زاد الاردن الاخباري -
واصل القادة العرب، برئاسة جلالة الملك عبدالله الثاني، اعمال قمتهم في دورتها العادية الثامنة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية، التي بدأت صباح اليوم الاربعاء في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في منطقة البحر الميت.
والقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، كلمة في مستهل الجلسة الاولى، اكد فيها "مركزية القضية الفلسطينية وألا تشغلنا الأحداث الجسيمة التي تمر بها منطقتنا عن السعي لإيجاد حل لها على أساس قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية".
وقال، ان الشعب السوري ما زال يتعرض للقتل والتشريد، ما يتطلب إيجاد حل سياسي ينهي هذه المأساة، ويحافظ على وحدة سوريا، ومؤسساتها وفقاً لإعلان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وشدد على الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وضرورة الحل السياسي وفقاً للمبادرة الخليجية، وآليتها التنفيذية ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن رقم 2216، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية، كما دعا للحفاظ على أمن واستقرار ووحدة الأراضي الليبية ونبذ العنف ومحاربة الإرهاب وصولاً إلى حل سياسي ينهي الأزمة.
واشار الى ان من أخطر ما تواجهه أمتنا العربية التطرف والإرهاب الأمر الذي يؤكد ضرورة تضافر الجهود لمحاربتهما بكافة الوسائل، كما أن التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية تمثل انتهاكاً واضحاً لقواعد القانون الدولي وسيادة الدول ومبادئ حسن الجوار.
ولفت الى اهتمام السعودية بقضايا التنمية والتعاون الاقتصادي بين الدول العربية، واهمية تفعيل كافة القرارات التي تهدف إلى تطوير وتعزيز العمل العربي المشترك في المجال الاقتصادي، داعيا الى الاسراع في اصلاح وتطوير جامعة الدول العربية من خلال إعادة الهيكلة باعتبارها مسألة ضرورية.
وقال سمو أمير الكويت، الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح في كلمته "إن ما يسمى الربيع العربي وهم أطاح بأمن واستقرار أشقاء لنا، وعطل التنمية والبناء لديهم وامتد بتداعياته السلبية ليشمل أجزاء عدة من وطننا العربي وادى إلى تدهور الأوضاع الأمنية فيها وليعيش شعبها معاناة مريرة وتتضاعف معها جراح الأمة".
ودعا إلى استخلاص العبر مما حصل للدول العربية من مشكلات وتصحيح العديد من مسارات العمل "تحصينا لمجتمعاتنا وتماسكا لجبهتنا الداخلية وتحقيقا لتطلعات شعوبنا المشروعة".
وأضاف سموه، ان ما يواجهه العالم العربي من تحديات جسيمة ومخاطر تفرض الالتزام بنهج مختلف في عملنا العربي المشترك يواجه الواقع ويتصدى لتلك المظاهر، "فنحن مطالبون على مستوى آلية القمم العربية أن يكون التعاون وفق نهج مختلف عما درجنا عليه في السابق".
كما دعا الى "أن تكون هذه القمة بداية لتحديد مسار جديد نعمل من خلاله على التركيز على موضوعات محددة تمثل تشخيصا للمعوقات التي نواجهها".
وقال سمو أمير الكويت إن نظرة فاحصة لواقعنا العربي تؤكد وبوضوح أن الخلافات التي نعاني منها لن تقودنا إلا الى مزيد من الفرقة في موقفنا وضعف النهوض والبناء والوصول إلى وحدة في الموقف وصلابة في الإرادة لمواجهة المتغيرات الراهنة.
وأضاف، اننا ندرك أننا نعيش في عالم يعاني أزمات وكوارث وحروبا طاحنة ألقت بظلالها على الأوضاع الإنسانية للشعوب، وعلينا التخفيف من معاناة هذه الشعوب وفاء لمسؤولياتنا الإنسانية وإدراكا لحجم المأساة التي تكابدها هذه الشعوب.
وأكد أن المجتمع الدولي لازال يقف عاجزا عن إيجاد حل للكارثة التي يعايشها الأشقاء في سوريا بكل أبعادها، والتي رغم نتائجها وإفرازاتها الخطيرة فإن الجهود السياسية لازالت متعثرة بسبب تضارب المصالح والمواقف المتصلبة والتي نأمل أن توفق جهود مبعوث الأمين العام لسوريا، ستيفان دي ميستورا، معها في تحقيق التطور الإيجابي الذي نتطلع إليه.
