منذ البداية قلنا أن قرار مشاركة جماعة الإخوان المسلمين كان ضربة معلم وتهدف لتحقيق جملة من الأهداف أهمها .تخفيف الضغط الحكومي ووقف الملاحقات والتضييقات ، وكذلك العودة للشارع والجمهور ووسائل الإعلام بعد غياب امتد 9 سنوات والعمل بحرية من خلال مهرجانات واسعة واستقطاب نخب " ليبرالية " قادرة على تطويع النظام وتخفيف حدة قرار " اللاشرعية " وتوابعه سياسيا واجتماعيا وماليا الذي يبدو أنه في ثلاجة التجميد والذي قد يوضع في سلة المهملات لاحقا ، بل والذهاب الى ابعد من هذا بطرح برنامج " مشترك " لا تمانع الحكومات الالتزام به في مجالات الأمن والإستقرار والمديونية والوضع الإقتصادي كما صرح العكايلة مؤخرا .
خطوة الإخوان كانت سياسية امتازت بدرجة عالية من الدبلوماسية الرفيعة من خلال الإستعانة بنخب من معيار الدكتور عبدالله العكايلة لقيادة مركبهم نحو شط النظام المتمثل بالقصر والحكومات بكل يسر بعيدا عن المناكفات والإتهامات وطي صفحات الخلافات السابقة المتعلقة ببرنامج الخصصخة ورموزه .
الإخوان استعانوا بالعكايلة مباشرة لما يملكه الرجل من رؤى وحنكة و " ليبرالية " محافظة كي يعبر من خلال رئاسة كتلة الإصلاح داخل البرلمان وخوض انتخابات رئاسة المجلس الى تحقيق جملة من الأغراض المذكورة أعلاه ، الى جانب أن تلك الحالة ستمنح الجماعة فترة من الراحة والطمأنينه بعد أن استردوا عافيتهم بسبب ما تعرضت له الجماعة من خلافات وانشقاقات وضغوطات وتحديات .
من جانبها ، فالدولة الأردنية باتت بأمس الحاجة لمشاركة الجماعة التي لازالت تحكم قبضتها على الشارع وتتمتع بنفوذ وشعبية واسعة ، فعلى الأقل لايمكن للنظام ان يواجه برنامجا " صعبا " تطرحه الجماعة والذي سعت الجماعة الى طرحه من خلال " الربيع العربي " في الأردن والمتعلق بمراجعة سياسات الخصخصة ومحاسبة الفاسدين والتعديلات الدستورية التي كانت الجماعة تسعى لتحقيقها من خلال الشارع ،وكان لصمت الإعلام الإخواني حول بعض ما جرى من تجاوزات خلال العملية الانتخابية كانتشار مظاهر المال السياسي والعبث بالصناديق والتدخل والتوجيه واحترام قرار الهيئة المستقلة بمنع بعض رموزهم محط تقدير وراحة الحكومة ، وقد تنتقل التفاهمات بين الدولة والجماعة الى ابعد من شأن داخلي الى قضايا تتعلق بترتيبات مستقبلية على صعيد حل المسألة الفلسطينية بأي إطار لا تمانع الجماعة بالسير به تحت إطار وحدة الضفتين والشعبين في إطار وحدوي كالكونفدرالية وا الفدرالية ووحدة الضفتين وتمنحه الغطاء الشرعي والشعبوي في ظل تنامي ومشاركة " شقيقتهم " حركة حماس للإنتخابات القادمة في اراضي السلطة وتطويع الجمهور للقبول بتلك الصيغ .