زاد الاردن الاخباري -
هديل غبّون
عمان - يولي المرشحون الأربعة من ذوي الإعاقات للانتخابات النيابية المقبلة، اهتماما خاصا بقضايا معيشية وأخرى متعلقة بذوي الإعاقات، تضمنتها برامجهم الانتخابية في التواصل مع القواعد.
ويرفضون اعتبار إعاقتهم مدخلا لاستدرار عطف الناخبين واستقطابهم، معتبرين أن "قضايا الوطن هي ضمن أولوياتهم، والتوعية بحقوق المعوقين وممارسة حقوقهم السياسية في الانتخاب والترشيح، حق مكتسب نصت عليه التشريعات الأردنية والمواثيق الدولية المعنية بذوي الإعاقات".
من جهته، يؤكد المرشح الدكتور محمد حرزالله، وهو صاحب إعاقة حركية، لـ "الغد" أنه رشح نفسه للانتخابات كمرشح وطن في المقام الأول، مع إيلائه قضايا الإعاقة أولوية "مشروعة"، لكن من دون توظيفها بصورة تعتمد على محاكاة عواطف الناس، بل لغاية التعريف بها من منظور حقوقي أصيل.
وحول تفاصيل برنامجه الانتخابي، يضيف حرزالله، الذي عمل لسنوات طويلة في الخدمة العامة في مجال الإعاقة، ويرأس نادي المستقبل للإعاقة الحركية، أن برنامجه بسيط، يرتكز على شعار "تحقيق العدالة" بين الأردنيين في مختلف القضايا الحقوقية.
ولا يخفي حرزالله اهتمامه بقضايا المعوقين، في الوقت الذي اعتبر فيه أن "فئة المعوقين مهمشة وغير منصفة في كثير من المناطق، بخاصة النائية منها"، مشددا على ضرورة أن يصل منها ممثل إلى البرلمان أسوة بدول العالم المتقدم، من باب الحق القانوني في المشاركة في صنع القرارات.
ويغيب الخطاب السياسي عن برنامج حرزالله، المرشح عن حزب الحياة الأردني. أما في القضايا التفصيلية، فيشير إلى أن مرجعيته في الحديث عن أي شعار سياسي يقرره المكتب التنفيذي للحزب.
وعلى الرغم من شدة المنافسة في الدائرة الأولى لعمان المرشح عنها حرزالله، فقد أعرب عن تفاؤله بتجاوب شرائح مختلفة من المجتمع مع حملته الانتخابية.
وينص قانون حقوق الأشخاص المعوقين رقم (31) لسنة 2007 في مادته الرابعة الفقرة (ز)، على حق الأشخاص ذوي الإعاقات ممارسة الترشيح والانتخاب في المجالات المختلفة، وتهيئة أماكن ومرافق مناسبة وسهلة الاستعمال، تمكنهم من ممارسة حق التصويت في الاقتراع السري في الانتخابات.
وفي الإطار نفسه، يتنافس 3 من ذوي الإعاقات البصرية مع مرشحي دوائرهم المختلفة، إذ يواصل المرشح المستقل عن لواء عين الباشا رئيس نادي البقعة السابق عدنان الأسمر، حملته الانتخابية التي وصلت إلى موقع "فيس بوك".
ويشير الأسمر في تصريحات سابقة إلى "الغد" إلى أنه مرشح وطن بالدرجة الأولى، عدا عن اهتمامه بقضايا ذوي الإعاقات، مؤكدا أن ترشيحه مبني على أساس "دستوري قانوني".
وشكا الأسمر في وقت سابق من تعرض حملته الدعائية تحت شعار "مرشح الصوت الحر" وملصقاتها إلى تخريب من منافسين آخرين، ما دعاه إلى التوجه نحو تكثيف الحملة التي أدارها على نفقته الشخصية خلال الأسبوع الذي يسبق موعد الانتخابات في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وأطلق المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، حملة تضامنية بالتعاون مع وزارتي التنمية السياسية والداخلية لتوفير التسهيلات البيئية لمشاركة ذوي الإعاقات في الانتخابات، إضافة إلى حملة موازية أطلقها 19 متطوعا، مثلت مؤسسات مجتمع مدني، حملت اسم "تكافؤ"، بعيدا عن دعم المرشحين ماليا أو لوجستيا.
في المقابل، تحظى محافظة إربد بمرشحين آخرين من ذوي الإعاقات البصرية، هما: رئيس نادي الشعلة للمكفوفين مصطفى الرواشدة، والحاج هزاع الحموري (59 عاما) المرشح عن دائرة إربد الأولى.
ويؤكد الرواشدة المرشح عن لواء الكورة اهتمامه بقضايا الإعاقة بالدرجة الأولى، معتبرا أن الترشح والانتخاب، حق كفله الدستور والتشريعات والقوانين المحلية والدولية.
ويقول المرشح الحموري لـ"الغد" إن "قرار ترشحه جاء على خلفية الدعوات الحكومية المتواصلة بضمان إجراء انتخابات، تستند إلى أحكام القانون"، مضيفا أنه عمل لسنوات طويلة في الخدمة الاجتماعية، وأن قضايا الإعاقة ليست مدخلا لترشحه بالمطلق.
وبحسب الحموري، فإن إجماعا عشائريا عليه، زاد من حماسته للمشاركة في الانتخابات، وأن برنامجه الانتخابي يرتكز على تحسين واقع الأردنيين على مستوى القضايا العمالية والصحة والتعليم، واستحداث المشاريع لتشغيل الأردنيين العاطلين عن العمل.
ولا يرى الحموري، الرئيس السابق لبلدية بيت راس وعضو مجلسها البلدي سابقا، أن إعاقته البصرية التي أصيب بها نتيجة مرضه العام 2000، هي مدخله إلى الانتخابات، بل يؤكد أن أساس ترشحه هو الحق الدستوري مع الاهتمام بقضايا الإعاقة في حال الوصول إلى قبة البرلمان بكل الأحوال.
وتقدر إحصاءات غير رسمية أن نسبة الإعاقة في المجتمعات تتراوح بين 7 - 10 % من مجمل عدد السكان، بينما يقدر أعداد الناخبين من ذوي الإعاقات بنحو 100 ألف ناخب.
hadeel.ghabboun@alghad.jo