وفي هذا الصدد، أشاد سمو أمير الكويت بالدور الذي تقوم به الدول المستضيفة للاجئين السوريين وما تتحمله من أعباء جسيمة جراء ذلك "لاسيما الأشقاء في الأردن ولبنان والعراق ومصر والجمهورية التركية".
كما أكد الأسس القائمة حول الوضع في اليمن التي تمثل السبيل الوحيد لإنهاء الكارثة اليمنية التي استنزفت الأرواح ولا تزال وخلفت الدمار، داعيا إلى عودة الاستقرار لليمن، ولافتا إلى أن الوضع في العراق وليبيا والصومال بما يحمله من معاناة كبيرة يشكل تهديدا جسيما لأمنهم وزعزعة بالغة لاستقرار منطقتنا، ويبقى ألما نعانيه ونسعى إلى التخفيف من آثاره عليهم.
وعبر الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي عن شكره وتقديره لجلالة الملك عبدالله الثاني، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة المعهودين وجهوده لتوفير كافة السبل لنجاح القمة التي وصفها بالمهمة تحقيقا لما فيه صالح الامة العربية.
كما اكد لجلالة الملك دعم مصر ومساندتها الكاملة خلال فترة رئاسته للقمة العربية، مبينا ان خبرات جلالته وحكمته، ستساهمان إيجابيا في تدعيم أواصر العلاقات بين مختلف الدول العربية.
وقال، ان القمة تعقد وسط تحديات جسيمة تواجه المنطقة بأسرها، تستهدف وحدة وتماسك الدول العربية وسلامة أراضيها، وتهدد مقدرات شعوبها ومصالحها العليا، مشيرا الى ان الشعوب العربية تتطلع الى القمة لموقف قوي يستعيد وحدة الصف العربي، للوقوف بحسم في مواجهة الأخطار.
وتابع، ان هذه الاخطار وفي مقدمتها الارهاب أضعفت الجسد العربي حتى بات يعاني من تمزقات عدة، وأصبح لزاما علينا أن نتصدى للتحديات التي نواجهها برؤية واضحة، وإصرار كامل على تعزيز أمننا القومي، والحفاظ على مستقبل الأجيال المقبلة من أبنائنا وبناتنا.
وأضاف، ان مواجهة الإرهاب ليست بالأمر الهين، فهو كالمرض الخبيث يتغلغل فى نسيج الدول والمجتمعات ويتخفى بجبن وخسة، لذلك فإن مواجهته يجب أن تكون شاملة، تبدأ من الحسم العسكري، وتستمر لتشمل العمل على تحسين الظروف التنموية والاقتصادية والمعيشية في بلادنا وبشكل عاجل وفعال، والتصدي للفكر المتطرف على المستوى الديني والأيديولوجي والثقافي.
واكد أن الحل السياسي للأزمة السورية، هو السبيل الوحيد القادر على تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السوري، واستعادة وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية والقضاء على خطر الإرهاب والمنظمات المتطرفة، وتوفير الظروف المواتية لإعادة إعمارها وبنائها من جديد.
وأشار الى ان مصر ساهمت، ولا تزال، في مختلف الجهود الدولية التي تم بذلها لحل الأزمة السورية، انطلاقا من مسئوليتها التاريخية والقومية، مؤكدا ان مصر ستظل متمسكة بالحل السياسي التفاوضي، ودعم المسار الذى تقوده الأمم المتحدة في جنيف.
كما اشار الى اهتمام مصر وحرصها على استعادة الاستقرار في ليبيا، موضحا انه رغم توصل الفرقاء الليبيين إلى اتفاق سياسي في الصخيرات عام 2015 لإنهاء الأزمة، إلا أن الخلاف لا يزال قائما حول سبل وآليات تنفيذه، وهو ما يعكس أهمية مواصلة العمل نحو تشجيع الأشقاء في ليبيا، على إيجاد صيغة عملية لتنفيذ الاتفاق السياسي والاستمرار في مناقشة النقاط والموضوعات المحدودة العالقة، التي تحتاج إلى التوصل إلى توافق حولها بين الأطراف الليبية.
