العرب اليوم - ربى كراسنة
بعدما شهدت الساحة الانتخابية خلال الاسابيع الماضية ازدحاما في القوائم الحزبية الموحدة سواء من قبل احزاب المعارضة او الوسطية ووسط اوج الحملة الانتخابية لمرشحي مجلس النواب السادس عشر من اكتساح شوارع العاصمة باليافطات والبوسترات وحتى الاعلانات في الصحف والمواقع الالكترونية والفضائيات وصولا الى افتتاح المقرات الانتخابية يتساءل المراقبون عن ماذا قدمت الاحزاب السياسية لمرشحيها في حملتهم الانتخابية ماديا ومعنويا?.
وبدا واضحا ان هناك تفاوتا بين الاحزاب في طبيعة الدعم المالي الذي قدمته لمرشحيها لخوض الانتخابات النيابية المقبلة ففيما اكتفت بعض الاحزاب بتقديم الدعم المعنوي او اللوجستي لمرشحيها مثل البرنامج الانتخابي واليافطات المشتركة على ان يتحمل كل مرشح التكاليف المالية لحملته الانتخابية, بادرت احزاب اخرى بتقديم دعم مالي لمرشحيها وفق امكانياتها المتاحة والتي لا تتجاوز بضعة الاف فيما تحملت احزاب اخرى تكلفة مالية لحملات مرشحيها الانتخابية من اليافطات والبوسترات التي وصلت الى مئات الالاف.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه اغلب المرشحين ان الدعم المالي الذي قدمته الاحزاب لهم غير كاف ولا يساوي الا نسبة ضئيلة من تكاليف حملاتهم الانتخابية التي يصل بعضها الى 60 الف دينار لم يخف مرشحون اخرون رغبتهم بالانسحاب من الحزب الذي اعلن خوضه الانتخابات وفقا لقائمته الموحدة لعدم دعمه ماليا في حملته الانتخابية بحجة محدودية الدعم الحكومي الذي يتلقاه الحزب.
التيار دعم مرشحيه بـ 100 الف دينار يافطات ومليون نسخة بوسترات وبرنامج انتخابي
وقالت مصادر داخل حزب التيار الوطني الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب السابق عبد الهادي المجالي لـ "العرب اليوم" ان الحزب لم يقدم مبلغا ماليا مباشرا لمرشحيه لكنه دعمهم من خلال تحمله التكلفة المالية لحملاتهم الانتخابية والاعلانية ولا سيما المشتركة.
واشارت المصادر الى ان تكلفة اليافطات الانتخابية فقط التي قدمها الحزب لجميع مرشحيه وصلت الى حدود 100 الف دينار فيما طبع للمرشحين نصف مليون نسخة بوسترات ونصف مليون نسخة اخرى للبرنامج الانتخابي للحزب الى جانب تحمله نفقات الحملات الاعلانية المشتركة في الصحف والمواقع والفضائيات وعمل جداريات ولوحات اعلانية.
اما بالنسبة لمقرات مرشحي حزب التيار الوطني وفق ما ذكرته المصادر فقد كانت على نفقة المرشح الخاصة.
ورجحت مصادر من خارج الحزب ان تصل تكلفة الحملة الاعلامية لمرشحي حزب التيار الى نحو النصف مليون دينار.
وقال امين عام حزب التيار الوطني الدكتور صالح ارشيدات في تصريح ل¯"العرب اليوم" ان حزب التيار قدم لمرشحيه دعما لوجستيا من خلال دعمه في المطبوعات والاعلانات والدعاية الانتخابية اضافة الى ان هناك بعض المرشحين في التيار قاموا بعمل دعايات انتخابية اضافية على حسابهم الخاص.
ونوه المرشح بسام المناصير الذي يخوض الانتخابات ضمن قائمة حزب التيار الوطني عن دائرة البلقاء الاولى في تصريح لـ "العرب اليوم" ان الحزب لم يقدم لهم مبالغ مالية مباشرة وانما قدم له حوالي 150 يافطة وبوسترات انتخابية الى جانب دعايات في القنوات الفضائية.
