يبدو لمن يتابع تسارع الاحداث الكونية من جهة ، وأحداث حلب من جهة أخرى ان حرب عالمية جديدة تلوح في الافق ، قد يتلوها تغيرات دراماتيكية من شأنها تغير الخريطة العالمية من جديد.
وباعتقادي ان حلب السورية ستكون الشرارة التي تنطلق منها الحرب العالمية القادمة ، فقد ناقشت صحيفة “الصنداي تايمز” البريطانية، توتر العلاقات الأمريكية الروسية على إثر المعركة الجارية في حلب، واصفة هذه الاختلافات بأنها “حرب كونية باردة جديدة”.
وأشارت الصحيفة إلى التغريدة التي نشرتها سفارة موسكو في واشنطن، الأسبوع الماضي، والتي تظهر صورة لمنظومة “S-300” المضادة للطيران الروسية، موجهة إلى الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، مؤكدة أن روسيا ستأخذ كل الإجراءات لحماية مواقعها من التهديد الإرهابي.
وبعد اتهامات موسكو بأن أمريكا كانت تتحكم بالمتطرفين في سوريا، تظهر “تغريدة الصاروخ” لأي مدى انهارت العلاقات بين البلدين، بعد ثلاثة أسابيع فقط من انهيار المحادثات حول وقف إطلاق النار في سوريا.
من مؤشرات التصعيد بين القطبين (عودة الحرب الباردة بثوبها القديم)
- تحريك روسيا لصاروخ باليستي قادر على حمل رؤوس نووية إلى كالينغراد، المحافظة الحدودية الروسية الموجودة بين بولندا وليتوانيا، العضوين في حلف الناتو.
- إعلان من روسيا بإعادة فتح القواعد في كوبا وفيتنام، على بعد مئة كيلومتر عن الشواطئ الأمريكية، بالإضافة لتدريبات للدفاع المدني بينها استعدادات لهجوم كيميائي أو نووي.
- موسكو أرسلت المزيد من الطائرات الحربية إلى سوريا لتعزيز غاراتها رغم الانتقادات الغربية لتصعيدها الأخير في حلب وريفها، بينما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أميركا بدعم ما سمها الجماعات الإرهابية في سوريا.
- وصول عدد من المقاتلات من طراز "سوخوي 24" و"سوخوي 34" إلى قاعدة حميميم الجوية شمال غربي سوريا
- وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن التوتر الأميركي الروسي أخطر من الحرب الباردة، وذلك بسبب الخلافات بين واشنطن وموسكو بشأن انهيار وقف إطلاق النار بسوريا الشهر الماضي، واتهام أميركا روسيا بارتكاب جرائم حرب في حلب.
وفي هذا السياق يزعم شتاينماير أنه "من الوهم الاعتقاد بأننا إزاء حرب باردة؛ الفترة الحالية مختلفة وأكثر خطورة".
ارهاصات المواجهة العسكرية
وفي سياق متصل، قال الدبلوماسي الألماني السابق ولفغانغ أشنغر ا إن "خطر المواجهة العسكرية كبير، وان هذا الخطر لم يكن بمثل هذا الحجم منذ عقود، والثقة بين الغرب والشرق لم تكن بتاتا متدنية لهذه الدرجة".
في عام 1914م ابتلي العالم بالحرب العالمية الأولى، التى انطلقت شرارتها من صربيا ، وامتدت نيرانها لتغطي كل أوروبا وأجزاء من آسيا، وها هي اليوم سماء الشرق الأوسط تتلبد بالغيوم وتنذر بطوفان كبير، طوفان لن يغرق سوريا وحدها، بل ستمتد سيوله حتى الحجاز، ولن تسلم قطر وبلاد الشام ، وستشهد منطقتنا العربية إلى حروب طائفية يطول أمدها وسيعود زمن العصبيات الحلية والطائفة والاقلية ويسود مبدأ والانتقامات.
وما يجري في سوريا اليوم، وما يلوح به الاعلام ينذر بمعركة حلب الحاسمة وما يتبعها من حرب كونية ثالثة، ستنطلق شرارتها من هذا البلد، ولا أحد بإمكانه التنبؤ بحدودها وبالمساحة التي يغطيها دخانها وتلتهمها نيرانها.
معركة حلب السورية
كل الأطراف الإقليمية والدولية تستعد لمعركة حلب،. فقد خصصت السعودية وقطر 4 ملايير دولار لدعم المعارضة السورية ، وهيأت تركيا كل الأسباب اللوجستية لتزويد المعارضة السورية بالسلاح للإطاحة بنظام بشار، لأن الذي سيسيطر على حلب سيضمن السيطرة على كل المناطق المحيطة بها، والنظام أيضا شحذ كل قواه لتوجيه ضربة قاضية للمعارضة هناك، لأنه غير مستعد للتنازل.
باعتقادنا ان الأمر لن يكون بهذه السهولة، فلسوريا أصدقاء مستعدون لحمايتها في حالة غير الغرب موقفه وسعت قوات الناتو لشن هجوم على سوريا للتعجيل بإسقاط الأسد مثلما فعلت في ليبيا، وهو الأمر الذي أطال عمر المأساة السورية.
الأكيد أن الغرب في حالة تورطهم في سوريا ، فان إيران و حزب الله وروسيا والصين لا يفرطون في النظام السوري، وإن حصل، ستدخل ليس المنطقة وحدها في الحرب، بل ستكون سوريا صربيا أخرى لحرب عالمية ثالثة ربما لن تغير خارطة العالم فحسب، بل ستختفي الكثير من البلدان والأمم من الخارطة الدولية ، يبدو ان الامر لن يحتاج وقت طويل لننظر ..