وتابع الرئيس السيسي، ان مصر لن تدخر جهدا في سبيل دعم جهود التوصل إلى حل ليبي توافقي، وستستمر في التعاون مع دول جوار ليبيا ومختلف القوى الدولية والإقليمية، والأمم المتحدة والجامعة العربية، من أجل الدفع قدما بمسار التسوية السياسية بدون تدخل خارجي، حتى يتمكن الشعب الليبي الشقيق من استعادة أمنه واستقراره، ويقضي على الإرهاب والتطرف، ويحفظ وحدة الأراضي الليبية وسلامتها الإقليمية ويصون مقدراتها.
وقال، إن مساعي قوى الظلام والإرهاب لتفكيك الدولة الوطنية بجميع أرجاء الوطن العربي، لا تزال مستمرة، وامتد تهديدها عبر السنوات الماضية إلى اليمن الذى ما زال يعاني من دعوات الاستقطاب المذهبي والطائفي.
وجدد التزام مصر بدعم اليمن ومؤسساته الشرعية، كما أنها حريصة على تقديم العون الإنساني وتأمين وضمان حرية الملاحة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وأهمية التعجيل باستئناف المفاوضات، للتوصل إلى حل سياسي على أساس قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
واعرب عن دعم مصر الكامل للعراق في حربه ضد التطرف والارهاب وقوى الظلام، مؤكدا أن المعركة التي يخوضها العراق ضد تنظيم داعش الارهابي، لافتا الى ان الجهود الدؤوبة التي يشهدها حاليا لتحقيق المصالحة الوطنية والمجتمعية بين مختلف مكونات الشعب، تعد أيضا ضرورية من أجل استعادة الدولة الوطنية.
وفي هذا السياق اكد الرئيس السيسي ان مصر ترحب بكل خطوة تستعيد العلاقات الطبيعية بين العراق وسائر أشقائه العرب، وبما يعيد لهذا البلد الشقيق والمحوري، دوره الطبيعي في منظومة الأمن القومي العربي، والعمل العربي المشترك.
واشار الى ان مصر تسعى للتواصل إلى حل شامل وعادل لتلك القضية، يستند إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقدمت كل نفيس وغال في سبيل دعم الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال والمعاناة التي يمر بها هذا الشعب الشقيق، من منطلق مسؤولياتها تجاه القضية وتجاه أمتها العربية والإسلامية، كما تسعى جاهدة من خلال تواصلها مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية، لاستئناف المفاوضات الجادة الساعية إلى التوصل إلى حل عادل ومنصف، يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفق الأسس والمرجعيات الدولية المتفق عليها.
وجدد التزام مصر الكامل بمواصلة السعي نحو التوصل إلى حل القضية الفلسطينية يستند إلى موقف الدول العربية الساعي الى إرساء السلام في تلك البقعة الغالية، انطلاقا من مبادرة السلام العربية، وبما يعزز من الاستقرار في كافة أنحاء المنطقة والعالم، ويساهم في بدء عملية تنمية حقيقية، تلبي طموحات الشعوب العربية وتطلعاتها لعيش حياة كريمة مزدهرة.
وقال ان بلاده تؤمن بأن العمل العربي المشترك، هو أساس الحل لمختلف القضايا والأزمات التي تمر بها المنطقة العربية، وسعت خلال العام الماضي باعتبارها الممثل العربي في مجلس الأمن، إلى تنسيق المواقف بين الدول العربية، وتسليط الضوء على مختلف القضايا التي تهم المنطقة، ووضعها في صدارة أولويات المجتمع الدولي.
ودعا امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المجتمع الدولي الى رفض اقامة نظام فصل عنصري والتعامل بحزم مع اسرائيل، مؤكدا ان توحيد الصف الفلسطيني ركيزة اساسية لإزالة الاحتلال.
ورحب بإعلان وقف النار في سوريا باعتباره خطوة نحو الحل السياسي، مؤكدا اهمية إجبار النظام السوري على تنفيذ قرار مجلس الامن للسماح بوصول المساعدات الانسانية الى جميع انحاء سوريا، مثمنا جهود الاردن ولبنان في استضافة اللاجئين السوريين.
