زميل الرحلاية العقيد المتقاعد وليد عياصرة يتخيل معلم الشاورما وهو يقلب سيخ الشاورما، وكلما لذعت النار جانباً منه ونضج يبدأ من فوره بقص اللحم المحمر، ليلقم جانباً آخر من السيخ للنار يتلظى.. فالمطلوب ان تستوي اللحوم بسرعة لتلبية طلبات الزبائن دافعي فاتورة وجباتهم.
زميل الرحلاية وفي إحدى جولات جيل 1966م يتخيل حكومتنا الاردنية وكأنها هي معلم الشاورما ويتخيل الأردانة بلحمهم وشحمهم يخترقهم السيخ، ويسهب في تخيله وهو يرى الحكومة تقلب شعبه على النار وتدير السيخ لتشوي جانبا وتقطع من الجانب المشوي بسكين حاد، وبحسبه: "بسكين حامية".
زملاء الرحلاية التقوا بعد مضي خمسين عاماً من اعمارهم وقد ساهموا كغيرهم من الأجيال الأخرى في بنيان بلدهم ورفعته.. وجدوا حكوماتهم المتعاقبة قد بددت مقدرات وطنهم، وتصر اليوم ان تكون معلم شاورما وتمارس ضرب "السكين الحامي" بلحم المواطن المشوي على نار أشعلتها فجاجتها ورعونتها.
الزميل المقدم المتقاعد مصطفى العفيف يستغرب كيف للمسؤولين يعجزوا عن الحلول المناسبة لقضايا الوطن والمواطن.. يسترجع عهد وزملائه في قيادة الأمن العام حين كانوا يسهرون الليالي الطوال لا يعودون بيوتهم حتى تستقيم الأمور، كل الأمور.
الملاكم كمال ابو كايد المقابلة بوزن 160 كلغم يؤكد انه لن يقبل ان يكون شكة سيخ ويؤيده كل زملاءه الحضور وبنفس الرجل الواحد.
يستذكر سعيد كيف كان معلمنا علي الشبلي العتوم يعلمنا الوطنية الحق ويقول لنا: هذا وطنكم وهذه بلدكم وانتم عجولها ولا اريد الاخلال بدفتر الاسرة. فحدود مسؤوليتنا كانت تنظيم دفتر الأسرة والذي كنا له "شلن" خمسة قروش اسبوعية من الطلاب القادرين، لنحل بعض القضايا، ونقوم بعمل مشاريع، ونساعد المعوزين من زملائنا، كل هذا من دفتر الاسرة الذي كان معلمنا يخاف ان نخل به أو نضيعه حتى لا يضيع الوطن.
يا خيبتك فينا يا معلمنا فها نحن اليوم اضعنا الوطن وما ابقينا على دفتر الاسرة المفلس..
وها هي حكوماتنا تحمي نار السيخ وتزيد من بهارات الشطة والفلفل