زاد الاردن الاخباري -
جهاد المنسي - في غياب الحركة الإسلامية عن الملعب الانتخابي للدائرة الثانية في عمان، فإن الجميع بات يطمح لقطف أحد مقاعد مجلس النواب الخمسة المخصصة للدائرة.
وكانت الدائرة منذ العام 1989، في متناول الحركة الإسلامية، واعتادت الحركة على قطف أكثر المقاعد منها، باستثناء الانتخابات السابقة، عندما حصل حزب جبهة العمل الإسلامي على مقعد واحد فقط.
واليوم، تغيب الحركة الإسلامية عن حلبة السباق، الأمر الذي يفتح مجالا واسعا ورحبا للمرشحين الآخرين، للمنافسة على مقاعد الدائرة، وهو ما مهد الطريق لحزب التيار الوطني لترشيح اثنين من أعضائه للمنافسة على المقاعد الخمسة، وهما محمد ذويب ووليد أبو عواد.
ولم يسبق أن تم تسجيل محاولات سابقة من متحزبين آخرين، باستثناء العام 1989، عندما كان قانون الانتخاب يعتمد انتخاب القائمة الكاملة، حيث ترشح وقت ذاك عدد من الشخصيات المحسوبة على القوى اليسارية، على غرار المحامي راتب الجنيدي، ونزار الكايد، والكاتب والأديب الراحل عبد الرحيم عمر، وبعد ذلك غابت القوى السياسية عن انتخابات 93 و97 و2003 على التوالي، ولم تبادر بترشيح أحد من أعضائها أو المحسوبين عليها.
وتعد الدائرة الثانية من أكبر الدوائر في المملكة، على الإطلاق، إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من 800 ألف نسمة، ما يشكل أكثر من ثلث سكان العاصمة عمان، وتضم مناطق اليرموك، والنصر، وبدر، ورأس العين.
وتبلغ مساحة محافظة العاصمة 13287 كيلومترا مربعا، وتشكل ما يعادل
13.7 % من مساحة المملكة، ويقطنها أكثر من مليونين ونصف المليون نسمة.
ومنح قانون الانتخاب للدائرة التي يبلغ عدد الناخبين فيها أكثر من 250 ألف ناخب، خمسة مقاعد، جميعها للمسلمين، وهي تبدأ من ضاحية الحاج حسن، إلى صالحية العابد، ومن وادي النصر والمنارة ونادي السباق، حتى ضاحية الياسمين، ومن جبل التاج والجوفة، مرورا بالأشرفية والنظيف ورأس العين والمصدار والمريخ والزهور حتى حي نزال والأخضر.
وتشهد الانتخابات في الدائرة الثانية تنافسا أدى الى ارتفاع درجة حرارة الحراك الانتخابي، فيما بلغ عدد المرشحين، في جميع الدوائر الفرعية في الثانية، 31 مرشحا، موزعين على الدوائر الفرعية الخمس.
وترشح في الفرعية الأولى أربعة مرشحين، من بينهم مرشح حزبي ووزير ونائب سابق، فيما ترشح عن الفرعية الثانية 5 مرشحين، من بينهم نائب سابق، والثالثة سبعة مرشحين، من بينهم رئيس وزراء سابق، والرابعة 9 مرشحين من بينهم نائبان سابقان، والخامسة 6 مرشحين ليس من بينهم نائب سابق، وهذا يعني أنه يخوض الانتخابات أربعة نواب سابقين، من مجالس نيابية مختلفة، ووزيران سابقان.
وسجلت المرأة غيابا ملحوظا عن الترشح في الدائرة، إذ لم تقم أي سيدة بترشيح نفسها للمنافسة على أحد مقاعد الدائرة الانتخابية، على الرغم من الكثافة السكانية العالية.
"ثانية عمان" هي حاضنة الجزء الأكبر والمساحة الأوسع مما يطلق عليه (عمان الشرقية)، وأحياؤها تعاني من فقر واضح، الأمر الذي ساهم في ارتفاع ظاهرة "المال الانتخابي"، سواء في الانتخابات السابقة، وربما في الانتخابات الحالية، أيضا.
وتوجد في الدائرة تجمعات عشائرية ذات حضور وثقل تصويتي، غير أن قوتها التصويتية تتوزع في ظل عدم توافق أبنائها على مرشح معين، ما يجعل أصواتها تذهب لمرشحين مختلفين.
أما التجمعات العشائرية الموجودة في الدائرة، فهي تجمع عشائر التعامرة، والمحاسرة، وتجمع قرى عشائر الخليل، وتحديدا قرى الدوايمة، ودورا، وقبيبة بني عواد، وبيت جبرين، وتجمع أهالي العباسية، والكوزة، فضلا عن تجمع عشائر الدعجة في صالحية العابد وهملان، وتجمع عشائر محافظة الطفيلة في الجوفة والتاج، وتجمعات لعشائر أخرى.
"الماكينات" الانتخابية للمرشحين في الدائرة الثانية بدأت تنشط في أوساط الناخبين، الذين كانوا يصوتون لمرشحي الحركة الإسلامية، بغية إقناعهم بالتصويت لهذا المرشح أو ذاك.
أما حاليا فتشهد تنافسا قويا بين المرشحين، وهذا الأمر يلاحظ من خلال حجم الدعاية الانتخابية في مناطقها الواسعة، وذات الكثافة السكانية الكبيرة، من أجل الحصول على ثقة الناخبين، وكثافة الناخبين قد تؤدي الى حدوث مفاجآت في نتيجة الانتخابات، في عدد من الدوائر الفرعية.
الغد