كما دعا الى تكثيف الجهود لحث الاطراف في ليبيا على تجاوز خلافاتهم لاستكمال خطوات الاتفاق المتفق عليه ودعم حكومة الوفاق لإعادة الامن والاستقرار، مشددا على ان لا خيار امام الاشقاء في ليبيا سوى التمسك باتفاق الصخيرات مع رفض الفوضى وعودة الديكتاتورية، مؤكدا التزام قطر بدعم ليبيا ومساعدتها لإنجاح مسار التسوية السياسية.
واكد دعم الشرعية في اليمن ومهمة المبعوث الخاص وجهود استمرار المفاوضات وفق المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات الشرعية الدولية، لافتا الى اهمية التوافق على رؤية موحدة تعزز التعاون نحو مقاربة تتضمن كل الابعاد لاجتثاث وباء الارهاب، مع التمسك بشرائعنا وقيمنا دون تطرف او غلو.
واشاد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالدور الاردني الذي كان دوما سندا وداعما للقضية الفلسطينية، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني سيبقى يحفظ للأردن قيادة وشعبا مواقفه المشرفة الى جانبه.
وقال، ان هناك مستجدات عديدة حدثت منذ قمة نواكشط في منطقتنا وفي العالم، ومع ذلك ظلت القضية الفلسطينية حاضرة باعتبارها القضية المركزية والقومية الاولى لأمتنا العربية.
وبين انه وقبل نحو ثلاثة اسابيع اجرى الرئيس الاميركي دونالد ترمب اتصالا معه للدعوة الى زيارة البيت الابيض، لمواصلة الحديث حول سبل دفع عملية السلام الى الامام، حيث تم الاتفاق على ان تقوم الادارة الاميركية بالتحرك من اجل صنع السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقال "رحبنا بذلك على ان تكون عملية السلام على اساس حل الدولتين، وعلى حدود 1967 ووفق قرارات الشرعية الدولية لتعيش الدولتان جنبا الى جنب بأمن وحسن جوار".
واكد الرئيس عباس انه إذا ارادت اسرائيل ان تكون شريكا للسلام في المنطقة، وتعيش بأمن وامان وسلام بجانب جميع جيرانها، فإن عليها ان تتخلى عن فكرة ان الأمن يأتي عن طريق المزيد من الاستحواذ على الارض، وعليها ان تنهي احتلالها للأراضي الفلسطينية وتتوقف عن حرمان شعبنا الفلسطيني من التمتع بحريته واستقلاله على ارضه.
واكد مواصلة العمل على تعزير بناء مؤسساتنا الوطنية وبما يعزز صمود شعبنا على ارضه، متمنيا على القادة العرب ضرورة مواصلة دعم الشعب الفلسطيني ودعم القدس وتثبيت اهلها في ظل ما تتعرض له من تهويد.
وقال، اننا اظهرنا على الدوام مرونة عالية وتعاملنا بايجابية مع جميع المبادرات والجهود الدولية التي تهدف الى حل القضية الفلسطينية، الا ان الحكومة الاسرائيلية ومنذ عام 2009 عملت على تقويض حل الدولتين لتسريع وتيرة الاستيطان ومصادرة الاراضي، الى ان وصل الامر على الارض عمليا الى واقع دولة واحدة بنظامين.
وحذر الرئيس عباس اسرائيل من تحويل الصراع القائم من صراع سياسي الى صراع ديني لما ينطوي على ذلك من مخاطر على المنطقة بأسرها، مبينا انه وعلى الرغم من كل ذلك فإننا نعمل على انهاء الاحتلال وتحقيق اهداف شعبنا الفلسطيني بالحرية والاستقلال عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، حيث ذهبنا الى الامم المتحدة واصبحت دولة فلسطين حقيقة واقعة في النظام الدولي تعترف بها 138 دولة ويرفرف علمها على مقار الامم المتحدة.
بدوره، قال الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إن المنطقة العربية لاتزال تعيش أوضاعاً غير مسبوقة من الإضطرابات وعدم الإستقرار بسبب إستمرار النزاعات وتنامي التهديدات والمخاطر التي تستنزف مقدراتها وتعيق مسارات التنمية في البلدان العربية.
