زاد الاردن الاخباري -
بعد أن أمضى ساعة تحت شمس الصيف اللاهبة تنازل الثلاثيني رائد قاسم عن حقه في استصدار مخطط مروري "كروكا" لإصلاح مركبته التي تضررت أجزاؤها الأمامية نتيجة تعرضها لحادث اصطدام بعد أن يأس من حضور رقيب السير أو مندوب الحوادث.
ويقول، إنه وأثناء توجهه لمقر عمله لمح مركبة تسير بسرعة في اتجاه معاكس لخط سير المركبات، فحاول الابتعاد إلا أنه لم يستطع لضيق الشارع، الذي كان يمتلئ بالمركبات المتوقفة.
وأوضح أن المركبة المخالفة اصطدمت بمركبته، ما أدى الى انحرافها واصطدامها بمركبة أخرى متوقفة على جانب الطريق، مشيرا الى أن السائق المتهور الذي تسبب بالحادث فر من الموقع.
ويضيف قاسم، أن الحادث لم يؤدِ الى إصابات، باستثناء شعوره بألم حاد في رسغه الأيمن بسبب ارتطامه بمقود المركبة، بيد أنه فضل انتظار مندوب الحوادث للحصول على مخطط مروري لشعوره بالمسؤولية حيال صدم المركبة التي كانت متوقفة على جانب الطريق.
وبين أن سائقين ومجاورين تجمهروا عقب الحادث لتقديم العون والمساعدة، وأن أحدهم عرض عليه نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج ومن ثم العودة إلى موقع الحادث قبل حضور مندوب الحوادث، إلا أن مواطنا آخر تدخل وقال بأنه اتصل مع قسم السير حيث أخبروه بأن مندوب الحوادث في طريقه إلى الموقع.
وبعد أن غادر السائقون والمجاورون موقع الحادث، شعر رائد بالملل من الجلوس على قارعة الطريق بانتظار مندوب الحوادث، مبينا أنه كان يتصل كل عشر دقائق مع عمليات السير رغم تكرار ردهم عليه بأن "مندوب الحوادث في طريقه إليك".
ويوضح رائد أنه بعد مرور 25 دقيقة على وقوع الحادث حضر سائق المركبة التي كانت متوقفة على جانب طريق والتي تضرر جانبها الأيمن بشكل طفيف، فانتظر الاثنان 40 دقيقة أخرى معا من دون أن يأتي رقيب السير أو مندوب الحوادث فقررا التصالح مقابل تعهد رائد بإصلاح المركبة المتضررة.
ويقول، إن تأخر رقيب السير أو مندوب الحوادث في الكشف على موقع الحادث حرمه من الحصول على مخطط مروري لتقديمه لشركة التأمين لكي يتمكن من إصلاح مركبته والمركبة الأخرى، كما حرمه من حقه بـ "الملاحقة القانونية" للسائق المتسبب بالحادث، مبينا أنه اضطر إلى طلب قرض بنكي لإصلاح مركبته والمركبة الأخرى".
ولا تقف قصة رائد وحيدة في هذا السياق إذ يروي مواطنون وسائقون عشرات الحالات لمركبات تعرضت لحوادث تصادم أو حوادث سير ترتبت عليها خسائر مادية بسبب تأخر حضور مندوب الحوادث.
ويروي هيكل محمد وهو مواطن سقطت مركبته في حفريات ضخمة غربي الزرقاء كيف أنه انتظر ثلاث ساعات قبل أن يأتي مندوب الحوادث لاستصدار مخطط مروري، وأن أحد رجال الأمن العام أخبره بأن خبيرين مروريين فقط يقومان بمتابعة حوادث المرور في المدينة.
إلا أن رئيس قسم السير في المحافظة الرائد عيد الخريشة نفى أن يكون هناك خبيران مروريان فقط يقومان بمتابعة حوادث السير في مدينة الزرقاء، غير أنه فضل عدم الإفصاح عن عددهم، مكتفيا بالقول بأن عددهم كاف. ويوضح الخريشة أنه وفور تبلغ إدارة السير بأي حادث يتحرك مندوب الحوادث للكشف الحسي على المركبات وتنظيم المخطط الكروكي.
ولم ينكر حدوث تأخير في بعض الحالات، مرجعا ذلك الى كثرة وقوع حوادث السير في وقت واحد أو بسبب فضول بعض المواطنين وتجمهرهم في موقع الحادث.
وبلغ عدد حوادث السيارات العام 2008 في محافظة الزرقاء "9075" حادثا، خلفت 80 قتيلا ونحو 1726 جريحا، وفقا لإحصائية إدارة السير المركزية في مديرية الأمن العام.
الغد