واشار المناصير الى ان ما قدمه الحزب لحملته يساوي 10% حيث انها ستكلفه ما بين 50 الى 60 الف دينار.
يشار الى ان قائمة التيار الوطني تضم 33 مرشحا.
»الجبهة« دعم مرشحيه ببضعة الاف
وقال امين عام حزب الجبهة الاردنية الموحدة امجد المجالي في تصريح لـ "العرب اليوم" ان الحزب دعم مرشحيه ماليا وفق امكانياته المالية المتاحة والتي لا تتجاوز البضعة الاف.
ونوه المجالي الى ان الحزب يراعي في دعمه لمرشحيه حسب حاجته من اعلانات ودعاية انتخابية الى جانب مقرات انتخابية.
وترى المرشحة امل العموش ضمن قائمة حزب الجبهة الاردنية الموحدة عن منطقة الهاشمية في الزرقاء لـ "العرب اليوم" ان الدعم الذي قدمه الحزب للمرشحين غير كاف مشيرة الى انه دعمها بمبلغ خمسة الاف دينار بينما ستكلفها حملتها الانتخابية بحدود الـ 20 الف دينار الى جانب تطوع اقاربها بمساعدتها بالحملة مشيرة الى ان حملتها الانتخابية الماضية كلفتها 14 الف دينار.
يشار الى ان حزب الجبهة الاردنية الموحدة اعلن عن خوضه الانتخابات النيابية المقبلة بقائمة موحدة تضم 35 مرشحا منهم تسعة اعضاء معلنين من بينهم ثلاث نساء و26 مرشحا غير معلن الى جانب دعم ثلاثة مرشحين مستقلين.
ائتلاف المعارضة دعما مرشحيه في القضايا المشتركة
وقال امين عام الحزب الشيوعي الدكتور منير حمارنة لـ "العرب اليوم" ان كل مرشح تحت مظلة ائتلاف احزاب المعارضة تكفل في تكاليف حملته الانتخابية سوى القضايا المشتركة التي دعمه بها الائتلاف مثل اللافتات الانتخابية مشيرا الى ان كل حزب ضمن الاحزاب يقدم دعم لمرشحيه وفق امكانياته المادية المتوفرة.
الائتلاف دعم مرشحيه الحزبيين وليس المستقلين
وقالت الامين العام الاول لحزب الشعب الديمقراطي "حشد" عبلة ابو علبة والمرشحة باسم ائتلاف احزاب المعارضة عن الدائرة الاولى بالعاصمة في تصريح لـ "العرب اليوم" ان ائتلاف المعارضة دعم مرشحيه الحزبيين في القضايا المشتركة مثل البرنامج الانتخابي واليافطات المشتركة على ان يتحمل كل مرشح التكاليف المالية لحملته الانتخابية.
ونوهت ابو علبة الى ان ائتلاف المعارضة لم يقدم لمرشحيه المستقلين اي دعم مالي لكنه قدم لهم فقط دعما ضمن الاطار السياسي كطباعة البرنامج الانتخابي.
يشار الى ان القائمة الوطنية الديمقراطية التي يقودها ائتلاف احزاب المعارضة الاربعة وهي "حشد" والشيوعي والبعث الاشتراكي والحركة القومية للديمقراطية المباشرة تضم سبعة مرشحين ثلاثة حزبيين واربعة مستقلين.
الوسط لم يمولني واذا لم يدعمني سانسحب من قائمته
ولم يخف المرشح ضمن القائمة الموحدة لحزبي الوسط الاسلامي والرسالة في دائرة الزرقاء الاولى ضيف الله العموش رغبته في الانسحاب من ضمن هذه القائمة لان حزب الوسط الاسلامي لم يقدم له اي دعم مالي.
وقال العموش"لقد طلبت من الحزب دعما ماليا لحملتي الانتخابية الا انه اعتذر بحجة ان التمويل المالي الذي يتقاضاه الحزب من الحكومة قليل جدا لا يمكنه من تقديم اي دعم مالي للمرشحين".
