زاد الاردن الاخباري -
نظم مركز القدس للدراسات السياسية الاربعاء الماضي و بالتعاون مع مركز الاميرة بسمة للتنمية البشرية في محافظة جرش جلسة حوارية تحت عنوان ( نعم لاستعادة دور البرلمان وهيبته.. نعم لـ "نائب الوطن") . وذلك في إطار الجولات التي بدأها المركز على مختلف محافظات المملكة للتعريف بوثيقة ( عهد وميثاق مع الأردن ) التي كان قد أطلقها وتصمنت عشرة مبادىء تهدف للارتقاء بمستوى الاداء النيابي ، حيث تبنى عدد من المرشحين والمرشحات في المحافظة الوثيقة وقاموا بالتوقيع عليها .
وخلال الجلسة تحدث الدكتور أحمد العرود أستاذ كلية الآداب في جامعة جرش عن أهمية صورة المجلس النيابي وقال أن المجلس هو نقل لصورة الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع ونقلها بالصورة الحقيقية وليس كما يراها النائب ، مشيرا الى ان الوصول لعضوية مجلس النواب ليس كافيا وإنما ينبغي على النائب ان يعمل على نقل واقع المجتمع وهمومه الى المجلس .
وأكد ان النائب ينبغي ان يكون نائب وطن وليس نائب خدمات ، ومفهوم نائب الوطن ليس كما يفهمه البعض فهو من يقود مصلحة الوطن والمواطنين أولاً وليس الهدف فقط الوصول لعضوية مجلس النواب .
وتحدث أيضاً عن أهمية الأحزاب السياسية في الأردن ، ومفهوم الحزب السياسي وقال أن المشكلة تبدأ هنا ، حيث أن ضعف الأحزاب السياسية في الأردن والمفهوم الخاطىء عن دورها لدى البعض ادى لضعف دور الاحزاب السياسي ، مشيرا الى ان هذا الامر لا يتعلق فقط بالاردن بل بكافة المجتمعات العربية حيث لا يوجد وعي كاف بمفهوم الحزب السياسي ودوره في الواقع الاجتماعي والسياسي لأي بلد .
ودعا لضرورة خلق ثقافة عامة بأهمية الحزب السياسي للوصول الى احزاب سياسية فاعلة في المجتمع موضحاً انه لو كان هناك كتل نيابية وأحزاب تحمل وتطرح برامج واضحة ضمن إطار لقناعات وثقافات مشتركة فإن هذه الأحزاب سوف تنجح في اقناع المواطنين ببرامجها وبالتالي يستطيع الناخب ان يميز بين البرامج ويختار مرشحه حسب برنامجه السياسي والذي ينبغي ان يكون متوافقا مع مصلحة المواطنين . وانتقد الدكتور العرود تدني المستوى الثقافي والتعليمي لدى بعض النواب مشيرا الى ان معظم النواب الذين انتخبوا في السابق لا يحملون شهادات جامعية تؤهلهم للقيام بدورهم كأعضاء في مجلس النواب . كذلك انتقد افتقاد بعض النواب للثقافة العامة وقال ان وجود نائب متعلم ومثقف امر ضروري من اجل الارتقاء بأداء العمل النيابي .
وحث العرود المواطنين على اختيار المرشح الأكفأ ، مشيرا الى ان غياب الوعي السياسي لدى شريحة كبيرة من المواطنين يساهم في ان تكون اختياراتهم للمرشحين قائمة على اسس عشائرية وعائلية ضيقة .
وخلال ورشة العمل عرضت نتائج دراسة كان مركز القدس قد اجراها حول مدى رضا الناخبين الاردنيين عن اداء النواب في المجلس السابق .. ومما تضمنته الدراسة تقييم اداء المراة في المجلس حيث اظهرت نتائج الدراسة انه كان هناك رضا كبير عن اداء المرأة كنائب . وعلق العرود على ذلك بالقول ان الوعي الزائد وزيادة التعليم ساهم في الارتقاء بمستوى اداء المرأة البرلماني وكان اداؤها متقدما على اداء زملائها النواب الذكور في بعض القضايا . وخلال اعمال الورشة عرض القائمون على مركز القدس وثيقة ( عهد وميثاق مع الأردن ) واستعرض فريق العمل بنودها العشرة التي تؤكد على النزاهة ومراعاة مصالح الوطن والناخبين والناخبات بالدرجة الاولى والابتعاد بالعمل النيابي عن المصالح الشخصية او الجهوية او الفئوية . كما تؤكد على ضرورة ان يكون النائب ممثلا لجميع ابناء دائرته الانتخابية سواء الذين انتخبوه او الذين لم ينتخبوه . وجرى توزيع الوثيقة على المشاركين والمشاركات الذين كان من بينهم مرشحون ومرشحات قاموا بالتوقيع على الوثيقة وتعهدوا بالالتزام بمبادئها .
وفي إطار نشاطاته نظم المركز ايضاً ورشة عمل تدريبية لمندوبي المترشحات في محافظة جرش بعنوان "تمكين نشطاء الحملات الانتخابية للمرشحات في انتخابات "2010 والتي هدفت لتأهيل وتدريب العاملين مع المترشحات وبناء قدراتهم على العمل وتعريفهم بالأسس والقواعد الخاصة بالانتخابات وحقوق المرشح والناخب ، وحقوق وواجبات المندوبين . وجرى توزيع دليل تدريبي على المشاركين .
ولاحظ فريق المركز ان التجربة الحالية في العمل مع المترشحات هي الاولى لهم في هذا الميدان حيث تبين عدم معرفتهن بحقوقهن وواجباتهن اضافة الى عدم امتلاكهن معلومات كافية عن قانون الانتخابات حيث ان معظمهن لم يطلع عليه وذلك بعدم توفر خدمة الانترنت داخل القرى ، وعدم معرفة موقع وزارة الداخلية ، وعدم توفر الصحف الأردنية داخل القرى حيث يتم توزيعها في المدينة فقط ، وتقصير من بعض مؤسسات المجتمع المدني بعدم توفير قانون الانتخابات وتوزيعه على المرشحات.
وجرى نقاش حول أهم المشاكل التي يواجهها المندوبون في مراكز الاقتراع .