وأكد السبسي أنه من غير المعقول والمقبول أن تبقى المنطقة العربية رهينة هذه الأوضاع المتردية وتداعياتها الخطيرة، "ونحن مؤتمنون على المصالح العليا لبلداننا"، وأمان مستقبل إبنائها، وهو ما يدعو للعمل على تحقيق المزيد من الانسجام والتوافق في المواقف والآراء للأخذ بزمام الأمور لمواجهة التحديات والمخاطر بما يمكن من توثيق دعائم الأمن والإستقرار بالمنطقة.
وأضاف "إن مسؤوليتنا الجماعية تكمن في إعادة الأمل للمواطن العربي من خلال التخلي عن الخلافات وبث الروح في قمة التضامن العربي ومنظومة العمل العربي المشترك وتمتين علاقات التعاون والتكامل والشراكة بين الدول العربية بما يستجيب للتطلعات المشروعة للشعوب العربية لتحقيق الأمن والإستقرار والحياة الكريمة".
وأشار الرئيس السبسي إلى مركزية القضية الفلسطينية وأولويتها، نظراً لرمزيتها ومكانتها وتأثير عدم تسويتها على الأوضاع في المنطقة والعالم، داعياً إلى إحكام التنسيق وتكثيف التحركات من أجل إنجاح الجهود والمبادرات الرامية لاستئناف عملية السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين.
وفيما يتعلق بليبيا، أكد حرص بلاده على مساعدة الإشقاء الليبيين لتجاوز خلافاتهم وتجميعهم على الحوار والتوافق وتقديم المصلحة العليا لبلدهم حفاظاً على وحدة ليبيا وسيادتها.
وفي الشأن السوري، قال الرئيس السبسي إن الأزمة التي تتواصل منذُ 6 سنوات أثبتت أن الخيار العسكري لا يحمل حلاً، لذا لا مناص من الإحتكام إلى الحوار والتوافق لتحقيق التسوية السياسية وصولاً إلى تحقيق وحدة سوريا ومستقبل أبنائه، وعلى أمن المنطقة وإستقرارها.
وأعرب الرئيس التونسي عن أسفه لغياب دور عربي فاعل في مساعي الحل السياسي في سوريا، مجدداً التأكيد على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل ضمان إلتزام جميع الأطراف بإتفاق وقف إطلاق النار المتفق عليه أواخر العام الماضي، ومواصلة الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة بما يفضي إلى نتائج عملية ملموسة تضع حداً لهذه الازمة التي طال أمدها.
وبين الرئيس السبسي ان الوضع المتردي باليمن الشقيق يمثل مبعث قلق وإنشغالا للجميع، مجدداً الدعوة إلى جميع الأطراف اليمينة للجنوح إلى الحل السياسي عن طريق الحوار والتفاوض وإحترام الشرعية لما يعيد الأمن والاستقرار لليمن.
وأشار إلى أن الأوضاع المأساوية ساهمت في استشراء التطرف والإرهاب وتمدد التنظيمات الإرهابية في أجزاء من بلدان المنطقة، مستغلة حالة الفوضى السائدة.
وأضاف القايد السبسي ان الإرهاب الذي يستهدف الجميع دون إستثناء ويسعى إلى تهديد الامن والإستقرار في المنطقة والعالم يمثل الخطر الأكبر على الامن القومي العربي والمصالح الحيوية للبلدان العربية.
وقال "لا يمكن مجابهة التنظيمات الإرهابية وإحباط مخططاتها ما لم يتم توحيد الجهود العربية وتكثيف التعاون والتنسيق بينها، خاصة في مجالات مكافحة الأعمال الإرهابية وكل أشكال الجرائم المرتبطة بها ومراقبة الحدود وتأمينها، وتبادل المعلومات وتفعيل المنظومة القانونية والاتفاقيات العربية ذات المصلحة.
وأكد الرئيس السبسي الحاجة إلى المزيد من تطوير علاقات التعاون والشراكة بين البلدان العربية، خاصة في مجالات الإستثمار والمشاريع المشتركة والبنية التحتية ورفع حجم التبادلات التجارية بما يسهم بتعزيز الامن القومي العربي بكل أبعاده، وتحقيق الإندماج والتكامل.
وأعرب عن أمله ان تكون قمة عمّان محطة في مسيرة العمل العربي المشترك وأن تكون قراراتها بمستوى التحديات وآمال الشعوب العربية.
