زاد الاردن الاخباري -
تعود جماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة بهويتها غير الأردنية، وبثوبها «الحمساوي»، لتظهر على الساحة الأردنية من جديد، بعد أن وظفت مؤخراً كل امكانياتها خدمة لحماس.
تجلت هذه الحقيقة من خلال دور اخوان الأردن غير المرخصين في تنظيم مؤتمر فلسطينيي الخارج، إذ كان واضحاً وجلياً في وسائل الاعلام العربية والعالمية وللمراقبين، مساهمتهم في تنظيم وانجاح «مؤتمر فلسطينيي الخارج» الذي عقد خلال الفترة من 25 و26 شباط الماضي في مدينة اسطنبول التركية، بمشاركة المئات من الشخصيات الاردنية.
موجة غضب عارمة اجتاحت الأوساط الفلسطينية بشكل خاص والعربية بشكل عام، رفضاً للمؤتمر الذي كان الهدف منه ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية، والاستقواء على منظمة التحرير الفلسطينية بمحاولة انشاء مؤسسة بديلة عنها، عبر أدوات تمثل جماعة الاخوان المسلمين غير المرخصة في الأردن.
الدعم الذي قدم من قبل «اخوان الأردن» لهذا المؤتمر منقطع النظير، خصوصاً أن قيادات في هذه الجماعة غير الشرعية التي تعمل على الأرض الأردنية، أخذت على عاتقها توزيع بطاقات الدعوة للمدعوين الذين شاركوا في هذا المؤتمر، متناسية أن دورها كان متعارضا مع الأسس والمرتكزات التي تتمسك بها الدولة الأردنية من ناحية عدم التدخل في الشأن الفلسطيني، احتراما لسيادة السلطة الوطنية الفلسطينية.
كما أن جماعة الاخوان غير الشرعية احتكرت نحو 500 بطاقة دعوة أرسلت للأردن للمشاركة في المؤتمر، لكن قيادة هذه الجماعة حرصت على توجيه الدعوات إلى أسماء محددة من أعضائها وعدم مشاركة فعاليات وشخصيات فلسطينية من خارج الجماعة.
الدور الذي لعبته جماعة الإخوان المسلمين غير الشرعية في توزيع دعوات المشاركة في هذا المؤتمر، أكد للجميع بأن القضية الفلسطينية هي التي تتسيد المشهد لدى قيادات هذا التنظيم، وأن لا اعتبارات لأولويات الأردن أو المبادئ التي يتمسك بها من ناحية عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.
كما أن دور الجماعة في تنظيم المؤتمر يكشف التوجهات الحقيقية للجماعة، بإنجاح مؤتمر «حماس» الذي لعب كل من محمد العطار ومعاذ الخوالدة بتنظيمه، وهو ما يؤكد علاقتهما المباشرة مع حماس!
والواضح أن عدم اعتراض القيادات الاخوانية وقواعد الجماعة غير الشرعية على سلوك القيادة في تنظيم هذا المؤتمر هو دليل على أسلوب القمع والاستبعاد الذي تنتهجه قيادة هذه الجماعة داخل الصف الاخواني.
وبالتالي فإن من حق المواطن الأردني بشكل عام أن يخشى من هذا التدخل الاخواني في القضية الفلسطينية، كما أن هذا التدخل يؤكد مخاوف التيارات التي انشقت عن جماعة الاخوان المسلمين، جراء اعادة بروز الجماعة غير الشرعية مرة أخرى على الساحة؛ من خلال الهوية الجديدة القديمة والمتمثلة بأنهم أداة لحركة حماس؛ لتنفيذ مخططات وأجندات الحركة على الساحة الأردنية.
جهات فلسطينية رسمية وشخصيات وطنية وعشائرية كانت قد دعت قُبيل انعقاد المؤتمر إلى مقاطعته ورفض نتائجه واعتبرت المؤتمر محاولة لتعزيز الانقسام الفلسطيني.
واعتبرت شخصيات فلسطينية تنظيم المؤتمر يأتي ضمن حسابات حزبية ضيقة تضرب وحدة الصف وإضعاف فرص إنهاء الانقسام وإيجاد بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ خصوصا وأن الدعوة للمشاركة في المؤتمر وجهت من قبل جماعة الاخوان في الاردن، دون التنسيق مع دائرتي اللاجئين والمغتربين في منظمة التحرير ذات الصلة بالشتات الفلسطيني.
ووصف هذا المؤتمر من قيادات فلسطينية بأنه محاولة «إلى خلق جسم جديد في الخارج؛ لتقليص دور منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني».
وأمام هذا المؤتمر الذي لعبت الجماعة غير الشرعية في الأردن الدور الأبرز في تنظيمه واحتكار توجيه الدعوة الموجهة للشخصيات الاردنية بأبناء «التنظيم»؛ فإن من حق المواطن الأردني بشكل عام أن يبدي قلقه من التدخلات الاخوانية في القضية الفلسطينية، واعادة ظهور الجماعة غير المرخصة على الساحة بثوب قديم جديد يؤكد تبعيتهم إلى حركة حماس!!
الراي