مؤشرات تمرد في عدة دوائر على قرار الاخوان المسلمين بالمقاطعة

زاد الاردن الاخباري -

يطمح نجل القيادي المؤسس في حركة الإخوان المسلمين الأردنية ابراهيم زيد الكيلاني بخلافة والده العجوز المخضرم في تمثيل الدائرة الثالثة لعمان العاصمة في البرلمان المقبل رغم قرار الجماعة الاخوانية وقرار الكيلاني الاب شخصيا بمقاطعة الانتخابات. ولم يعرف بعد ما اذا كان الكيلاني الشاب يستطيع الحصول على ثقل الاصوات المعتاد الذي احتكره والده نحو عقدين في واحدة من أصعب الدوائر الانتخابية الاردنية، لكن محاولة توريث الموقع الشعبي هذه تتم بطبيعة الحال خارج اطار الشرعية بالنسبة للحركة الاسلامية رغم صعوبة تمرير فكرة هذا التوريث من الناحية التنظيمية.

ويبدو ان شخصية اسلامية محلية بارزة ايضا هي الشيخ ياسر العمري قد تلجأ الى التمرد على قرار المقاطعة في مدينة الرصيفة الملتصقة بمحافظة الزرقاء التي تمثل بدورها معقلا كلاسيكيا للحركة الاخوانية. وبنفس السياق وفي وقت مبكر جدا اعلن الشيخ سليمان السعد وهو قيادي سابق في الحركة ترشيح نفسه للإنتخابات في محافظة جرش شمالي العاصمة، ويتردد بان قياديا مماثلا يستعد للترشيح في محافظة عجلون بنفس الطريقة وخارج سياق شرعية المشاركة بالنسبة للاخوان المسلمين. ومن الواضح ان الاسلامي المستقل القريب من جبهة العمل الاسلامي سليمان ابو غيث سيشارك بالحملة في محافظة مادبا جنوبي العاصمة مما يعني في المحصلة ان مختلف المحافظات وبعد بدء حملة الترشيح للانتخابات العامة تشهد حالات تمرد على قرار مقاطعة الانتخابات رغم ان الامين العام لجبهة العمل الشيخ حمزة منصور اعلن مسبقا بان من يخالف قرار المقاطعة سيفصل من التنظيم الاخواني.

ومن المرجح ان الفصل من التنظيم بالنسبة لرموز الحركة الاسلامية الذين سيعاكسون قرار المقاطعة كلفة مقبولة الى حد ما قياسا بسحر الكرسي البرلماني، فالمؤهلون للتمرد هنا هم شخصيات اسلامية ذات ثقل قبائلي وعشائري ومؤهلة للنجاح فعلا. خطورة ذلك تتمثل في ان الحكومة تستطيع لاحقا القول بان سياسة مقاطعة الانتخابات هزمت ميدانيا بحيث يمكن تلمس وجود نكهة اسلامية في مجلس النواب المقبل بالرغم من سياسة المقاطعة وهو امر حيوي جدا بالنسبة لحكومة الرئيس سمير الرفاعي التي فاوضت الاسلاميين على السماح بالترشيح الفردي والشخصي والاحتفاظ بالمقاطعة تنظيميا وهو خيار رفضه التيار الاسلامي جمله وتفصيلا. وعلى ضوء خارطة المرشحين لمجمل الانتخابات يمكن القول مسبقا بان الشخصيات الاسلامية المستقلة سواء كانت من داخل اطار جبهة العمل الاسلامي او من خارجه قد تحصل على ما بين 5- 7 مقاعد وفقا للتقديرات العامة وهو وضع يؤهل الحكومة لأن تقول بان تمثيل التيار الاسلامي حاصل في الانتخابات رغم مقاطعة الاخوان المسلمين.

وبشكل عام وخلافا للتوقعات سجل للمشاركة في العملية الانتخابية بعد انتهاء يوم التسجيل الثالث عدد اقل من المرشحين لم يعلن رسميا بعد حيث يسود الانطباع بتقلص عدد المرشحين الموسمي وانحسار الرغبة في الترشيح مما يعكس حقيقة التفاعل والحراك الانتخابي على الارض. يقابل ذلك ضعف واضح في المظاهر الانتخابية التي يتركز النشاط فيها في بعض الدوائر على حساب دوائر اخرى ما يعني مقدما بان الحملة الانتخابية وحتى الان على الاقل باهتة الى حد ملاحظ، فعدد اليافطات في الشوارع اقل بكثير من المعتاد وعدد المرشحين بعد اليوم الثاني للتسجيل لم يتجاوز 200 مرشح ما يؤشر على خفوت متوقع او على الاقل ليس معتادا على جبهة الحراك الانتخابي.




بسام البدارين- القدس العربي