تونس - الدستور - نيفين عبدالهادي

حمّلت عضو مجلس الاعيان الوزير الاسبق ليلى شرف المرأة مسؤولية عدم وصولها لمجلس النواب حتى الان تنافسيا ، ذلك ان المرأة لا تدعم المرأة في الانتخابات على الرغم من الدعم الكبير الذي تلاقيه من الحكومة وسياساتها ، وتحديدا في موضوع "الكوتا" الذي جاء للدفع باتجاه مشاركة المرأة في الحياة النيابية وبالمقابل في التنمية.

وبينت شرف في حديث خاص لـ"الدستور" على هامش اعمال المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية الذي يعقد في تونس ان موضوع "الكوتا" يحمل ابعادا مختلفة ، يجب الاخذ بها جميعا ، فقد جاء مبدؤها ليكون خطوة نحو مشاركة حقيقية للمرأة في الحياة السياسية ، وبالمقابل فان طريقة احتساب اصوات الكوتا ليست منصفة لعدد من نساء المدن الكبرى ، الامر الذي يدعونا للتفكير بجدية لدعم المرأة من خلال الاقتناع بدورها الهام ، واقناع المجتمع بهذا الدور.

ودعت شرف المرأة لاستثمار الاجواء الايجابية التي وضعتها الحكومة لها في موضوع الانتخابات ، والسعي بجدية لان تكون "الكوتا" خطوة نحو انجاز نسوي حقيقي يوصل عددا من النساء لقبة البرلمان تنافسيا ، كون "الكوتا" توجه نحو قادم ايجابي يخدم حضور المرأة ويعزز دورها السياسي والتنموي ، مؤكدة ان الوقت الان متاح لانجاز حقيقي بهذا الاطار.

وعن المشاركة الاردنية في المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية قالت شرف ان الاردن قدم ورقتي عمل واحدة حول البيئة والتنمية المستدامة قدمتها الدكتورة هاله الخيمي الحوراني ، والاخرى ورقة نقاشية حول المرأة والنزاعات المسلحة واثرها على التنمية المستدامة قدمتها ليلى شرف ، مشيرة الى ان دور المرأة في التنمية يعد الان حديث الساعة ذلك انه لا يمكن ان تكون تنمية من دون مشاركة المرأة ، وعلينا التركيز على تجاوز العقبات التي تواجه ولوج المرأة في التنمية المستدامة.

وحول العقبات التي تواجه المرأة ومشاركتها في التنمية المستدامة قالت شرف: لعل أبرز هذه العقبات تكمن في اتاحة الفرص الحقيقية للمرأة بدخول هذا المجال فليس كل المجتمعات توفر الفرص الكافية للمرأة للمشاركة في التنمية ، وهناك من يفتح الابواب وآخرون يغلقونها ، اضافة الى ضرورة ان تزود المرأة نفسها بالتعليم الكافي وتسليحها بالمعرفة اللازمة وشراكة مؤسسات المجتمع المدني في هذه المسألة.

وبينت شرف أن من أبرز المعوقات هو موضوع الحروب ، مشيرة الى ورقة عملها التي قدمتها خلال اعمال المؤتمر ، وتناولها لموضوع الحروب واثرها الكبير على موضوع التنمية ، فمن غير الممكن ان تكون هناك تنمية مستدامة في مناطق الصراع والحروب ، فما دامت هناك حروب فان التنمية المستدامة في خطر ، لانها تدمر الفرص المتاحة وتسد الآفاق المستقبلية.

وعن واقع شراكة المرأة الاردنية في التنمية المستدامة اكدت شرف ان المرأة في الاردن قطعت اشواطا واسعة في حماسها للعمل العام وانخراطها به ، اضافة الى انها تتطلع الى مستقبل تشارك فيه بشكل اوسع ، لكن في الوقت ذاته ما يزال تواجدها على المسرح العام محدودا ، كون المرأة للاسف لا تدعم المرأة ، ومن هنا جاءت اهمية وجود "الكوتا" في الانتخابات ، لحضور المرأة المتواضع بهذا الشأن.

وشددت شرف على ان المرأة لم تتمكن من اقناع المجتمع بها وبأهمية دورها ، ونحن في الاردن لجأنا الى "الكوتا" للخروج من هذا المأزق انتخابيا ، فالدولة قدمت الكثير للمرأة ، ولا يوجد دولة في العالم قدمت للنساء لديها كما قدم الاردن ، ودون الحاجة لتدخل المجتمع ، ولكن للاسف عندما تدخل المجتمع لم يناصر المرأة.

ولفتت شرف الى ان الامر بشكل عام بحاجة الى عمل توعوي جماعي يجعل من المجتمع ذكورا واناثا ، يؤمن بأهمية دور المرأة وضرورة تعزيز حضورها ومشاركتها وتحديدا في الشأن التنموي.

واعتبرت شرف وجود هذا الجذب المعاكس لحضور المرأة ومشاركتها يعود لوجود قوى سلبية تشد مسيرة التنمية الى الخلف ، وهذه القوى بدأ اثرها يظهر على المجتمع وبدأ يؤثر بشكل كبير على مسيرة التنمية ومدى مشاركة المرأة فيها ، مطالبة القوى المستنيرة بأن تقدم على عملية توعية مجتمعية جماعية حتى نتمكن من مواكبة حالة التقدم التي يعيشها العالم والتي لم يسبق لها مثيل.