وتقدم الرئيس السوداني عمر حسن البشير بخالص التهاني لجلالة الملك عبدالله الثاني بتوليه رئاسة القمة العربية في دورتها 28، معربا عن امله في ان يتم تحقيق مختلف القضايا خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس التي تحظى بالرعاية والوصاية الهاشمية.
وشدد على ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك بالمجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتي يمتلكها العالم العربي ولا يستهان بها والتي تدعو الى ضرورة توحيد الصف، وألزمت علينا واجب القيام بما بنيت عليه الجامعة العربية.
وطالب الرئيس السوداني بعقد قمة ثقافية عربية لمحاربة الارهاب وتنمية الاقتصاد وتحقيق التنمية ومكافحة المجاعة في الصومال الذي هنأها بالانتخابات الاخيرة التي تصب في مصلحة الشعب الصومالي.
وقال ان القمة العربية يجب ان ترسل رسالة حاسمة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وقضية القدس وفق حل الدولتين والمصالحة الفلسطينية وضرورة التركيز على استثمار التعاون الدولي ازاء القضية الفلسطينية.
واكد الرئيس السوداني ضرورة دعم اليمن، وليبيا (وفق اتفاق الصخيرات) ودعم الاستقرار فيهما وفق حلول سياسية بعيدا عن الحلول العسكرية والتدخل الاجنبي، بالإضافة الى وحدة الاراضي السورية ووقف الاقتتال وحقن الدماء والتوجه نحو الحلول السياسية.
وشدد على ضرورة مساعدة العراق في مواجهة الارهاب، ودرء مخاطره التي تصيب كل الانسانية والوقوف الى جانب البحرين وسلامة مواطنيها واستقرار شعبها.
وقال الرئيس البشير "نتطلع الى دعم الاشقاء العرب وإعادة الإعمار في السودان، آملين ان يتم نجاحه حيث تم تشكيل لجنة رفيعة المستوى بهذا الشأن"، مؤكدا استعداد بلاده لاستقبال الاستثمارات العربية في مجال الزراعة طبقا لمبادرة الامن الغذائي العربي والتي اعتبرتها قمة شرم الشيخ ركيزة للأمن الغذائي العربي، مؤكدا ان السودان يعيش اليوم وفاقا وطنيا غير مسبوق.
وتوجه رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون بالتهنئة الى جلالة الملك عبدالله الثاني على ترؤسه القمة العربية في دورتها الثامنة والعشرين، متمنيا له التوفيق في هذه المسؤولية التي تكتسب أهمية خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي تجتازها دولنا الشقيقة، شاكرا لجلالته حسن الاستضافة والدقة في تنظيم القمة.
واكد أن "خطورة المرحلة تحتم علينا أن نقرر اليوم وقف الحروب بين الإخوة، بجميع أشكالها، العسكرية والمادية والإعلامية والدبلوماسية، والجلوس إلى طاولة الحوار، لتحديد المصالح الحيوية المشروعة.
وقال "إن العاصفة التي ضربت منطقتنا أصابت جميع أوطاننا، منها من تضرر مباشرة، ومنها من حمل عبء النتائج، ومنها من يقف مترقبا بحذر وقلق خوفا من وصول شراراتها إليه، وطالت شظاياها جامعة الدول العربية، لا بل ضربتها في الصميم، فشلت قدراتها وجعلتها تقف عاجزة عن إيجاد الحلول، مؤكدا ان الجميع معنيون بما يحصل، ولا يمكن أن نبقى بانتظار الحلول تأتينا من الخارج.
واضاف إن بيانات الاستنكار والإدانة لم تعد كافية، فالجامعة العربية، وهي المؤسسة الجامعة للعرب، وانطلاقا من مبادئ وأهداف وروحية ميثاقها، وحفاظا على الدول الاعضاء فيها، وإنقاذا لإنسانها وسيادتها واستقلالها وثرواتها، عليها أن تستعيد دورها ومهمتها، ودورها الملح اليوم هو في اتخاذ زمام مبادرةٍ فعالة تستطيع أن تؤثر في مجرى الأحداث، وتوقف حمامات الدم، وتطفئ النار المستعرة.
