لا تدار الدول بالصدام وتراشق الاتهامات والشتائم بين سلطات الدولة نفسها.. أو فيما بينها وبين القواعد والشعب ولا تصّرف الأمور كما ينبغي عندما تتغول الحيتان ( كما يطلق عليهم ) على أرزاق الأسماك .
أيضا نقول أن العجلة لن تتحرك كما نريد لها عندما تتعارض الأدوار بين الحكومة الظاهرة للعلن والحكومة الشبحية من وراء الستارة .. لا بد من الانتباه والحذر الشديد من كلتاهما .
يجب أن يفهم جميع الأردنيين أن هذا ليس وقته... .. نحن في ظروف اقل ما يقال فيها أنها صعبة وبكل جوانبها واتجاهاتها .
إن الطبقة الوسطى من الشعب والتي هي صمام أمان الاقتصاد الأردني قد تراجعت لتصيح طبقة فقيرة فما بالك بالطبقة الفقيرة أصلا ! .
يجب أن يعلم البعض بالدولة الأردنية إن من الحكمة في هذه الظروف التي تمر بها البلاد أن تترك أرزاق الأسماك للأسماك ... وان لا تنافسها في لقمة عيشها .
يجب على الدولة العميقة وأشخاصها أن تدع الحكومة الرسمية من إدارة شؤون الدولة الأردنية وان تكتفي هي بالمراقبة فقط .
من الإنصاف ولتكتمل الصورة أمام القارئ الذي نحترم من جميع الزوايا نقول :
نحن نعلم أن مؤتمر القمة العربي قريباً عندنا بعمان فإذا كان المقصود هو الصراخ لتأتي النجدة .. فاعتقد أن مثل هذه الأمور ستبقي الأردنيين كحاطب ليل.. الذي يحطب بحبل غيره .... ولا داع لهذا كله .. فجميع الأشقاء العرب والأصدقاء الأجانب يعرفون أن الأردن بلد يمر بضائقة اقتصادية ويعاني من مديونية ضخمة ومعدل بطالة مرتفع ... وسفرائهم وعيونهم يعيشون بيننا .. ولا يجوز لنا أن نلعب بالنار لإقناع الغير فالمشروح لا يشرح .
تعود الأمور دائماً إلى صاحب الأمر وقائد البلاد.. فهذه حكومته وتلك أجهزته أعانه الله وقد تم ..
فاجتمع جلالته مع ممثلي الشعب وأعاد بتوجيهاته الملكية ضبط البوصلة الوطنية بالاتجاه الصحيح وهو يعلم تماماً حفظه الله أن شعبه معه وهو معهم وان الوعي الجمعي الأردني يريد وطنه ولن يتخلى عن قيادته الهاشمية بتاتاً ..
ولكن تبقى شراذم من الناس هنا وهناك ممن يحاولون العبث وهم بلا أدنى شك مرصودين من قبل عيوننا وأجهزتنا الأمنية فالأردنيون لا يخافون الخارج ومخاطره إطلاقاً فألمهم داخلي أكثر مما هو خارجي .
على جميع الأحوال تبقى الأمور في مدار الظن والتحليل والمظنون لا يقطع به .. لكن الواقع والمشاهد لا يكذب ولسان حاله يقول لنا قطعا ًوقولاً واحداً :
أن هذه الجموع البشرية الأردنية الانتماء وهاشمية الولاء والتي تصرخ في محافظاتنا ... لا تصرخ من رفاهية العيش أو من استقامة الأمور أبداً .