وقال انه نجح في الانتخابات فانه سيتبنى موقف الحزب ولكن في حال استمر الحزب في عدم تمويله ماليا فانه سيضطر الى الانسحاب من قائمته والاستمرار بشكل منفرد".
دعمنا جميع مرشحينا لوجستيا بخمسة الاف دينار
وقال عضو المكتب السياسي في حزب الوسط الاسلامي مروان الفاعوري لـ "العرب اليوم" ان حزب الوسط لم يدعم ماليا اي مرشح بشكل مباشر وانما تكفل في طباعة بعض البوسترات والكتيبات للمساهمة في الدعاية الانتخابية مشيرا الى ان قيمتها لا تزيد عن الخمسة الاف دينار لجميع المرشحين.
وعزا الفاعوري عدم تقديم دعم مالي مباشر للمرشحين لعدم توفر الامكانيات المادية الكافية لدى الاحزاب التي تمكنها من دعم المرشح ماليا.
وهو ذات الرأي الذي حمله امين عام حزب الرسالة الدكتور حازم قشوع الذي اكد في تصريح لـ "العرب اليوم" عدم توفر الامكانيات المادية الكافية لدى الاحزاب لتمويل المرشحين ماليا منوها الى ان حزبه ساهم في دعم المرشح لوجستيا من خلال المساهمة في الحد الادنى من رسوم التسجيل ولبعض اليافطات وعملية افتتاح المقرات.
يشار الى ان قائمة حزبي الوسط الاسلامي والرسالة تضم 21 مرشحا من بينهم خمس نساء ومنهم 12 مرشحا من حزب الوسط الاسلامي وتسع مرشحين من حزب الرسالة.
تلقينا فقط دعما معنويا وليس ماديا
وقال امين عام الحزب الوطني الدستوري الدكتور احمد الشناق المرشح عن الدائرة الاولى قصبة اربد لـ "العرب اليوم" ان المجلس الوطني للتنسيق الحزبي لم يقدم لمرشحيه اي دعم مالي سوى المساهمة المعنوية في الحملات الاعلامية من خلال اعضائه المتواجدين في الدوائر المختلفة فيما تحمل كل مرشح النفقات المالية لحملته الانتخابية.
وكان المجلس الوطني للتنسيق الحزبي قد اكد ان كل حزب تحت مظلته سيدعم مرشحيه وفق رؤيته الخاصة به اما من خلال دعم كامل او جزئي الا ان التنسيق بين المرشحين سيكون بالبرنامج وشعارات الحملة الانتخابية.
يشار الى ان قائمة المجلس الذي يضم خمسة احزاب وسطية وهي الوطني الدستوري والرفاه والعدالة والتنمية ودعاء والحرية والمساواه تتضمن سبعة مرشحين معلنين من بينهم امرأة وثلاثة سريين منهم امرأتان.
الدعم المالي الحكومي للاحزاب
وكانت الحكومة قد اقرت سابقا نظام المساهمة في تمويل الأحزاب بتخصيص مبلغ 50 ألف دينار من موازنة الدولة لكل حزب تدفع على دفعتين الأولى خلال شهر حزيران والثانية خلال كانون الأول من السنة الحالية شريطة التزام الأحزاب بأحكام القانون والنظام
واعلنت من جهتها وزارة الداخلية عن الاسباب الموجبة لنظام المساهمة في تمويل الاحزاب السياسية لغايات تنفيذ ما تضمنته المادة 19 من قانون الاحزاب السياسية رقم 19 لسنة 2007 بشان تخصيص بند في الموازنة العامة للدولة يسهم في تمويل الاحزاب.
وقالت الوزارة بانه تم وضع مشروع هذا النظام من اجل بيان اسس وشروط حالات منح هذه المساهمة او الحرمان منها واليات ووسائل صرفها ولتحفيز الاحزاب السياسية على عدم مخالفة احكام القانون الناظم لنشاطها.