وتابع الرئيس اللبناني ان دور الجامعة العربية اليوم هو كذلك في إعادة لم الشمل العربي، وإيجاد الحلول العادلة في الدول الملتهبة، لتحصين الوطن العربي في مواجهة تحديات المرحلة ومخاطرها.
وقال: "إن لبنان، الذي يسلك درب التعافي، بعد أن بدأت مؤسساته بالعودة الى مسارها الطبيعي، لا يزال مسكونا بالقلق والترقب، ولم يعرف بعد الراحة والاطمئنان، مؤكدا إن تخفيف بؤس النازحين، وخلاصهم من قساوة هجرتهم القسرية، وتجنيب لبنان التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية للازدياد المطرد في الأعداد، لن تكون إلا من خلال عودتهم الآمنة الى ديارهم.
وقال رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي، ان اهمية هذه القمة تأتي من حساسية وخطورة الظروف الراهنة التي تواجه دولنا والتحديات الارهابية الوجودية التي تتطلب منا التعاون والاتفاق على آليات واضحة لمواجهتها ووقف تداعياتها الخطيرة على مستقبل ووحدة دولنا والامن والاستقرار السياسي والتعايش المجتمعي في منطقتنا.
واكد ان الشعوب العربية تتطلع الى هذه القمة، وعلينا جميعا ان نتحمل المسؤولية لاتخاذ القرارات اللازمة لإنهاء معاناة شعوبنا التي تعيش في ظل النزاعات والحروب والنزوح والفقر والجوع، مؤكدا ان الارهاب لا يستثني اي دولة ما يستدعي بذل كل الجهود من اجل الحفاظ على وحدة دولنا وشعوبنا من التفكك والضياع ومنع التدخل الخارجي في شؤوننا الداخلية.
وقال ان الامن والوحدة حالة لا يمكن ان تتجزأ ، مبينا في هذا الاطار اهمية هزيمة الارهاب في كل دولة عربية تواجه هذا الخطر.
واكد ضرورة تعزيز دور الجامعة العربية والتعاون ما بين الدول العربية في كافة المجالات وبخاصة السياسية والاقتصادية واهمية تعزيز مكانة الجامعة لدى المواطن العربي الذي يتطلع الى هذه القمة والى قرارات تأخذ حيز التنفيذ، وتؤكد مصداقية العمل العربي المشترك وتساعد في اخراج المواطن العربي من حالة الاحباط التي تلازمه تعزيز الثقة ما بين المواطن العربي ومؤسسات الجامعة العربية، وان نكون جميعا بمستوى طموحاته وتطلعاته.
ودعا الرئيس العراقي الى اهمية التوجه نحو تحقيق الاستقرار كهدف استراتيجي وانهاء الخلافات والنزاعات الجانبية والاستقطابات الاقليمية والتفكير في المواطنين النازحين واللاجئين في مختلف الدول العربية، والتركيز على ما يخدم حاضرنا ويرسم مستقبلا زاهرا لشعوبنا ويسمح لها بالعيش بالمحبة في اوطانهم ويفتح لهم ابواب الامل.
وقال ان ثروات امتنا يجب ان توجه للبناء والاعمار واستخدام التكنولوجيا المتطورة والعمل كذلك على بناء شبكة علاقات اقتصادية وتجارية واسعة ورفع المستوى المعيشي وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والقضاء على الفقر والجوع والتخلف.
كما شدد العبادي على موقف العراق تجاه الثوابت والقضايا العربية الكبرى وفي مقدمتها الدولة الفلسطينية، مبينا ان الارهاب والتطرف والانشغال بالنزاعات الداخلية ادى الى حرف الامور عن مسارها الصحيح وتبديد الجهود والتضحيات وتحويل الاولويات الى قضايا ثانوية.
ودعا الى موقف عربي موحد تجاه اي تجاوز على السيادة الوطنية للعراق او اي دولة عربية اخرى وعدم السماح به واعتبار ذلك خطا احمر في علاقاتنا مع الدول وان تكون علاقاتنا مع جميع الدول مبينة على الثقة واحترام السيادة والتعاون واحترام المصالح، مبينا ان العراق دولة موحدة اكثر من اي وقت مضى ولولا هذه الوحدة لما استطاع تحرير ارضه من عصابة داعش المجرمة.
