ملاحظة ليست هامة بل جعلتني انتفض غاضبا على كل من يهمه الامر في الوطن الغالي الذي بات وضعه الاقتصادي يرمي بظلاله على كل شأن وامر، فلم يعد لشؤون وطنية عليا لايجوز السكوت عنها او تجاوزها بسهولة ويسر اية اهمية او انتباه ، فراية والوطن وعلمه الذي يمثل رمز بقائنا وعنوان صمودنا ابدا ليست مجالا للاستهتار او الاستهانة، فهل انشغال الناس بلقمة عيشها هي الستار الذي وقف وراءه من وضع قصيدة بحجم رمز الوطن بصورة تثير الحنق والغضب في كل وطني ومنتمي للاردن الاغالي والحبيب؟.
في منهاج اللغة العربية للصف الرابع قصيدة في كتاب الفصل الدراسي الثاني بعنوان خافق بالمعالي والمنى ولا اعرف اذا كان عنوان القصيدة هو هذا العنوان الذي سطره المرحوم عبدالمعم الرفاعي ام هو العلم ، والامر الاخطر هو اجتزاء القصيدة بحوالي نصفها وكأن القصائد الاخرى في الكتاب اكثر اهمية من راية الوطن وغرس مفاهيم ومعاني القصيدة الكلية الاصلية ، فالطالب في هذه المرحلة احوج مانكون لغرس هذه المعاني الموجودة في القصيدة كلها وحدة واحدة، فأين من كتب وخطط ورسم المنهاج لهولاء اليافعين الذين نبني ولاءهم وانتمائهم يوما بيوم وقيمة بقيمة وحرفا بحرف، واذا كان العذر ان القصيدة طويلة فالعلم وراية الوطن اطول واعلى واسمى، ولم ولا ولن يكون العلم مجالا لاجتزاء مايغرس معناه وقيمته في عقول ابنائنا جميعا في وقت نحن بأمس الحاجة لتعزيز مفاهيم الولاء والانتماء وحب الوطن وسمو رايته وعلوها في نفوس هذه الفئة من ابناء الوطن.
الامر اكبر من القصيدة وطولها او قصرها، فمن هي الايدي الخفية التي مررت هذا الاجتزاء المعيب والمشين في حق راية الوطن وفي حق اطفاله، فهل ادرك هؤلاء جريمتهم الكبرى برمز الوطن، وكيف لهم ان يختاروا مايشاؤون ويحذفوا هذا ويبقوا على ذاك، وكيف مر ذلك على الفريق الوطني للتأليف في وزارة التربية دونما تفحيص او تمحيص.
لن اتررد في طرح هذا الموضوع مرارا وتكرار وعبر كل وسيلة ممكنة لاستدراك هذا الخطأ الذي لايغتفر من قبل الجهات المسؤولة نظاما وقانونا عمن وافق واعطى الاذن لمرور مثل هذا الاجتزاء الخطير، فالعلم خط احمر ولايجوز تحت اي باب او اي مسمى ولايحق لاي كان ان يعبث بما يغرس الولاؤ والانتماء في اذهان اطفالنا وابنائنا، فالعلم هو الوطن والوطن هو العلم.
د.عبدالناصر العكايلة
استاذ الاحصاء التحليلي المساعد