زاد الاردن الاخباري -
كشفت مؤشرات نتائج التقرير الأولي الذي تعده الهيئة الأردنية للثقافة الديمقراطية، بالتعاون مع مركز "عدالة لدراسات حقوق الإنسان"، والذي يرصد تغطية وسائل الإعلام الأردنية للانتخابات البرلمانية في دورتها السادسة عشرة، أن الحملات الانتخابية عبر وسائل الإعلام أصبحت أشبه بالحملات الإعلانية، أكثر منها إلى الحملات الدعائية والإعلامية، الأمر الذي يدل على "حجم المال الانتخابي المستخدم في الانتخابات النيابية لهذا العام".
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته الهيئة في مقرها صباح أمس للإعلان عن نتائج تقرير رصد تغطية وسائل الإعلام الأردنية، التي تشمل صحفا يومية وأسبوعية، إضافة إلى موقع وكالة الأنباء الأردنية "بترا" الإلكتروني، وإذاعة المملكة الأردنية الهاشمية.
وتعتمد الهيئة على المؤشرات المتصلة بمدى تغطية تلك الوسائل لانتخابات العام الحالي، ضمن مشروع (المجموعة العربية لرصد الإعلام)، في 12 دولة عربية، بدعم من المجموعة الدنماركية للإعلام، بهدف تحسين دور الإعلام في الإصلاح الديمقراطي، وتنبيه وسائل الإعلام المتعددة لدورها في التغطية غير المنحازة والمهنية، ولفحص مدى النزاهة والشفافية التي تتمتع بها وسائل الإعلام في تقديمها للأخبار والمواضيع للمواطنين من دون تحيز.
واشتمل التقرير الذي بدأ إعداده في الرابع عشر من الشهر الماضي، على نتائج الأسبوع الأول من الحملات الدعائية، بحسب مدير الهيئة ومسؤول الرصد وحيد قرمش، الذي أشار إلى أن التقرير الحالي يعد الثاني من مشروع رصد للتغطية الإعلامية للانتخابات، بعد انتخابات برلمان العام 2007، لافتا إلى أن التقرير الحالي شمل تطويرا عليه، من خلال رصد يوم الانتخابات ويوم الاقتراع.
بدوره، بين العضو الإداري للهيئة د.تيسير مشارقة، أن فريق الرصد الذي يتكون من 17 عضوا، بدأ عملية الرصد منذ بداية الحملة الانتخابية للدورة الحالية على نحو متواصل، لافتا إلى أن نتائج التقرير الأولي كشفت دور الإعلام الموسع في تناول أخبار الانتخابات وتغطيتها بنزاهة ومن دون تحيز.
وقال مشارقة إن الرصد أظهر أن المرشحين للانتخابات كان لهم الحظ الأوفر من التغطية، بنسبة 60.4 %، وأما رئيس الوزراء والوزراء فوصلت تغطية قضاياهم إلى 29.6 %، وأن 28.5 % من هذه النسبة من المواد الصحافية، ذات علاقة بالانتخابات.
وأضاف أن الأحزاب السياسية، بوصفها فاعلا سياسيا، حصلت على نسبة 5.6 % من التغطية الكُليّة، وبالنسبة لتوزيع تغطية الصحافة الأسبوعية للانتخابات، حسب الفاعلين السياسيين، فكان للمرشحين النصيب الأكبر، بنسبة 56.5 %، وتلا ذلك رئيس الوزراء، والوزراء بنسبة 20.8 %، والأحزاب السياسية 11.2 %.
وفيما يتعلق بتوزيع التغطية الإعلامية على الفاعلين السياسيين في الإعلام المرئي، فكان لرئيس الوزراء والوزراء الحصة الأكبر في التغطية بنسبة
46.2 %، منها 59 % ذات علاقة بالانتخابات، أما المرشحون للبرلمان فتمت تغطيتهم بنسبة 31.3 %، وتلتهم الأحزاب السياسية بنسبة 9.9 %، فيما كان التوزيع في الإذاعة الأردنية، للوزراء 69.1 %، منها 37 % تتعلق بالانتخابات، أما الأحزاب السياسية فكانت نسبة ظهورها 6.3 %.
ومن المؤشرات المهمة في رصد الوسائل الإعلامية في الأسبوع الأول (14-20 /10 /2010)، كما جاء في التقرير، أن المادة الإعلامية الكبرى التي خضعت للرصد والتحليل كانت ذات طابع إعلاني وإخباري، وبالتالي اتسمت بالحيادية، وأن لا فروق إحصائية تذكر في عملية التناول والتغطية.
وفيما يتعلق بتأكيد أن المؤشرات كلها تبرهن أن الحملات الانتخابية، عبر وسائل الإعلام الأردنية أصبحت أشبه بالحملات الإعلانية، أكثر منها إلى الحملات الدعائية والإعلامية، أشار مشارقة إلى أن ذلك يؤكد الانطباعات العامة، بأن "المال الانتخابي تم توظيفه على نحو جيد، الأمر الذي يمكن أن يلقي بظلاله على تركيبة البرلمان المقبل، من حيث وصول المرشحين ذوي النفوذ المالي الانتخابي الكبير، إلى قبة البرلمان، وقد تدفع مثل هذه التغطية الإعلامية المنحازة إعلانيا للمال الانتخابي، مرشحي الفئات الميسورة والمرشحين الحزبيين إلى الانكفاء على الذات، والابتعاد عن العراك الانتخابي المحسوم النتائج، إلا إذا جاء العون والمساندة من القبيلة أو العشيرة".
الغد