زاد الاردن الاخباري -
وسط تجدد المطالبات بايجاد حلول جذرية لنظافة شواطئ البحر الميت، ما زالت مشكلة النفايات المتراكمة على الشاطئ العام للبحر الميت، تراوح مكانها مع بداية الموسم السياحي الشتوي، وقبيل انعقاد القمة العربية نهاية الشهر الجاري.
ويتفق زوار ومعنيون على ضرورة وجود جهة تلتزم بإدامة عمليات النظافة، على غرار أعمال النظافة التي تنظمها أمانة عمان لشارع البحر الميت، مشيرين الى ان منطقة سياحية بحجم وأهمية البحر الميت وأعمال التطوير، التي تنفذ من خلال المخطط الشمولي للمنطقة، بحاجة الى إجراءات حكومية عاجلة لمعالجة هذه المشكلة.
واخذت ظاهرة انتشار النفايات بالتزايد مع بدء الموسم السياحي الشتوي، وغياب اعمال النظافة ما احال المنطقة الى ما يشبه مكبات النفايات، حتى اصبحت هذه الظاهرة عامل طرد للسياحة المحلية، التي غالبا ما تغادر المواقع المعروفة كمقاصد للزيارة بسرعة، لعدم مواءمتها لأدنى المتطلبات الواجب توفرها في أي منطقة سياحية.
ويرى صالح داود أن أوضاع منطقة البحر الميت وخاصة الشواطئ تزداد سواء اسبوعا بعد اسبوع، مع توافد عشرات الآلاف من الزوار خلال ايام العطل، مبينا ان منطقة البحر الميت تعتبر المتنفس لغالبية الاردنيين لقربها من العاصمة وتوسطها مدن المملكة، كما انها احد اهم المواقع السياحية العالمية التي تستقطب السياح من شتى اصقاع العالم.
ويضيف داود ان غالبية السياح والزوار لا يجدون مكانا نظيفا ملائما لقضاء يومهم، ما يضطر معظمهم للمغادرة والبحث عن أماكن اخرى، فيما يقوم البقية على جمع النفايات المنتشرة للحصول على بقعة نظيفة وخالية من القمامة والأوساخ، ليتمكنوا من الجلوس فيها، مشيرا إلى أن عدم وجود بنية تحتية سليمة يدفعهم إلى تجميع النفايات بأكياس ورميها في المنطقة أو إحراقها.
ويؤكد محمد الجعارات ان غالبية المناطق التي يقصدها آلاف السياح والمتنزهين على شاطئ البحر الميت، ما زالت إلى الآن غير مخدومة، إلا من طرق ترابية وأراض وعرة وشواطئ غير نظيفة، مبينا أن هذه المناطق ورغم أنها الملاذ للآلاف من المتنزهين، إلا أن الجهات المسؤولة لم تقم بتأهيلها بحجة أنها أراض استثمارية.
ويتساءل الجعارات اين سيذهب المتنزهون اذا لم يستطيعوا الوصول الى الشواطئ؟، ولماذا لا يتم تأهيل هذه المناطق واتاحتها امام الزوار، خاصة من ذوي الدخل المحدود، الذين لا يستطيعون تحمل نفقات دخول المنتجعات السياحية.
ويشير الجعارات الى ان من يزور المنطقة اسبوعيا يشاهد بشكل يبعث على الحزن منظر أكوام النفايات الملقاة على طول الشاطئ، دون ادنى اهتمام حتى باتت الاوضاع مأساوية إلى حد لا يمكن وصفه.
ويرى داود والجعارات ان الاوضاع على شواطئ البحر الميت، لا تتماشى مع الجهود التي تبذلها الحكومة للنهوض بالمنطقة وتسويقها عالميا ومحليا، كأحد أهم الأماكن الجاذبة للسياحة في الأردن، مبينا أن المنطقة تفتقر لأدنى الخدمات الضرورية اللازمة لاستقطاب السياح والمتنزهين، فلا توجد طرقات معبدة تمكن السائح من الوصول إلى الشاطئ، ولا يوجد حمامات عامة، إلى جانب تدني مستوى النظافة إلى دون السيئ.
وكان امين عام وزارة السياحة عيسى قمو قد أكد في وقت سابق ان الوزارة تعمل على تطوير المنظومة السياحية وخاصة في منطقة البحر الميت، كونها احدى اهم مناطق الجذب السياحي، لافتا الى ان الوزارة قامت بإعداد برنامج مشترك مع وزارة البيئة والبلديات واصحاب الاستثمارات المقامة في المنطقة بهدف النهوض بالبيئة السياحية ومن ضمنها نظافة المنطقة، اضافة الى وضع خطة توعوية بالتعاون مع الجهات صاحبة العلاقة بهدف زيادة الوعي بين المواطنين والسياح وحثهم على ضرورة المحافظة على نظافة المنطقة.
من جانبها تؤكد ادارة المجموعة الاردنية للمناطق الحرة والتنموية على لسان مديرها بالوكالة وهب العواملة ان عملية نظافة المنطقة هي مسؤولية مشتركة، احد اركانها السائح الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في المحافظة على نظافته، بما يليق بسمعتها السياحية، مؤكدة على ضرورة تكريس ثقافة الحفاظ على نظافة الأماكن العامة والمقدرات الوطنية من التلوث باعتبارها حق للجميع وللأجيال القادمة.
واشار العواملة الى انه جرى الاتفاق مع امانة عمان للقيام على تنظيف المنطقة خلال الايام المقبلة، في حين ان المجموعة وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني ستقوم بتنظيف المناطق البعيدة، التي لا يمكن للامانة الوصول اليها، مؤكدا ان نظافة المنطقة هي جزء من مخطط شمولي للنهوض بالمنطقة، وسيصار الى البحث مستقبلا عن الية مناسبة للاهتمام بها.
من جانبه اكد رئيس جمعية اصدقاء البحر الميت زيد سوالقة انه ومنذ عام تقريبا واعمال النظافة في المنطقة متوقفة، الامر الذي احال المنطقة الى مكرهة صحية، مبينا ان الجمعية التي كانت تقوم على تنظيم حملات نظافة توقفت بسبب عدم توفر الدعم اللازم لاستمرارها، اضافة الى اسناد هذه المهام الى جهة رسمية مقابل الاجر. وأشار سوالقة الى انه جرى تقديم دراسة لشركة المجموعة الاردنية للقيام بنظافة المنطقة بشكل كامل وبكلفة رمزية تضمن استمرارية العمل، خاصة وان الجمعية جهة غير ربحية، مبينا أنه الى الآن لم يتم الرد بهذا الخصوص.
الغد