بقلم الدكتور محمد باسم مساعده
تعتبر البطالة في وقتنا الحاضر من أخطر الأزمات انتشاراً بين العديد من الفئات، والتي تواجهها الدول العربية، وذلك نتيجةً للنسب العالية التي وصلت إليها في الآونة الأخيرة. وتعرف البطالة بأنها التوقف عن سير العمل أو عدم توفّره بالأصل، وذلك لشخص يمتلك القدرة على العمل ويرغب به، وتُطلق عليه عدّة مصطلحات في مجتمعاتنا ومنها العاطل عن العمل. تُعرف البطالة بأنّها عملية تظهر عند وجود فرد في المجتمع قادر على العمل، وله القدرة العالية على القيام به، ويتّبع طرقاً كثيرة ووسائل عديدة للبحث عن العمل، ولم تُمنح له الفرصة لإيجاد العمل لأسبابٍ كثيرة منها قلّة فرص العمل في المجتمع. هناك شروط واضحة وأساسيّة يجب أن تكون مجتمعة ليّطلق على الشخص أنّه عاطلٌ عن العمل منها: القدرة على العمل البحث عن عمل ولم يجد ذلك. إنّ البطالة تشمل حديثي التخرج الذين لم يجدوا فرص عمل بسبب عدم توفّر خبرة لديهم، بالإضافة إلى الذين قد تركوا أعمالهم السابقة بأي سبب كان ولم يجدوا عمل جديد. أسباب البطالة تعتبرالبطالة من أخطر المشاكل، وأهمّها تلك التي تُسبّب وتهدد استقرار المجتمع وتزعزع أمنه، لكنّنا نجد أنّ أسباب البطالة تختلف من مجتمع إلى مجتمع آخر، وأيضاً تختلف من منطقة إلى أخرى ومن بيئة إلى أخرى. هناك أسباب اقتصاديّة وأخرى اجتماعية وسياسية للبطالة، ولكلٍّ من هذه الأسباب السلبيات المؤثرة والناتجة عنها والمتفاقمة في المجتمع. أسباب البطالة الاقتصادية والسياسية تكاثر الاعتماد على التكنولوجيا والآلات بدلاً من العمالات البشرية في عملية إتمام وإنجاز العمل. انخفاض الطلب على العنصر البشري للقيام ببعض الأعمال. انتقال عدد من الصناعات الموجودة بالبلاد التي تمتلك رؤوس مال عالية إلى الدول الفقيرة لرخص اليد العاملة. الكثير من الحكومات الرأسمالية أصبحت تنتهج سياسات تحجيم وتقليل الإنفاق من الأموال على مشاريع الاستثمار في مختلف المجالات، ومن نتيجة هذه السياسات انخفاض الطلب على العمالة. أسباب البطالة الاجتماعيّة ارتفاع معدّلات النمو السكاني بشكلٍ كبير جداً أساليب التنشئة الاجتماعية: من حيث عدم وجود قدوة في المنزل، وعدم وجود أيّ محفزات للعمل، والإتقان والتعلم. التعليم ومستوياته:حيث يؤثر التعليم من فئة إلى أخرى ومستوياته في سوق العمل، وذلك عندما لا تتناسب مستويات التعليم مع احتياجات سوق العمل داخل الدولة. عدم تطور المناهج التعليمية في كافة المؤسسات التعليمية. النظرة المتخلّفة التي لا زالت باقيةً في النظرة إلى لجوء المرأة للعمل وعدم منحها هذه الفرصة. التدنّي في مستويات التعليم بين فئات المجتمع سبّبت في ظهور البطالة. الزيادة في الضرائب تُسبّب في إحداث البطالة. عزوف بعض أصحاب رؤوس الأموال عن الاستثمار، وعمل المشاريع العديدة التي يمكن من خلالها توظيف أعداد هائلة من الأفراد . زيادة أعداد السكان بشكل كبير تجعل عمليّة توفير وظائف للأفراد عملية صعبة جداً على الحكومات . الاعتماد التام على الآلات، وعلى وسائل التكنولوجيا الحديثة تُسبّب في انتشار ظاهرة البطالة. حلول تخفيف نسبة البطالة زيادة في الاستثمار، وزيادة في الاقتصاد الناتج عن بعض الدول، وذلك لتوفير العديد من فرص العمل للعاطلين عنه، والذين يعانون من البطالة ومساوئها. العمل على تخفيض الأجور المدفوعة للعمّال، وذلك بعد العمل على تقليل التكاليف اللازمة لإنجاز المشاريع، وذلك يُحفّز الأرباح للتزايد وبالتالي زيادة أعداد العاملين. يجب على الدول التي تعاني من انتشار البطالة العمل على اتّباع نظام معيّن يحفظ حقوق المتعلمين، وغير مالكي الشهادات العلميّة بفرص عمل تورد لهم بعض الأموال التي تكفيهم. يجب على الحكومة خلق توازن لنظامها للحدّ من انتشار البطالة.
ملخّص مع كثرة أسباب البطالة إلّا أنها تختلف من بلد لآخر، وكل دولة لها طرق خاصّة في مواجهة هذا الشبح المؤرق للكثيرين، ويجب الحرص على حلّ هذه المشكلة بشكل سريع حتى لا يتمّ انتشار الأضرار الناتجة عنها من سرقة وقتل والاختطاف.