زاد الاردن الاخباري -
لم تحضر دمشق، إلا أن العلم السوري كان حاضرا على المقعد المخصص لسورية في القمة العربية التي اختتمت أعمالها أمس في البحر الميت، والتي شهدت من جديد غيابا سوريا.
المقعد السوري بدا في قاعة القمة زاهيا بألوان العلم السوري، معلنا أنه جزء لا يتجزأ من المنظومة العربية، وأن غياب من يمثله ليس سوى سحابة صيف سرعان ما تزول، ليعود هذا الجزء الهام من الجسم العربي إلى قواعده سالما.
وكأنه ينتظر من يجلس عليه، هكذا بدا المقعد السوري أمس، فروح دمشق كانت ترفرف في المكان، تنتظر من يزفها إليه، فرغم أنها لم تُر، إلا أن الإحساس بها كان حاضرا كما علمها.
ألم، وأمل، كانا حاضرين، ورؤساء الدول يلقون كلماتهم خلال أعمال القمة، بأن يأتي طيف من بعيد ليتناول رشفة ماء من قوارير وضعت على الطاولة، أو عصير بنكهات مختلفة كما وضعت لباقي الزعماء، ففي هذا الحدث الكبير، لم ينس منظموه وضع كل ما يلزم على الطاولة المخصصة للوفد السوري، وكأنها رسالة بأن غياب الشقيقة عن المحافل العربية ما هو إلا سحابة صيف سرعان ما تزول.
بألوانه الزاهية الثلاثة، ذات الاحمرار والابيضاض والسواد، الحاضنات لنجمتين، كان علم سورية يعلو صوته، ليفرض نفسه على كلمات جميع القادة العرب، فكانت الأزمة السورية حاضرة في قلوب الجميع، رغم اختلاف وجهات نظرهم حيالها، فهم يرون في هذا العلم، شعبا يقبع تحت وطأة حرب أهلية تتواصل منذ سبعة أعوام، لا ذنب لهم سوى أنهم سوريون.
القادة العرب، أكدوا في كلماتهم أمس، أنه ومع دخول الأزمة السورية عامها السابع، فإنهم يأملون بعملية سياسية، تشمل جميع مكونات الشعب السوري، وتحافظ على وحدة أراضيها وسلامة مواطنيها، وعودة اللاجئين.
ويعكس حرص الأردن على تجهيز المقعد السوري، حرص المملكة على حضور دمشق لهذه الفعالية، وأن عدم دعوتها ليس قرارا أردنيا، بقدر ما هو قرار لجامعة الدولة العربية، لا تستطيع المملكة الخروج عليه.
وكان وزراء الخارجية العرب قرروا، في العام 2011 تعليق عضوية سورية فى الجامعة العربية، لحين تنفيذها الخطة العربية لحل الأزمة السورية، كما دعوا إلى سحب السفراء العرب من دمشق، ومنذ ذلك الحين، غابت سورية عن القمم العربية.
عموما فإن المملكة، "وقلبها يعتصر ألما"، كما عبرت دوما، لم تكتف بوضع العلم السوري على طاولة القمة، بل علق على أعمدة عمان، ضمن أعلام الدول العربية المشاركة بالقمة.
الغد