وزارة الأوقاف ترد: المساجد أكثر من مراكز تنمية سياسية

زاد الاردن الاخباري -

في تعليقها على الخبر (المساجد) .. دور عبادة أم مراكز تنمية سياسية?!  فقد ردت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية على الخبر أعلاه في بيان تسلمت "زاد الأردن" نسخة منه، وجاء فيه:
 

سعادة رئيس تحرير موقع زاد الاردن المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
إشارة إلى ما نشر في موقعكم بعنوان \" المساجد دور عبادة ام مراكز تنمية سياسية \" وعملا بحرية النشر فإنني أرجو نشر الرد التالي في موقعكم بيانا للحقيقة والواقع .

وبعد ان نحمد الله على وافر نعمائه وجزيل عطائه . نرجو أن نوضح لكم من البداية ان ما نعتقده ونؤمن به ان المساجد في النظر الشرعي الصحيح أكثر من مراكز تنمية سياسية بل هي مراكز تنمية شاملة ويشمل ذلك التنمية البشرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وبحمد الله وفضله ستظل المساجد على ثرى هذا الوطن منارات علم وهداية ومنطلقا لدعوات الخير والبر والرشاد . وما نقوله هنا هو ما أكده هذا الدين العظيم فالمسجد في النظر الاسلامي مركز لكل فعاليات الخير التي تثري مسيرة المجتمع على هدي من شريعة الله سبحانه الخاتمة والتي جاءت رحمة للناس اجمعين ، فقد كان الرسول الاعظم اذا حزبه أمر دعا الصلاة جامعة فيقبل المسلمون ليتلقوا التوجيه النبوي في كل شؤون حياتهم حتى أن رايات الجيوش كانت تعقد في رحاب المساجد .
ونؤكد لموقعكم ان لقاء وزير الاوقاف مع ائمة المملكة ووعاظها وخطبائها أتى لتوضيح عديد من أعمال الوزارة مثل قانون الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الساري المفعول والانظمة التي صدرت مؤخرا مثل نظام شؤون الحج والعمرة ونظام صندوق الحج والحديث عن بقية شؤون الوزارة وخططها وانجازاتها وعن ترتيبات الوزارة لموسم حج هذا العام الذي عومل فيه جميع ابناء الوطن سواسية كاسنان المشط ، فلم يصدر أي تصريح للحج الا وفق الانظمة والتعليمات التي تلتزم بقواعد العدل والانصاف وهذا ما تسير الوزارة عليه في جميع اجراءاتها وقرارتها .
ومن ضمن ما تحدث به الوزير خلال لقائه الخطباء طلبه توجيه ابناء الوطن لاهمية المشاركة في الانتخابات باعتبار من منطلق القاعدة الشرعية المعروفة ( ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب ) .
فالمجلس النيابي يتصدى لمهمة كبيرة وهي عملية اصدار القوانين وعملية الرقابة على السلطة التنفيذية ووجود الاصلح والاقدر على القيام بهذه المهمة واجب لاهمية ما سيتصدى له من مسؤوليات هي واجبة عليه وعلى المجلس بمجموعه . وعلى ذلك فكل ما يؤدي الى القيام بهذا الواجب خير قيام هو واجب ، ثم ان هذه الصيغة الانتخابية تطبيق جيد لقاعدة الشورى الاسلامية والتي جاء الامر بها للرسول الكريم وهو مؤيد بالوحي ، قال تعالى (وشاورهم في الامر) ثم ألم تلجأ حتى الجماعات الاسلامية في اختيارها لمجلس الشورى فيها فهو يختار بالانتخابات .
وهذه الصيغة افرزها النظام الديمقراطي وهي أداة لا علاقة لها بفلسفة النظام الديمقراطي التي تختلف عن فلسفة النظام الإسلامي لكنها صيغة تأخذ حكم النظام الذي تطبق فيه فهي صيغة محايدة تصلح لاختيار الأنسب تحقيقا لمبدأ الشورى بحسب آلية عملها وشروط ذلك .
كما تم التوجيه لاختيار النائب الأصلح \"القوي الأمين\" الذي فيه خدمة للوطن والامة فما الضير في ذلك .
وهذا جهد يلتقي مع دور المساجد \"كمراكز للتنمية الشاملة\" فيها يجري تحفيظ كتاب الله عز وجل وتلاوته وتجويده ، وفيها يتلقي ابناء الوطن لتوثيق صلتهم بالله ومناجاة خالقهم جل وعلا، وتعميق الصلات بينهم ، فهي مراكز تنمية شاملة للانسان روحا وعقلا وفكرا وتنويرا .... والحمد لله فان المساجد باتت في بلدنا العزيز قلاع توجيه وتوعية وتحصين وفرح للقلوب الطاهرة المؤمنه.
