زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - ذاكرة تعود عاما إلى الخلف ، وكأنه يوم أمس، وتتشعّب الأحزان ، والحسرة، وما كان من أمطار السنة الماضية إلى نقمة على كثيرين ، نتيجة لفقدان من يحبونهم ، في أمطار داهمت منازلهم ،أو نتيجة لغرقهم في الطرقات، في مشاهد قاسية ويصعب تصديقها.
في مثل هذا اليوم ، شهدت العاصمة عمان ، أمطارا غزيرة، وغرقت عمان ، وتأهّب المواطنون، وانطلقت التحذيرات الأمنية ، في مثل هذا اليوم فقد كثيرون أحباء ، وفلذات اكبادهم ، وبات التاريخ بالنسبة لهم يوم مشؤوم .
في تاريخ 2015/11/5، حيث صادف يوم الخميس ، شهدت منطقة عرجان حادثا مروعا ، حيث فقد حارس عمارة مصري طفليه - 12 و6 سنوات - ،كانا يعيشان في منزل بـ"التسوية" ، ويلعبان بدراجتهما ، فإذا بالامطار تداهم المنزل المتهالك ، وعلى مرأى والدهما المسكين ، وعلى وقع صيحات من حولهم من أهالي المنطقة، ووقع بكاء أم ترى ابنيهما يودعان الحياة على مرأى عينيها.
أحمد جمعة أحمد ، فقد فلذتي كبده حمدي ، وأمير ، في سيول عمان منذ عام ، وعاد محملا بطفليه - عصفورا الجنة - إلى مصر ليدفنهما هناك ، وبقي له ابنة وحيده ، تمسح عنه هموم الدهر ، ولم يعلم أن قدوم عائلته غلى جانبه بعد اغترابه عنهم (8) سنوات ، سيجعل في ذاته حزنا أبديا .
ذكريات أليمة، وحزن لا يفارق هذه العائلة المكلومة ، فأمير وحمدي رحلا عن العالم ، وزهقت روحيهما بسيول العاصمة عمان ، على امل أن لا تتكرر مشاهد مأساوية ، في أمطار ستعم الأردن بإذنه تعالى - ، بجهود الجهات المعنية.
رحم الله الطفلين ، ولتكن ذاكرة لا أكثر ..
صورة حارس العمارة برفقة زوجته وابنته أثناء عودتهم إلى مصر ، لدفن الطفلين - "أرشيفية" - :