زاد الاردن الاخباري -
يعد ترشح مكفوفين لمجلس النواب السادس عشر سابقة حضارية تترجم ممارسة ديمقراطية تنطلق من الحقوق الدستورية التي تنادي بمساواة جميع الاردنيين في الحقوق والواجبات وفقا للمستشار السياسي لرئيس الوزراء الناطق الاعلامي باسم الانتخابات سميح المعايطة .
يقول المعايطة لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان هؤلاء المرشحين من المكفوفين يستحقون منا كل الاحترام والتقدير لا سيما وانهم يتحلون بروح التحدي والثقة بالقدرة على الانجاز والعطاء وهم يمارسون حقا من حقوقهم الدستورية , متسلحين بالمؤهلات والعلم والكفاءة , وعلينا ان نتعامل معهم وفق هذه الروحية بعيدا عن أي نظرة تتعلق باوضاعهم كأكفاء فحسب . ويرى متخصصون في علم الاجتماع ان ترشح مكفوفين للانتخابات النيابية بادرة جيدة تعزز من قدرتهم على النجاح وخدمة الشأن العام بمعزل عن كونهم اكفاء .
ويذهب مواطنون مكفوفون الى ان انتخاب هذه الفئة من المرشحين من قبل الناخبين لا بد وان ينطلق من اسس تتعلق بقدرتها على العطاء لا ان ينظر لها على انها حالة خاصة .
المتخصصة في اللغة العربية في جامعة مؤتة الدكتورة رابعة المجالي - وهي كفيفة – ترى ان ترشح المكفوف لمجلس النواب يدعم الى حد بعيد هذه الفئة ويعزز من ثقتها بذاتها متمنية ان لا يتم التعامل معها انتخابيا من منطلق انها تشكل حالة خاصة , بل ان يتم الانتخاب حقيقة على اساس الكفاءة اولا واخيرا .
ويذهب المتخصص في علم الاجتماع الدكتور حسين محادين الى ان ترشح مكفوفين للانتخاب لا يجب ان ينظر اليه كأمر مستغرب طالما اعطى القانون الاردني الحق للجميع في الترشح والانتخاب من منطلقات دستورية ساوت بين جميع الاردنيين في الحقوق والواجبات .
ويوضح : غير انه يسجل لهؤلاء المترشحين من المكفوفين الجرأة في تذكير المجتمع باهميتهم وبقدرتهم على العطاء والخدمة العامة شأنهم شأن غيرهم , في مجتمع مشهود له بالتكافل وبتقدير الناس بصرف النظر عن اعاقاتهم ,كما يسجل لهم كذلك انهم ابتدعوا سابقة ليكونوا قدوة لغيرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ممن يترددون في خوض غمار الانتخابات او العمل في الشأن العام .
ويذكّر الدكتور محادين بهذا السياق بوجود نماذج ناجحة في مواقعها العملية من المكفوفين سواء في الوظائف العامة او في القطاع الاكاديمي او الرياضي او المهن المختلفة ما يعني كما يقول , انهم يملكون الكفاءة لاداء مهامهم باقتدار وجرأة .
ويلفت الى ان البيئة الاردنية التشريعية والقانونية الحاضنة للمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام تشجعهم على الاقبال على مثل تلك الخطوة الهامة , وهذا يسجل ايضا للاردن الذي حرص على توقيع اتفاقيات كثيرة تنبذ التمييز بين الاشخاص على اساس الاداء او الصحة .
ويقول شامان المجالي وهو الناطق الرسمي باسم حملة (تكافؤ) التي تنادي بضمان ممارسة الاشخاص المعوقين لحقهم في التصويت باستقلالية وسرية تامتين والتي انطلقت مطلع آذار الماضي , ان الحملة لا زالت مستمرة وتطالب بضمان ذلك الحق ولا سيما ان الكفيف حتى ولو كان حاصلا على شهادات عليا فانه يصوت شأنه شأن الامي الذي لا يقرأ ولا يكتب الامر الذي ربما يؤثر على سرية الاقتراع .
ويشير الى ان ترشح المكفوفين هو حق من حقوقهم الدستورية وهم كغيرهم ممن استوفوا شروط الترشيح .
بترا - اخلاص القاضي