ونقول لفضيلة المراقب العام الذي نحترم ، لقد شاركتم في وقت سابق في الانتخابات النيابية وقد حاولتم استخدام المساجد لاغراض انتخابية وقد كان ذلك جائزا من وجهة نظركم ، فما الضير في ان تقوم وزارة الاوقاف بذلك وهي تدعو وتؤكد على اختيار الافضل والاصلح وبحياديه مطلقة ويسرنا أن نقتبس ما ذكره أحد المعلقين من المواطنين على ما قاله فضيلة الدكتور همام الذي نشر على احد المواقع ، هذا وقد اسقطنا بعض العبارات التي لا نوافقه عليها والتي تخرج عن اطار احترام الرأي الأخر : (( أريد ان أخاطب فضيلة الشيخ المراقب العام للاخوان المسلمين الدكتور همام سعيد تقولون استخدام المساجد ليس جائز فهل تقصدون غير جائز شرعا وهذا واضح من سياق كلامكم فنريد ان نسألكم لماذا تصبح المشاركة في الانتخابات ليس فقط جائزه شرعا وانما واجب شرعا اذا شاركتم فيها فلماذا الكيل بمكيالين فهل تطوع احكام الشرعية حسب اهوائنا او مصالحنا الحزبية ثم اريد ان اسألكم سؤال واضح الذين شاركوا في الانتخابات من قياداتكم الحزبية وقمتم بفصلهم هل فصلتموهم لانهم خالفوا احكام الشريعة الاسلامية يعني اوامر الله سبحانه وتعالى ام فصلتموهم لانهم خالفوا اوامر حزبكم ، ثم اريد ان اسالك يا فضيلة الشيخ قبل ان اسال السيد وليد شنيكات الذي روج لكلامك بدون ان يكلف نفسه سؤال الجهة التي ينتقدها قياما بواجبه الصحفي الذي يعرض دائما الرأي والرأي الاخر بكل امانة ومصداقية ولكن لم يفعل اريد ان اسالك هل المشاركة في الانتخابات من تصرفات الانسان الذي لا بد للشريعة فيها من حكم فيا حضرة الشيخ الكريم هل ترى ان المشاركة في الانتخابات حرام او مكروه حتى تقول ان الحث عليها ليس بجائز وانتم تدرسوننا دائما بان الاسلام نظام حياة شامل وان المسجد كان يؤدي دور البرلمان كمكان للشورى وتبادل الرأي في المجتمع الاسلامي ،بل ان رايات الجيوش كانت تعقد فيه، أصلحك الله وإيانا)) \"بتصرف\" وهذا رأي دقيق وعميق ، ونشكر لصاحبه هذا الفهم الشرعي الصحيح.
اما ان المساجد مراكز تنمية سياسية فنؤكد عليه من منطلق ان الوزارة لا تمنع الخطباء من الحديث في موضوعات تهم الوطن والمواطنين ولو كانت سياسية مثل الجهاد والعلاقات الدولية في نظر الاسلام والتحديات التي تتعرض لها مدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك وغيرها من الشؤون السياسية والعامة ولكنها تمنع من استغلال المنبر في اغراض سياسية مثل الدعوة لحزب معين او التهجم على المواقف الاردنية او الدعوة الى الفتن واغتيال الشخصيات والإساءة للعلاقات العربية والاسلامية .
وواضح ان الحكومة تبدي ارتياحا بالدور التنويري للمساجد فهي اماكن تنوير ودعوة وهي ايضا حلقة وصل متينه مع المواطنين ، ويجب على الدعاة والائمة ان يوجهونهم لكل ما فيه خيرهم وصلاحهم كافراد ووطن وأمة ، فهل هذا الارتياح يدفعنا لتعطيل هذا الدور ما دام ان الحكومة ترتاح اليه .
وهنا لا بد أن نشير الى انه عندما كان يسأل معالي الوزير عن رأيه في المقاطعة التي قامت بها بعض الجهات ، فكان يجيب ان هذا الموقف تبنته بعض الجهات لاعتبارات رأتها لم يكن فيها بيان الحكم الشرعي في الانتخابات ، وهذا رأيها والحكومة احترمت هذا الرأي ، بل حاورت القائلين به ودعتهم الى المشاركة في الانتخابات والدخول في المجلس ليعبروا عن وجهة نظرهم من خلال المؤسسة القائم عليها العمل العام في هذا الوطن ، فهذا منهج يجب الالتزام به وهو يقوم على احترام الرأي والرأي الآخر .
ونقول أخيراً في مناقشة فضيلة الشيخ الدكتور همام في ما نقل عنه ( وتساءل سعيد عن سبب منع خطباء الحركة الاسلامية من ممارسة الخطابة في المساجد خلال السنوات التي ترشحوا فيها للانتخابات في مواسم سابقة على اعتبار ان هذا الامر من وجهة نظر الحكومات مخالف للقانون ، كون المنبر جعل لارشاد الناس وليس لحثهم على ممارسة العمل السياسي ) .
نقول هذا الكلام ادخل امورا في أمور ... فالذين منعوا من الخطابة هو ممن رشحوا انفسهم للانتخابات ، لان أي خطاب منهم في المساجد سيكون دعوة لهم ولحزبهم ، وهذا لا يجوز لانه استغلال للمنابر لاغراض حزب أو جماعة معينة ، وكذلك منع الخطباء الذين كانوا يدعون لجماعتهم وحزبهم .. اما الدعوة المحايدة للانتخابات فلم تمنع ، وهذا الذي حدث ، وهو غير ما ذكره فضيلة الشيخ .
كما نكتفي بالتعقيب على ما قاله الشيخ عصام الجوهري من أن الوزارة تسمح لاعتلاء المنابر للاشخاص الذين لم يحيدوا عن مواضيع الخطب التي تحددها الوزارة وهذا غير صحيح فالوزارة لا تلزم الوعاظ بخطب معينه ولا تحدد لهم موضوعات الخطب انما توجه وتنبه وتقترح وتذكر والذكرى باذن الله وفضله تنفع المؤمنين .
واسمحوا لنا أن نقول أن هذا تجني على وزارة الاوقاف ، ونكتفي بالتذكير بقوله تعالى ( يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ) .

والسلام عليكم ..

مديرية العلاقات العامة والاعلام
وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية



للإطلاع على الخبر (المساجد) .. دور عبادة أم مراكز تنمية سياسية?! انقر الرابط أدناه ...

http://www.jordanzad.com/jor/index.php?option=com_content&task=view&id=25960&Itemid=26