زاد الاردن الاخباري -
اتفق رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي ونظيره التركي بن علي يلدرم خلال مباحثاتهما في انقرة اليوم الثلاثاء على زيادة علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين الشقيقين وادامة التنسيق والتشاور بينهما لمواجهة كافة التحديات الناجمة عن الاوضاع الاقليمية غير المستقرة.
واكد رئيس الوزراء ورئيس الوزراء التركي على العلاقات المتميزة التي تربط البلدين اللذين يحتفلان هذا العام بمرور 70 عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ولفت الملقي وبن علي يلدرم خلال المباحثات التي حضرها عدد من الوزراء والمسؤولين من البلدين ان الاردن وتركيا يتمتعان باستقرار سياسي وامني مما يستوجب زيادة التعاون والتنسيق بينهما .
كما اكد رئيسا الوزراء ان حجم المبادلات التجارية التي بلغت خلال العام الماضي نحو 815 مليون دولار لا تعبر عن المستوى المتميز للعلاقات بين البلدين ولا تعكس حجم الامكانات والفرص المتاحة للتعاون وزيادة الاستثمارات بينهما.
واشار الملقي وبن علي يلدرم الى ان اغلاق الحدود نتيجة الازمة السورية اسهم بشكل كبير في تخفيض حجم المبادلات التجارية واتفقا على البدء بالإجراءات الكفيلة بإنشاء خط بحري بين ميناء العقبة والموانئ التركية لزيادة صادرات وواردات البلدين متطلعين ان يصل حجم التبادل التجاري بينهما الى نحو 3 مليارات دولار.
واكدا على جهود البلدين في اطار الجهود الدولية لمحاربة الارهاب والعصابات الارهابية واهمية التوصل الى وقف لإطلاق النار في سوريا والتوصل الى سلام دائم بمشاركة كافة الاطياف السياسية يكفل وحدة سوريا وسلامة اراضيها.
وقال الملقي خلال كلمة القاها خلال الاجتماعات اننا نتطلع الى تحقيق انجازات كثمرة لهذه لزيارة ومنها دعوة الشركات التركية للاستثمار في الاردن، مجددا الدعوة للمبادرة التي طرحها جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته لتركيا لتوفير منطقة خاصة للصناعات التركية في محافظة العقبة واخرى في مدينة المفرق والاستفادة من كل المزايا التي يوفرها مناخ الاستثمار في المملكة.
واكد تطلع الاردن الى تدشين خط النقل البحري "رورو" بين ميناء العقبة والموانئ التركية اضافة الى زيادة الصادرات الاردنية من مادتي الفوسفات والبوتاس للسوق التركية والدعوة لتأسيس شركة اسمدة اردنية تركية بهذا الخصوص.
وقال الملقي اننا نتطلع الى تشجيع التبادل السياحي وخاصة من السياح الاتراك لزيارة الاماكن السياحية والدينية في الاردن وتشجيع السياح الاتراك الذين يزورون القدس – بزيارتها من خلال الاردن الامر الذي سيعود بالفائدة على الشركات الاردنية والفلسطينية.
واكد رئيس الوزراء اهمية الاسراع في تنفيذ وكالة التعاون التركي للمشاريع التي عزمت على تمويلها في الاردن مثل متحف الخط الحجازي وبناء بعض المؤسسات التعليمية وصيانة اماكن تراثية وغيرها.
ووجه الملقي دعوة للشركات التركية للاستثمار في المشاريع الكبرى مثل مشروع قناة البحرين ومشاريع السكك الحديدية وغيرها ومؤكدا لأهمية زيادة التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية.
وقال ان الاردن وتركيا وبسبب الازمات التي تمر بها المنطقة لا سيما الازمة السورية, يواجهان تحديات مشتركة من حيث استقبالهما لملايين اللاجئين وانعكاسات ذلك على الاقتصاد والبنية التحتية من خدمات تعليم وصحة، لافتا الى الحاجة الى مواصلة التنسيق ودعم كل الجهود الدولية الرامية الى ايجاد حل عادل يحفظ وحدة سوريا وامنها واستقرارها ويهيئ الاجواء لإعادة بناء سوريا وعودة اللاجئين الى ديارهم.
وقال "نحن في الاردن ندعم مسيرة جنيف التي تسعى لإيجاد حل سياسي يستند الى مقررات جنيف 1 وقرار مجلس الامن الدولي رقم 2254 ونشارك في مجموعة دول اصدقاء سوريا ونؤمن ان لا حل عسكريا للازمة وبالقدر نفسه فأننا ندعم محادثات استنانا لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار ولكن ليس بديلا لمسيرة جنيف".
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعملية السلام اكد رئيس الوزراء ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية وان حل الصراع يكمن في حل الدولتين كأولوية اردنية.
وقال "نؤمن بانه لا يوجد امن ولا استقرار في الاقليم دون حل يلبي حق الفلسطينيين في الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية "، مؤكدا ان الاردن سيستمر بالعمل على حث المجتمع الدولي لحمل اسرائيل على استئناف المفاوضات الجادة والمحددة بسقف زمني معقول وواضح يفضي الى تجسيد حل الدولتين كما سيستمر باتخاذ كافة الاجراءات القانونية والدبلوماسية لوقف الاجراءات الاحادية الإسرائيلية التي تهدف الى تغيير الوضع التاريخي القائم.
ولفت الملقي الى "ان الارهاب لا يعرف دينا او عرقا او دولة كما لا يمكن ان ينسب الى حضارة او دين او ثقافة بعينها، ونحن ندين الارهاب بالمطلق مهما كانت اسبابه او دوافعه".
وتقدم رئيس الوزراء باحر التعازي بضحايا العمليات الارهابية التي نفذها الضلاليون هنا في تركيا معربا عن الامل بالشفاء العاجل للجرحى.
وقال "نحن نقف معا في رفض الارهاب وادانته وفي تصميمنا على هزيمته لافتا الى ان شعوب منطقتنا هي اكبر ضحايا الارهاب مما يشكل دافعا للتعاون والعمل الدولي".
واكد ان التصدي للإرهاب ضمن استراتيجية موحدة عسكريا وامنيا وفكريا وايدلوجيا امر ضروري مضيفا " من هنا بادر جلالة الملك الى اطلاق وتبني عدد من المبادرات الهامة والتي هدفت الى التسامي على كل الاستقطابات المذهبية والى تعزيز نسيج المجتمعات العربية والاسلامية ومكوناتها الاصيلة وفي المقدمة من هذه المبادرة رسالة عمان ومبادرة كلمة سواء.
كما اكد الملقي وقوف الاردن الى جانب العراق في جهوده لمكافحة الارهاب والقضاء على عصاباته الاجرامية، ونحن وقفنا ونقف دائما الى جانب العراق وامنه وسيادته ووحدة اراضيه مثلما يدعم جهود المصالحة الوطنية وتعزيز مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي الشقيق في العملية السياسية وسائر المؤسسات الوطنية وعدم تهميش او اقصاء اي منها.
بترا