قبل نهاية كلّ عام ميلادي تبادر وكالات الأنباء ووسائل الإعلام وأجهزتها الضّخمة برصد ونشر أحداث ووقائع ذك العام،وتعلن أسماء الشخصيات العالمية التي رحلت في ذلك العام ومعظمهم راقصون ومطربون وشتّى أنواع الفنون،وكلّ يغني على ليلاه ،فإرتأينا إلى مراقبة ماينشر في عام 2015 والتركيز على أسلوب الرصد من الوكالة هذه أو الوسيلة الإعلامية تلك..وتعمّدنا بعدم نشر أي شيء سواء أكان تحليل أو مقال أو تقرير صحفي أو حتّى قراءة للرّد على ماينشر ، وكان غرضنا إعطاء فرصة لتلك الوسائل والأجهزة العالمية لتصلّح مواطن الخلل والخروقات وأبرزها الشخصنة وتغييب العنصر العربي الهام في صقل الشخصية الحضارية العربية في عام 2016،إلاّ أنّ الآلة الإعلامية مازالت تسير على نهج معقّد التركيب ،وتمتهن ظاهرة إسمها تطفيش الوعي العربي والإسلامي في وسائل الإعلام، وكذلك التعمد قصداً في جهل الشخصية العربية والإسلامية برمّتها حتّى ولو كانت تلك الشخصية تمشي على نهجهم،وتتعامل معهم وفق أسلوب أو نمط معيّن تارة،وتحقق مآربهم وأهدافهم الشخصية تارة أخرى.
وبعد متابعة حثيثة ومراقبة العامين الماضيين إرتأينا أن نسجل ملاحظاتنا ضمن مهنية معقّدة رداً على ماينشر من هلوسات أساءت إلى الموروث العربي والإسلامي هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى الرّد على تقارير المنظمات والمؤسسات العالمية التي تنشر إحصائيات على هواها دون ذكر تفاصيل معينة بقصد تغييب الحدث العربي والإسلامي بإمتياز..والسبب أنّ وزراء الإعلام العرب لايهمهم إلاّ الإهتمام بإعلامهم الرّسمي وتطوير قوانين قاتلة لخلق ديكورات مزيّفة بحجّة أنّنا نعيش فيما يسمّى " كوارث الرّبيع العربي"،والمساعدة على نشر الصور المقزّزة كالمجازر والحوادث الإرهابية وخاصة في سوريا والعراق بالإضافة إلى مطاردة أجمل الممثلات وعارضات الأزياء والإهتمام بنشر أعضاء أنثوية حساسة من أجسادهن والدّم العربي مازال يسيل!
وكذلك المراجع الإعلامية التابعة لهم تلهث وراء فضح الأحداث العربية المتنوعة من جرائم متنوعة وقضايا فساد وحوادث السير وجرائم الشرف والأخلاق والآداب العامة لتمتلأ الصحف الصفراء بشتى صنوف الأحبار والتشكيلات المخططة ،وذلك بهدف خلق أساليب الجهل والتمويه عن مايجري من أحداث وتطورات في بعض قارات العالم التي تهم العرب والمسلمين.فوظيفة هؤلاء الأبواق فقط الدّفاع عن كراسي الحكم ومنحهم إمتيازات واموال طائلة وخلق أكاذيب وإختراع قوانين لخنق حرية الرأي والتعبير وإغلاق الأفواه..والمستفيد الأوّل الكيان الصهيوني.
ولكن في المقابل أنّ أشهر الوكالات العالمية التي يتابعها عشرات الملايين من البشر تستغل ذلك الشرخ في الأمّة العربية والإسلامية،فتلجأ إلى بث أخبار تمهّد للفرقة بين العرب والمسلمين بطوائفهم وأقلياتهم،بالإضافة إلى تلميع شخصيات غربية تظهر للوهلة الأولى على السطح وتلمّع أدوارهم وتنوّرهم بطرق إلتوائية،وكلّنا نعلم أنّ العرب ينهلون من العلم والمعرفة أكثر ماتنهل منه شخصيات الغرب ..بينما وزراء الإعلام العرب يغطون في سبات عميق ولايريدون صقل الشخصية العربية.
فأتسائل هل رأينا دم أمريكي وصهيوني وغربي تسلط عليه وكالات الأنباء العربية بأنواعها،فلماذا لايفهم المسوؤلون العرب تلك اللّغة؟ أم أنّهم فهموها وصمتوا!،وحتى لا أتّهم أنّني من أنصار مصطلح المؤامرة،الملايين من أمّتنا يطالبون بخلق إعلام ذاتي عربي هادف قائم على مطاردة شياطين الغرب بدلاً من التوجّه نحو سموم الإرهاب،وبصورة أو بأخرى أن تكون أخبار العروبة الرّاقية في صدارة الوكالات العالمية..فهل تسمح الآلة الصهيونية العالمية بأن يكون للعروبة إنجاز..
وسأتطرّق في المرّة القادمة إلى نشر عدّة مقالات تبرز بعض الحقائق المهمة المغيّبة وذلك لإعلاء شأن الهوية العربية والإسلامية بأسلوب مهني مصغّر.لأنّنا كعرب مازلنا نعتقد أنّ ماينشر من سوشيا ميديا إعلامية صهيونية بشكل يومي ليس بالأساس هو الصحيح ،ولايهدف ذلك الأسلوب فقط إلاّ تخدير عقولنا كعرب وشيطنتها..و كما يقال: لايصح إلاّ الصّحيح..فدمتم ودامت العروبة في الآفاق!
Email:mehdi_jaradat@yahoo.com