زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - بدأت القمة العربية المنوي عقدها في العاصمة الأردنية عمان تحكم بوصلة الجانب المضيف والعديد من الدول العربية على أمل تحقيق إختراقات ديبلوماسية على الأقل تتقدم للمجتمع الدولي بكلمة موحدة في أضيق الأحوال.
السفير الأردني في القاهرة علي العايد بدا نشطاً جداً خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وهو يحضر الاجتماعات المكثفة بالترتيب مع مقر الجامعة العربية، والتركيز على الملفات والأوراق متحدثاً بصورة علنية عن مساحات توافقية تهتم بلاده فيها لمعالجة التحديات والأولويات.
عمان تلقت إشارة «مشجعة» من الحكومة القطرية قبل يومين عندما استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني السفير الاردني في الدوحة بصفة رسمية ومنحه وساماً رفيع المستوى في الوقت الذي تكشف فيه مصادر أردنية خاصة لـ»القدس العربي» النقاب عن ان القناة الاتصالية المألوفة بين عمان والدوحة تتنشط حالياً ولأول مرة منذ عدة سنوات.
الخطوة القطرية تشجع وزير خارجية الاردن أيمن الصفدي على الاعتقاد بأن أمير قطر سيحضر شخصيا القمة العربية في عاصمة بلاده.
العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز سيحضر شخصيا إلى عمان حسب معلومات خاصة على رأس وفد رفيع المستوى وكبير وقبل يوم واحد من موعد انعقاد القمة الرسمي في اشارة تضامنية مع الأردن نقلت لعمان عبر قنوات الوزيرين الصفدي وعادل الجبير.
زيارة الملك سلمان مرتقبة ومنتظرة وبالنسبة للأردنيين سيكون لها الكثير من الدلالات خصوصا وان إطلاق علاقات إستراتيجية وأساسية بين عمان والرياض بقي دوما يمثل الإتجاه الذي لا بديل عنه بالنسبة للأردن كما يوضح وزير الإتصال الناطق الرسمي محمد المومني الذي أكد لـ»القدس العربي» ان ترتيبات انعقاد القمة تسير على قدم وساق في بلاده وبأجواء ايجابية.
الأردن وقبل أكثر من شهر على انعقاد القمة يراهن على حضور سعودي ملكي مكثف يحدث فارقاً خصوصاً وان عمان تريد لفت نظر الجميع إلى أنها قادرة في ظروف المنطقة الحالية على استضافة القمة العربية وبالحد الأدنى من الإشكالات وبتغطية مساحة أكبر من التوافقات وهي الصيغة التي سمعتها ايضا «القدس العربي» من رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي الخبير الأبرز أردنياً في مؤسسة القمة العربية بحكم عمله الطويل في الجـامعة العربيـة والقـاهرة.
المناورة الأردنية الأبرز ضمن سياقات تحضيرات القمة العربية كانت مع مصر حيث عُقدت في القاهرة قمة أردنية – مصرية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وصدر بيان مشترك، يمكن القول بأنه يستدرك ويقود أحد مناخات القمة العربية قبل انعقادها وهو البيان الذي تضمن اتفاق البلدين على ان «حل الدولتين» هو الخيار الأمثل عربيا لصنع السلام وحسم الصراع العربي – الإسرائيلي.
التوافق الأردني – المصري بالخصوص يؤسس لاستنتاجات مبكرة دبلوماسيا إلى أن عمان تريد من القمة العربية تبني خيارها المتفق عليه مع المصريين بخصوص حل الدولتين حتى لا تصبح تلويحات اللقاء الشهير بين الرئيس دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو هي الأساس الذي يتم ترويجه في المجتمع الدولي بخصوص حل الصراع والقضية الفلسطينية.
الأردن يسير بسرعة نحو تحضيرات القمة العربية ليس في الجانب اللوجستي الأمني فقط حيث وضعت خطة في غاية الإحكام.
لكن في الجانب السياسي من المرجح أن تسعى عمان إلى أن تتبنى القمة العربية الشهر المقبل مضمون خطابها المتفق عليه مع مصر بخصوص حل الدولتين وإن أظهر جميع المسؤولين حرصاً شديداً على ان تتمكن بلادهم من تحصيل مكاسب سياسية واقتصادية على هامش انعقاد القمة العربية.
الأردن ينوع ايضا في اتصالاته تحضيراً لأجندة القمة العربية حيث حصل تواصل نادر مع القيادة الإيرانية بعد لقاء حميم بين الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس النواب الأردني عاطف طراونة الذي زار طهران وقابل روحاني في رسالة ديبلوماسية جديدة من الجانب الإيراني.
روحاني وجّه سلسلة رسائل مجاملة للأردن وللملك عبدالله الثاني عبر طراونة، الذي نقل بدوره تحيات القيادة الأردنية لمؤسسة الرئاسة الايرانية التي قارنت جغرافياً ولأول مرة بين إيران والأردن من حيث صفة مشتركة هي جوارهما للعراق وسوريا حيث الاشتعال الإقليمي.
كانت تلك حصرياً ابلغ رسالة ايرانية مباشرة توجه لعمان قبل القمة العربية على أمل تذكيرها بالواقع الجغرافي وتبديد مخاوفها من طهران وإظهار إمكانية العمل على قواسم مشتركة.
القدس العربي