع حجم المنافسة وقوة التأثير على القواعد الانتخابية ، بعيدا عن التنافس المفتوح في الدورات الانتخابية السابقة.
المشهد الانتخابي في عمان بدا مفتوحا وساخنا ، واليافطات الانتخابية هي الاعلان المبكر للبرامج الانتخابية التي كست جدران وشوارع وممرات عمان ، وعكست اهتمام المرشحين بالوصول الى ذرورة التنافس الانتخابي ورفع الشعارات واليافطات لاشهار ترشحهم وبرامجهم للعيان.
وبدت الشعارات الانتخابية لمرشحي الدائرة الثالثة في عمان الاكثر جذبا للعمانيين ، وبدا الاهتمام بارزا بكل ما هو سياسي ووطني وإصلاحي ، والتصقت العبارات الانتخابية الرشقية بأذهان الناس وتناقلوها بكل يسر وعفوية ، كما ظهر أن بعض المرشحين ليسوا بغرباء عن أعين العمانيين ، الا ان المشهد الانتخابي كان متميزا بكل تفاصيله وأثار انتباه الناخبين وحرك ما هو ساكن انتخابيا في قلوبهم وعقولهم.
ويغيب بشكل لافت عن البرامج الانتخابية لمرشحي ثالثة عمان ، البرامج الخدمية للمرشحين ، وتبرز في شكل واضح في المقام الاول البرامج والقضايا السياسية والاجتماعية ، وهو ما يميز الدائرة ومرشحيها عن بقية الدوائر الانتخابية في المملكة.
وتتعدى ماكينة الانفاق الانتخابي لمرشحي الدائرة الثالثة اليافطات القماشية والورقية والصور المعلقة على الجدران والشوارع والعاكسات المرورية وأعمدة الانارة ، إذ أن مرشحيها يلجؤون الى سبل انتخابية أكثر تأثيرا على ناخبي الدائرة كاستعمال وسائل الاتصال الحديثة والإنترنت وإقامة المهرجانات الخطابية والاستعانة بشخصيات سياسية وفنية واقتصادية لرعاية افتتاح المقرات الانتخابية.وتشير الاحصائية الرسمية الى أن عدد الناخبين في الدائرة الثالثة يقدر بنحو 130 ألف ناخب ، ويسجل في أرشيف الدائرة أن نسبة اقتراع ناخبيها وصلت الى %35 في دورات انتخابية سابقة ، وللدائرة أثرها في تحديد ملامح الخريطة الانتخابية على مستوى الوطن.