أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأربعاء .. أجواء باردة مع فرصة للأمطار جلسة نيابية لمناقشة 5 مشاريع قوانين و29 سؤالا نيابيا وجوابا حكوميا الاعلام العبري : منفذ هجوم تل أبيب اثار الشكوك في المطار متمسكا بوصافة الأبطال .. ريمونتادا إعجازية لبرشلونة على بنفيكا الصبيحي : مجزرة الاحالات الى التقاعد المبكر .. قرار غير متّسق مع القانون يا أمانة عمّان! بالعلامة الكاملة .. ليفربول يضمن التأهل المباشر لثمن نهائي الابطال الجغبير: وفد من القطاع الخاص يزور سورية قريباً المومني: القيادة الهاشمية الحكيمة عامل رئيس في قوة الدولة واستقرارها 17 % انخفاض استهلاك الكاز في الاردن الاردن .. الأشغال المؤقتة 8 سنوات لشاب بتهمة الشروع بالقتل الأرصاد الاردنية تزف خبرا سارا لعشاق الشتاء أربعة جرحى في عملية طعن بتل أبيب نفذها أمريكي من أصل مغربي وصل قبل أيام- (صور وفيديو) هل تم استبدال شخصيات الصحابة بـ "فنانين" في المناهج .. وزير التربية يُجيب وفاة 6 شبان أردنيين في حوادث مؤسفة – أسماء وصور لبنان .. مقتل قائد حزب الله في البقاع الغربي الشيخ محمد حمادي رميا بالرصاص الأمم المتحدة: توقف نهب المساعدات في غزة عقب الاتفاق ضبط مستودع مخدرات جديد بريف دمشق تابع لماهر الأسد تحديات تتكشف أمام القطاع الصحي بغزة بعد وقف إطلاق النار الاعلام العبري يكشف تفاصيل الحدث الامني الخطير في جنين قطر تعلن نجاح عملية تبادل سجناء بين واشنطن وكابل
الصفحة الرئيسية أردنيات جلال الخوالدة يكتب لزاد الاردن : أين الإعلام...

جلال الخوالدة يكتب لزاد الاردن : أين الإعلام الأردني؟!؟

23-10-2010 10:57 PM

زاد الاردن الاخباري -

دراسة واحدة شاملة لحالة الإعلام الأردني، تجعل المتتبع والمتفحص يراه يتحرك باتجاهات عشوائية ويعيش فترة من الشتات وعدم التركيز، وتبدو الصورة المجتزئة عدة مرات، بوضوح شديد، منذ ظهرت الصحافة الإلكترونية، التي لم تكشف فقط، عن العديد من الأسرار والخبايا التي ظلت مختبئة إلى وقت طويل، بل ساهمت في إبراز بعض تناقضات المحتوى في الجسد الصحفي، وتعدت ذلك إلى تأطير النزاع بين الإعلام الرسمي والخاص والذي راح - من خلالها - يأخذ أشكالاً ويستخدم أساليب عدة، فينقل إلى ساحات المعارك المفتوحة هنا وهناك، كل أنواع الأسلحة المتاحة والمسموح بها وغير المسموح بها وأحياناً غير المقبولة على الإطلاق، وكما لم يحدث من قبل.

كانت الصحافة الأسبوعية، في التسعينات، محسوبة على الصحافة الأردنية في كل ما تقوله او تفعله، ولم يكن هناك خلاف مباشر بين اليوميات والأسبوعيات، ولا أذكر مواجهات "دامية" بين أبناء الصحافة الأردنية نفسها، أي حروب "تكسير عظام"، مع أن الإختلاف في الرأي وطريقة العمل كانت في اوجها، ولكن لم يكن هناك من يرغب بكسر القواعد الرئيسية، ويكتب عن زملاء المهنة ويطعن في شخصهم او أن يقاضي أحدهم زميلا له فيما كتبه، كان جلّ خلافنا مع الحكومات، ومعظم مواجهاتنا كانت معها مباشرة.

سيظن الجميع أنني اتحدث عن موضوع الزميلين الخواجا والزغيلات، وهذا ليس بدقيق، مع أنه يجب علينا أن نتدخل، ولا نقف صامتين مكتوفي الأيدي، وقد يتوجب علينا أن نذهب إلى الزميل عبدالوهاب الزغيلات ونطالبه بإسقاط حقه الشخصي في الدعوى التي حُكم فيها له ضد الزميل ماجد الخواجا، وكذلك نطلب من الزميل الخواجا، أن يكف قليلاً عن المماحكة في منطقة الحرم الصحفي، حيث تتحول المسائل إلى شخصية بحتة، وقد يتسبب ذلك، في تخطي الشرف الصحفي، بين أبناء المهنة الواحدة في البلد الواحد، التي تسعى نحو هدف واحد، وأظن أنه قد أصبح لزاماً أيضاً، على المقربين من الطرفين، السعي لإجراء لقاء المصالحة بينهما، وتبادل الإعتذار، وطي هذه الصفحة للأبد.

