لا معنى لتعيين جيمس ماتيس الملقب ب " الكلب المسعور" وزيرا للدفاع الامريكي في عهد ترامب إلا مؤشر واضح عما ستذهب اليه الولايات المتحدة الأمريكية في المرحلة المقبلة والحديث عن اعادة امريكا " لسابق عهدها وقوتها وسطوتها " وجيمس ماتيس هذا من دعاة هذه النظرية ، إذ كان يدعو الى مواجهة مع ايران باعتبارها تهديد للمنطقة والعالم وعارض تخفيض عدد الجنود الامريكين في العراق وعارض ايضا الاتفاق النووي ،وهو الأمر الذي دفع اوباما الى اخراجه من "المطبخ الأمريكي " واثارت تصريحات سابقة للرجل بان اطلاق النار على مسلحي طالبان امر ممتع سخط العالم بأسرة.
كذلك ياتي تعيين مايكل فلين مديرا لوكالة المخابرات الامريكية خطوة مثيرة ، وهو المؤمن ان حرب امريكا مع الاسلام المتطرف قائمة ويطالب بالحد من الهجرة وضرب "الارهاب الاسلامي " اينما وجد، وكان اختلف مع اوباما في التقليل من خطر داعش وانتقد سياسات اوباما في التعامل معها دون حزم .
على الجانب الاخر فان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي والحديث عن عودة " الامبراطورية العظمى " وتصدر دول العالم حتى لو استخدمت القنابل النووية لفرض سياساتها امر يدعو للخشية من عودة مظاهر الإستعمار واستعباد الشعوب ونهب الخيرات ،
فرئيسة وزراء بريطانيا، تريزا ماي تؤكد في اكثرمن حديث ولقاء برجال اعمال ان بريطانيا خرجت من اوروبا لتعود الى مكانها الطبيعي ، وانها اي بريطانيا لم تستفيد مطلقا من عضوية الاتحاد بل عملت على تقييدها ، مذكرة بفترة " ذهبية " كانت فيها تسود العالم وتحتل صدارة الدول الأقوى والتي لم تغب عنها الشمس وهو الأمر الذي ستسعى لتحقيقه !
في فرنسا الإتجاهات تتغير ، واليمين المتشدد يتقدم بثبات ويحمل نفس المشروع التوسعي والرغبة في الهيمنة ، فانتصار ترامب وخروج بريطانيا من المجموعة الاوروبية الى جانب ما تعرضت له فرنسا من عمليات ارهابية دفع المواطن الفرنسي لاختيار " التشدد " في التعامل مع العالم وخاصة المهاجرين من الدول الاسلامية .
سيتبدل الخطاب السياسي بتبدل القيادات الجديدة ، وما فرضته الاحداث والارهاب وتراجع الاقتصاد في بعض الدول قد يدفع الى التغيير بشكل مخالف لكل السياسات والمعاهدات والروابط والصداقات والتحالفات التي امتدت الى 60 عما مضت ، وسنسمع كلاما جديدا في الدعوات للحرب ، وستلغى مقولات الأمن والسلام والمساواة وحقوق الشعوب والحرية والعدل ،وقد يعود زمن الإستعمار ونهب الثروات والتحالفات " الإستعمارية " من جديد .
السؤال : الى اي مدى ساهمت دول ومنظمات ومليشيات " إسلامية " متطرفة بالتعجيل بجلب الويلات على الشعوب والعودة الى المربع الأول " مربع الاستعمار ونهب الشعوب " ؟ وماهي استعدادات الدول وخاصة منها العربية لمثل تلك التطورات ؟