زاد الاردن الاخباري -
لعل تعامل الجهات الصحية والتعليمية مع مرض « الجرب « في بلدة حكما منذ بداية ظهوره واكتشافه بين طلبة المدارس لم ترتق لمستوى التعامل مع ازمة حقيقية، فلم تعلن حالة الطوارئ والاستنفار التام مع بداية انتشار العدوى بين طلبة المدارس .. فهل تاخذ الجهات الصحية والتعليمية العبرة من الدرس ازاء ما حدث في البلدة لا سيما ان تداعيات المرض ما زالت ممتدة الى اليوم ؟ .
المرض انتشر بشكل واسع على مدى الشهرين الماضيين الى ان اصبح يسجل حاليا حالات فردية محدودة، اذ لم يتم التعامل معه بجدية كافية منذ بداية ظهوره بين طلبة مدارس البلدة، فاللبس وقع مع تسجيل اول حالة في احدى المدارس وتحويل حالات اخرى لمركز صحي البلدة فمكمن التقصير في هذه الفترة تحديدا، فلا المدارس اعلنت حالة طوارئ ولا المركز الصحي استنفر، لتكون النتيجة مرور ايام على ظهور المرض دون ابلاغ الادارات العليا في مديرية الصحة والتربية فمن يتحمل مسؤولية ما حصل ؟
ولاول مرة منذ عشرات السنين ينتشر مرض معد بهذه الطريقة الكبيرة بين الطلبة الذين نقلوا المرض لذويهم واقربائهم الامر الذي لاقى حالة استياء واسعة وفتح تساؤلات عديدة حيال الاسباب التي زادت الاصابة بالمرض يوما بعد يوم.
يقول مدير صحة محافظة اربد الدكتور احمد الشقران ان المدارس لم تبلغ الصحة مع ظهور اصابات بالمرض بين طلبة المدارس وهذا يعتبر سوء تنظيم ، كما ان المركز الصحي لم يبلغ منذ بداية مراجعة حالات مصابة بالمرض وقام بالابلاغ بعد ازدياد الحالات المراجعة له، معتبرا في نفس الوقت ان المدارس والتربية تاخروا في الاتصال والابلاغ عن ظهور المرض بالمدارس.
ويضيف الشقران انه لو تم الابلاغ عن المرض منذ بداياته الاولى لكانت التداعيات اخف والاعداد المصابة اقل، لكن المديرية تعاملت مع الواقع من خلال اطبائها وكوادرها باعلى درجات المسؤولية واستطاعت ونجحت بالسيطرة على المرض ومنع انتشاره بشكل اكبر عبر جملة اجراءات اتخذت في الميدان.
ورد الشقران، تزايد الاصابات بالمرض مع بداية ظهوره قبل شهرين الى جملة اسباب ذات صلة بعدوى المرض ، فاذا اصيب فرد واحد بالعائلة فان المرض ينتشر بين جميع افراد الاسرة ، كما ان انتشاره في فصل الشتاء الذي يكثر فيه تجمع افراد العائلة بغرفة واحدة واستخدامهم للشراشف والحرامات بشكل مشترك سهل انتقال جرثومة المرض من خلال لمس اغراض المصاب اضافة الى ان عدم النظافة يعتبر السبب الابرز للاصابة بالمرض.
ونوه الى ان الخجل لعب دورا رئيسا في ارتفاع الاصابة بالمرض خصوصا ان كثيرا من العائلات والاسر راجعت القطاع الخاص للحصول على علاج مرض الجرب ولم يقوموا بمراجعة مركز صحي البلدة لاعتبارات تتعلق بالشعور بالحرج من المرض ، وهذا الامر زاد من حجم المشكلة فالعديد من هذه الحالات لم يتم علاجها ولم تعط الدواء المناسب في القطاع الخاص لا سيما ان العلاج الناجع والصحيح لمرض الجرب متوفر فقط لدى وزارة الصحة ومراكزها .
واشار الدكتور الشقران الى ان مديرية الصحة وصلت لجميع المصابين وتم اعطاؤهم العلاج المناسب ، وان المديرية ما زالت ترصد وتتابع المرض لكن الان تم السيطرة على المرض بشكل كلي حيث ان الاسبوع الماضي شهد في بعض الايام تسجيل حالات فردية وفي ايام اخرى لم يراجع أحد ، مؤكدا ان طواقم وكوادر الصحة بذلوا جهودا كبيرة ومضنية وبتوجيهات ومتابعة حثيثة من وزير الصحة الدكتور محمود الشياب الذي تابع مع المديرية اولا باول جميع المراحل والخطوات التي اتخذت على الارض للسيطرة على المرض.
وكانت وزارة الصحة اتخذت جملة اجراءات مستعجلة لمحاصرة مرض الجرب ببلدة حكما والسيطرة عليه ومنع انتشاره اذ تم فتح غرفة عمليات داخل مركز صحي حكما يتواجد بها أطباء جلدية وصيادلة وطب عام وأطباء أسرة وصحة مدرسية وتثقيف صحي، اضافة لقيام فرق طبية بزيارة المنازل علاوة على فتح تسع عيادات طبية في مدارس بالبلدة.
وزاد عدد الحالات المصابة بالجرب بحكما عن 400 حالة منذ بداية اكتشاف اول حالة قبل اكثر من شهرين لاحد طلبة مدرسة حكما الاساسية الذي راجع المركز الصحي في البلدة وتم تحويله لمستشفى الاميرة بسمة التعليمي اذ ان جميع الاصابات تماثلت للشفاء حيث من المتوقع ان تعلن وزارة الصحة خلال الفترة المقبلة بلدة حكما خالية من المرض كليا.
الدستور