وفي الحالة العامة، التي تتفق مع كل معايير العمل الصحفي وضوابطه، وبعيدا عن المماحكات هنا وهناك، بين المواقع الصحفية، أو الإعلام الرسمي والخاص، أو بين الزملاء، مثل القضية الأسطورية بين الزميلين خالد محادين وصالح القلاب، فإن العُرف الذي لا يختلف عليه أحد، يقضي بمتابعة أية أخطاء قد يقع فيها الصحفي، في أي وسيلة إعلامية، شأنه شأن أي مواطن أو مسؤول في موقع آخر، لكننا في نفس الوقت، لسنا بشرطة ولا قضاة، فإذا ما شعر الصحفي أن زميلا له قد وقع في الخطأ أو شعر أن أحد الزملاء يستثمر علاقته مع مسؤول بشكل يخالف وجه الأعراف الصحفية وتقاليد المهنة واخلاقها، أو أنه يستغل منصبه أو يتاجر برأيه، وثبت ذلك بالوجه القطعي، فإن واجب الزملاء تنبيهه في البداية، فإذا استمر، فتحذيره، وإذا واصل فعليهم تقريعه ولكن، دون رجمه وتحطيمه، أو التصويب على حياته الشخصية المرتبطة بأسرته وعائلته وأولاده، فلا يفعل ذلك إلا العاجز عن إيصال التحذير والتقريع بمهنية عالية، فحين هاجم الزميل "موسى برهومة" الصحافة الإلكترونية الأردنية، على سبيل المثال، طلبنا منه بود أن يتوقف ولا يعمم خطابه ولم نسمح لأحد أن يتجرأ على شخصه أوعائلته، فهي منطقة حرام بالنسبة لنا، ولم يقاضنا أو يشتكينا، وذلك موقف يسجل له لا عليه، وحين وقف الزميل "ناهض حتر" في حلق الصواب وصال وجال في دسترة فك الإرتباط، وقسم البلد إلى بلدين، ومازال يغيظنا إعلاميا وسياسيا في كل ما يقوله أو يفعله، كان ردنا عليه قاسيا، لكنه كان رداً مهنيا لم يتطرق إلى شخصه وتاريخه الذي نحترمه ونقدره، وكذلك لم يذهب "هو" لتصعيد الخلاف في وجهات النظر ليصبح خلافا شخصيا، ففي النهاية: ما هو الشيء الشخصي، بين جميع الإعلاميين، إلا الزمالة والحب والتقدير والإحترام؟

في موضوعنا، وخلال هذا العام، تم تفتيت العمل الإعلامي الأردني، فالإعلام الرسمي بدا وكأنه يعمل لوحده، متقوقعا في صومعته، محاولا تهميش القطاعات الإعلامية الأخرى جميعاً، الصحف اليومية بدورها تحولت إلى جبهات مستقلة، نقابة الصحافيين تنفرد بعقد مؤتمر لم يمثل كل القطاعات الصحفية الأردنية، الحكومة تحاصر الصحافة الإلكترونية وتحاول أن تقضي عليها، هيئة المرئي والمسموع تعقد مهرجانا للإعلام العربي لوحدها دون مشاركة من النقابة أو من جميع الفعاليات الإعلامية، المجلس الوطني للإعلام يتم إقصاؤه من الساحة مقابل فكرة نائمة لمعهد للتدريب الإعلامي يختفي أيضا دون أي سؤال، وجماعات خرجت علينا ببيانات لم نفهم من يؤيدها ومن يحاربها، وقناة إخبارية عربية تشطر كل قطعة من هذه القطع إلى شطرين باتهامها الأردن التشويش عليها، وانتخابات لم يتبين بعد من الذي يدعمها، من الإعلاميين، ومن يحاربها، من يؤيدها ومن يقاطعها؟ والأدهى من ذلك كله، أننا نبدو وكأننا نقف جميعا عاجزين امام أخطر مرحلة سياسية عربية تتعلق بالقضية الأولى الأهم، قضيتنا جميعاً، التي يحتل فيها الغاصب الإسرائيلي أرض فلسطين كلها، ويفاوض لإعطائنا "فعليا" 13% منها وقد لا تشتمل هذه النسبة على القدس الشريف، ولا يتطرق "الغاصب" إلى عودة اللاجئين ولا إلى اي شيء آخر!!

أين هي استراتيجيات الخبير الإعلامي السابق وخبير الديبلوماسية الحالي الأستاذ "ناصر جودة" في أهمية وجود مخطط إعلامي يعيد هيكلة قطاع الإعلام الأردني ويجعله تحت مظلة وطنية واحدة ومفهومة؟ هذا التساؤل ينسب إلى شيخنا الأستاذ "جميل النمري" الذي بقي يذكرنا دائماً أنه "بعد تفتيت وزارة الإعلام وإغلاق المجلس الأعلى للإعلام فإن خياراتنا أصبحت محدودة"، كذلك فإن ضياع هويتنا الإعلامية الواحدة، بسبب غياب هذا المخطط، قد يصبح وشيكاً!

إذا لم تستطع نقابة الصحفيين أن تكون مظلة للعمل الإعلامي الأردني، مع اننا نريدها كذلك، فلا بد من وجود جهة واحدة أخرى، تضع تحت مظلتها كل من يعمل في شؤون الإعلام، تحميهم وتوجههم، تنصفهم وتفصل بينهم، ترعاهم وترعى حقوقهم وتطالبهم بأداء واجباتهم، تشجعهم على الحريات الإعلامية النزيهة وتوبخهم على ممارساتهم التي قد تخرج عن أدبيات وشرف المهنة، تضع المعايير والضوابط العامة التي تشمل الجميع، ولا تستثني احدا، مظلة واحدة في منطقة العدل والوسط والإنصاف، ليست بسيفٍ مسلطٍ على رقابهم ولا هي سيفاً يحملونه بأيديهم، مظلة لا تلقي بها الحكومة إلى أحضاننا، بل نجدها "نحن" او ننتزعها إنتزاعا، مظلة تجيب في كل لحظة على تساؤل يتفجر في صدورنا جميعاً: أين الإعلام الأردني؟!؟

Jalal.khawaldh@yahoo.com

ينشر بالتزامن مع صحيفة آخر خبر 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع