زاد الاردن الاخباري -
اجمع محللون سياسيون ومفكرون اردنيون وفلسطينيون على اهمية رفض عرض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المتضمن الاعتراف بيهودية اسرائيل مقابل تجميد الاستيطان . واكدوا لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) خطورة ما يتضمنه هذا العرض من نتائج سلبية تهدف الى الغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين اضافة الى ما يشكله من خطر على اقامة العرب المواطنين داخل الخط الاخضر ( عرب 48 ) .
وقال الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية عضو المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي ان ما تقدم به رئيس الوزراء الاسرائيلي من عرض يطالب فيه الاعتراف بيهودية اسرائيل كشرط لتجميد الاستيطان امر ينم عن نوايا غير سليمة تهدف الى تعطيل فرص السلام ووضع العراقيل امام المسار التفاوضي.
واكد ان هذا العرض يعني التنكر للحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني والتنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين وهو وسيلة تؤكد اسرائيل من خلالها انها ماضية باستمرار الاستيطان ودون توقف .
وقال الدكتور البرغوثي "ان المطالبة بالاعتراف بيهودية اسرائيل الى جانب ما اقرته اسرائيل اخيرا بما عرف بقانون الولاء امران يمثلان اعلانا رسميا لاسرائيل بانها دولة تمييز عنصري".
واضاف ان الدعوة للاعتراف بالدولة الفلسطينية هو الاختبار الحقيقي لنوايا جميع الاطراف التي تعلن رغبتها بقيام دولة فلسطينية مستقلة مشيرا الى انه لم يعد من المقبول رهن الاستقلال الوطني الفلسطيني وحدود الدولة المستقلة بما اسماه ب( الفيتو الاسرائيلي ).
وفي تحليله لعرض رئيس الوزراء الاسرائيلي القائم على ربط تجميد الاستيطان بالاعتراف بيهودية اسرائيل اكد العين مروان دودين ان حكومة اليمين الاسرائيلي الحالية ليست مهيئة على ارض الواقع للتعاون على تنفيذ حل سلمي يعتمد اقامة دولتين.
واشار الى ان ما تقدمه الحكومة الاسرائيلية من شروط وما تقوم به من اجراءات يعتبر دليلا واضحا على عدم حسن نواياها وعدم رغبتها بالانسجام مع مطالبة الدول العربية ومعظم دول العالم بقيام دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967.
واوضح العين دودين ان استمرار الاستيطان الاسرائيلي يهدف بالاساس الى الاستيلاء على الاراضي التي ينبغي ان تكون مركزا للدولة الفلسطينية في حال قيامها واستقلالها وخاصة الاراضي المحيطة بالقدس.
وبين العين دودين ان الانتشار العشوائي المدروس من قبل السلطات الاسرائيلية للمستوطنات يراد منه ايصال المفاوض الفلسطيني الى مرحلة يصعب عليه بها ان يجد ارضا متصلة متكاملة يفاوض من اجل قيام دولة مستقلة موحدة عليها , بحيث يدفع به لان يصبح مستوى تفاوضه مقصورا على ( كنتونات ) صغيرة متفرقة لا يمكن ان تشكل بمجملها دولة قابلة للحياة والاستمرار.
مدير مركز الاعلام الحكومي الفلسطيني الدكتور غسان الخطيب قال ان ما عرضه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امر غير مترابط وغير منطقي فلا علاقة ما بين المطالبة بالاعتراف بيهودية اسرائيل من ناحية وتجميد الاستيطان من ناحية اخرى خاصة وان وقف الاستيطان يعتبر استحقاقا على اسرائيل بحسب القانون الدولي والشرعية الدولية.
واشار الى ان الاعتراف بيهودية اسرائيل امر مرفوض فلسطينيا بالاجماع لانه يؤثر سلبا على مكانة وحقوق العرب الفلسطينيين في اسرائيل والذين يشكلون ما نسبته 20 بالمئة من السكان خاصة في ظل ما يتعرضون له الان من مضايقات تهدف الى طردهم والتخلص منهم.
واوضح الدكتور الخطيب ان هذا المطلب الاسرائيلي يعد الغاء لحقوق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى اراضيهم وفق ما نصت عليه القوانين الدولية خاصة القرار رقم 194 , لان الاعتراف بيهودية اسرائيل هو الغاء لحق الاقامة او العودة لكل من هو غير يهودي خاصة للمسلمين والمسيحيين من العرب الفلسطينيين.
وبين ان موضوع الاعتراف الدبلوماسي المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل هو امر منتهي منذ ما عرف برسائل الاعتراف المتبادلة عام 1993 حيث تم تبادل الاعتراف بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
واشار الدكتور الخطيب الى ان العرض الذي تقدم به رئيس الوزراء الاسرائيلي ما هو الا محاولة لوضع المعيقات في مسار العملية السلمية و(تكتيك) يهدف الى اضاعة الوقت وصرف الانظار والاهتمام عن التفاوض الهادف الى ايجاد حل نهائي.
مدير مركز الجليل للدراسات الفلسطينية غازي السعدي قال ان ما عرضه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من مطالبة بالاعتراف بان اسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي هو محاولة لوضع العراقيل امام المسار التفاوضي.
واشار الى ان ما قامت به حكومة اليمين الاسرائيلي من تعديل لقانون الجنسية الاسرائيلية الذي اصبح ينص على القسم بالولاء لدولة اسرائيل هو محاولة عنصرية يراد بها التمهيد للحصول على الاعتراف بيهودية اسرائيل.
واعرب السعدي عن تخوفه من خطورة العرض الاسرائيلي القائم على اساس الاعتراف بيهودية اسرائيل لما يتضمنه من نتائج سلبية تهدف الى الغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين اضافة الى ما يشكله من خطر على اقامة العرب المواطنين داخل الخط الاخضر ( عرب 48 ) الذين يبلغ تعداداهم نحو مليون ونصف المليون نسمة .