واشار رئيس جمهورية جيبوتي عمر حسن جيلي الى اهمية العمل على ايجاد حلول للتحديات التي تفرضها هذه الاوضاع من خلال تبني انجع السبل العملية للتصدي لكل التحديات والتهديدات والمخاطر التي تواجه الامن القومي العربي.
وقال ان القضية الفلسطينية ما زالت هي القضية المركزية في عملنا العربي المشترك، مؤكدا تجديد الجهود للمضي قدما لدعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الاسرائيلي.
واضاف ان الحل الوحيد للازمة السورية هو الحل السياسي الذي يحقق تطلعات الشعب السوري والمحافظة على وحدة اراضيه وصون استقلالها ويعيد لها الامن والاستقرار ، مثلما اكد دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا ودعم الاطراف الليبية في السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة وصولا الى حل سياسي يحقق تطلعات وآمال الشعب الليبي، فضلا عن دعم الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي واستكمال الحوار في اطار المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن ذات الصلة بما يحفظ وحدة الاراضي اليمنية.
وقال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج، ان الامة تعيش تطورات سياسية هامة وخطيرة.
واشار الى ان اتفاقات الصحراء اصبحت مرجعا للحلول السياسية في ليبيا وتعمل حكومة الوفاق الليبية مع كافة الاطراف.
ودعا الى وقوف العرب الى جانب ليبيا والتحلي بالشجاعة والشفافية للوصول الى حلول سياسية وفق المبادرة المقدمة من مصر والجزائر وتونس وان تتدخل الاطراف العربية بإيجاد حلول للوضع الليبي.
واكد حرص ليبيا على مكافحة ومحاربة الارهاب والتطرف، مشيرا الى ان القوات الليبية استطاعت القضاء على الارهاب في سرت، وتم التوافق حول بعض الخروقات في العاصمة طرابلس وحلتها الحكومة وتسير الامور الان على طبيعتها.
واشار الى ان ليبيا تتطلع الى ما سيصدر من قرارات عن القمة العربية لإيجاد حلول ايجابية لتطورات الوضع في ليبيا، ودعوة قيادة مجلس النواب الى التراجع عن موقفه.
وجدد دعم ليبيا للقضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية استنادا الى مبادرة السلام العربية.
وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ان اليمن لم تتعرض لمحاولة انقلاب سياسي فقط بغرض الإطاحة بنظام شرعي منتخب والمجيء بآخر انقلابي، بل تم استهداف العملية السياسية الانتقالية التي اقترحتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وتمثلت أخيرا بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور الاتحادي الجديد.
واضاف ان الحديث عن مجرد حصر الضحايا لن يحل المشكلة ما لم نتعامل مع الأسباب الموضوعية التي أنتجت هذا الوضع المركب والجذر الحقيقي لهذه الحرب وفق القانون الدولي والمسلمات الإنسانية وحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية في معاقبة المتسببين والضرب على ايديهم بصورة جادة وفاعلة.
وتابع: بعد عامين كاملين على عاصفة الحزم اتقدم بالشكر والتقدير الى التحالف العربي على موقفهم الكبير من شعب اليمن وحكومة اليمن، وأننا اليوم على مشارف النصر الكبير ان شاء الله، ولمن يقول ان الحرب قد أخذت وقتاً طويلاً نقول بوضوح ان حجم التآمر والاعداد له كان طويلاً وعميقاً، ولكننا بتنا اليوم قاب قوسين او أدنى من النهاية.
واكد حاجة الحكومة اليمنية إلى الدعم والمساندة الكبيرة لاستعادة الدولة وتثبيت الأمن والتغلب على التحديات الامنية والاقتصادية الكبيرة التي تواجهها في ظروف ما بعد الحرب، وجهود إعادة الإعمار وإزالة آثار الحرب المادية والنفسية والاجتماعية وفي كافة المجالات، ودعم خطط هزيمة القوى الإرهابية الظلامية، والوقوف صفاُ واحداً لمواجهة الارهاب والتطرف واجتثاث جذورهما الفكرية والثقافية والمادية واستئصال كل مظاهره ورموزه وتفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، فاليمن واحدة من الدول التي تتعرض لحملة شرسة من قبل الجماعات والمليشيات الارهابية وتواجه هذا الخطر وتحتاج الى المساندة العربية والدولية.
يتبع ....