المتتبع لملف و تصريحات نقل امريكيا لسفارتها للقدس ، نجد انه منذ قيام الكيان الإسرائيلي، أعلن جميع المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، سواء– ديموقراطيين أو جمهوريين- وبدون استثناء بأنهم سيهتمّون بنقل سفارة بلادهم إلى القدس، وتعاظمت كمية الوعود على نحوٍ أكبر منذ قيام دولة الكيان باحتلال القدس الشرقية عام 1967، بهدف تحقيق عملية القدس الكبرى وإعلانها عاصمة يهودية للدولة.
وعود تاريخية :
- منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي وإلى الآن، لم يتخلف الرؤساء الأمريكيين، عن إرسال الوعود بنقل السفارة، بدءاً من «ريتشارد نيكسون» إلى «باراك أوباما»، لكنهم بقوا على تفضيلهم التراجع عن الوفاء بوعودهم، خشية المسّ بعلاقات ومصالح الولايات المتحدة مع دول المنطقة العربية والإسلامية، وبذريعة أنه لا يجب الإسراع بتنفيذ فكرة النقل ما لم يتم الاتفاق بشأنها، وبالمقابل يقومون بتعظيم التعهّدات، التي تدلّ على أن القيم الأمريكية باتجاه إسرائيل، في قيم أخلاقية لا تتزعزع، وغالباً ما كان العرب يدفعون أثماناً لقاء إرجاء تنفيذ تلك الوعود.
- أشار الرئيس «رونالد ريغان» في نيسان 1984، إلى إمكانية نقل السفارة للقدس ..
- مجلس الشيوخ الأمريكي، قد بلغ الذروة بصدد هذه الخطوة، حيث أقر قانوناً في العام 1995، وحدد بأن على الولايات المتحدة نقل السفارة إلى القدس في موعدٍ أقصاه الآخر من أيار 1999..
خطورة نقل السفارة للقدس:
- ان نيّة ترامب خارقة للحدود، وتمثل احتقاراً للقانون الدولي وللسياسة الخارجية الأمريكية المعتادة
- ان عملية نقل السفارة للقدس قد تؤدي الخطوة لاندلاع انتفاضة جديدة بالقدس الشرقية، والضفة الغربية وحالة من الغضب داخل العالم العربي والإسلامي
- سوف يضع علاقات إسرائيل بما تسمى الدول العربية المعتدلة وخاصة التي تربطها علاقات تطبيعيه مع اسرائيل على المحك.
- حصاد نتنياهو الكثير من نقاط التفوق، فسوف ينظر الإسرائيليون لقرار ترامب كحدث قومي هام، وإنجاز شخصي لنتنياهو
- سوف تثبت خطوة نقل السفارة صحة الموقف المتعنت للحكومة الإسرائيلية تجاه عملية السلام، وأن استمرار الاحتلال وتوسيع المستوطنات وغياب حل سياسي لا يشكل عائقا أمام تحقيق إنجازات سياسية من الدرجة الأولى كقضية نقل السفارة وللمرة الاولى تاريخيا.
تأسيسا لما سبق نرى
انه في ظل الترهل العربي ، وغياب الموقف الموحد والضاغط
، وشعور غالبتهم بالدونية ، وتصريحات ترامب ان بقاء عروشهم مرتبط بالرضا والدفاع الأمريكي عنهم
، باعتقادي ان كل تلك الارهاصات الترامبية ستفضى الى نتيجة حتمية مفادها تحقيق الوعود الامريكية لإسرائيل بنقل السفارة الامريكية للقدس وتحقيق مكاسب لليمين الصهيوني الذى يتماهى مع نهج ترامب وكومبارسه من اليهود الامريكان