زاد الاردن الاخباري -
باتت الـ"جروبات" على تطبيق "واتساب" تأخذ حيزا كبيرا من يوميات الكثير من الأشخاص، فبات لكل شخص عدد كبير من الـ"جروبات" على هاتفه تتوزع ما بين العائلية أو الصداقة، و"جروبات" العمل والأمهات والجارات وغيرها العديد.
تعدد مثل هذه الـ"جروبات" على هاتف الشخص، جعل مسألة الخطأ والوقوع في مواقف محرجة أمرا واردا جداً، وقد يكون وقع فيه بعض الأشخاص، وكانت النتيجة إما قطعا أو خصاما أو إحراجا، ولكن هنالك من يتقبل الخطأ والإحراج بروح رياضية ويطوي الصفحة ويواصل العلاقة كما كانت على عهدها السابق.
إيمان علي، من بين الأفراد الذين وقعوا في مواقف محرجة على تطبيق "واتساب"، معتبرة ما مرت به من أكثر المواقف إحراجا في حياتها.
وتقول "ذات مرة قررت الدخول على "واتساب" الخاص بمديري لإلقاء نظرة على صورته من باب الاطلاع، فوجدت صورته هو وزوجته، فلفتت انتباهي، وقمت بحفظها فورا على هاتفي من أجل إرسالها لـ"جروب" صديقاتي وكتبت عليها عبارة "شوفوا كيف متصور معها" وضغطت على زر الإرسال".
إلا أن الصدمة أصابت إيمان بعد ثوان قليلة عندما أدركت أنها بدلا من أن ترسل الصورة لـ"جروب" الموظفات، قامت بإرسالها لمديرها نفسه والذي فتح الرسالة وقرأها في الوقت نفسه ولم يعلق عليها بكلمة واحدة.
وتقول إيمان "كانت تلك الليلة من أصعب الليالي التي مررت بها، ولم يغف لي جفن دقيقة واحدة، وأنا أفكر كيف سأقابل مديري باليوم التالي وكيف سأبرر له الموقف، خصوصا وأنني على علاقة لطيفة بزوجته، إلا أنه ما إن جاء الصباح حتى توجهت إلى مكتبه وأخبرته أنني أعتذر بشدة وأنها كانت لا تقصد منها أي إساءة سوى أن تريها لصديقاتها".
وتضيف "رده كان جميلا ومخجلا بالنسبة لي؛ إذ اعتبر وكأنه لم يرَ شيئا"، موضحا "الموضوع منته ولا داعي للتحدث فيه".
إيمان ليست وحدها التي وقعت في مثل هذه المواقف المحرجة، هند هي الأخرى اشتد الحديث بينها وبين زوجة أخيها وبدأت بعدها بكتابة "مسج" عما دار بينهما بعصبية مفرطة على "جروب" شقيقاتها، وبدلا من أن ترسله للـ"جروب" المعني، أرسلته لـ"جروب" العائلة الكبير، وهو الأمر الذي جعلها تفقد صوابها ولا تعرف كيف تتصرف، خصوصا وأن الـ"جروب" يضم 32 شخصا من العائلة.
إلا أن كل ما كان يشغل بال هند هو أن لا يرى شقيقها الرسالة، لأنها تحبه وتحترمه ولا تريده أن يأخذ موقفا منها، الأمر الذي جعلها تخبر أحد أفراد العائلة القصة ليتجه الى بيت أخيها بسرعة فائقة ويطلب منه استخدام هاتفه، ويدخل على الـ"جروب" ويمسح الرسالة قبل أن يقرأها.
هذا الموقف والضغط والتوتر الذي تعرضت له هند طوال الوقت لحين مسح الرسالة عن هاتف أخيها جعلها تفكر كثيرا في إلغاء الـ"جروبات" كافة التي على هاتفها والاستغناء عنها، وباتت حذرة جداً في التعامل مع "المسجات" والتركيز كثيراً قبل إرسال أي شيء.
المواقف كثيرة ولا تنتهي بهذا الشأن، ولعل أبرزها هو ما حدث مع العشريني إبراهيم صالح الذي كان ينتظر زيارة أحد أصدقائه في البيت، وخلال ذلك مر عليه صديق آخر على خلاف كبير مع الصديق الذي ينتظره، وهو الأمر الذي دعاه لأن يقوم بكتابة "مسج" لصديقه الذي ينتظره بأن "فلانا موجود عندي، لا تأتِ الآن سأحاول التخلص منه بأسرع ما يمكن".
الا أن الفاجعة كانت عندما قام إبراهيم بإرسال الرسالة إلى صديقه الذي يجلس أمامه بدلا من الشخص المعني، وأدرك ذلك بعد أن أرسلها، بعد ذلك مرت عليه أصعب لحظات حياته وهو يراقب صديقه أثناء استلامه الرسالة وفتحها أمام عينيه.
وما إن فتح الرسالة وقرأ مضمونها حتى حمل أغراضه بدون أن يتفوه بأي كلمة ونزل من بيت صديقه، وكان ذلك آخر يوم في صداقتهما.
وفي ذلك، يذهب الاختصاصي الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي، إلى أن إنشاء الـ"جروبات" على "واتساب" أمر إيجابي في حال استخدم بطريقة مدروسة لتحقيق الأهداف وأن لا يخرج على الأعراف والعادات والقيم مع الالتزام بأهداف المجموعة.
أما الآن، كما يقول، فإن الأمور باتت خارجة على السيطرة، فبات كل شيء وأي شيء يرسل إلى الـ"جروبات" كافة يخلق المشاكل، خصوصاً بوجود شخص غير مناسب داخل المجموعة ولا يراعي أي شيء.
بالإضافة الى أن المشاكل العائلية تبدأ بسبب كثرة أعضاء هذه الـ"جروبات" ومشاركة كل شيء عليها وأحياناً إرسال ما هو غير مناسب عليها.
ويؤكد الخزاعي أهمية معرفة ما يتم إرساله على مثل هذه الـ"جروبات" ونشر ما يجب نشره فقط، وإذا كان خلاف ذلك، قد تحدث المشاكل وتنتشر القطيعة وردات الفعل السلبية بين الناس، فلا يجب الخروج بهذه الـ"جروبات" على الإطار المحدد لها.
الغد