زاد الاردن الاخباري -
عندما تقارن مهنة الطب باخرى وعندما يصل الطبيب الى مستوى عال من الشهرة يقل اهتمامه بتفاصيل مرضاه.. بهذه الكلمات عبر ابو محمد عن معاناته مع طبيب الاختصاص الذي يشرف على حالة والده منذ اربع سنوات ويعاني من امراض مزمنة كالقلب والزهايمر لكنه لا يزال بكامل وعيه وقدرته على الحركة الا ان حاجته للمتابعة المستمرة دعت بابنه الاتصال اكثر من عشرين مرة مع الطبيب المشرف على حالته ليخبره عن تردي وضعه الصحي والاستفسار عن بعض الادوية الجديدة التي قام بصرفها له واحدثت له العديد من المضاعفات.
الطبيب لم يرد على اي من الاتصالات المتتالية ليقوم ابن المريض باصطحابه الى قسم الطوارىء باحدى المستشفيات الخاصة لكنهم لم يتعاملوا معه كون حالته تتطلب مراجعة طبيبه المشرف على حالته والاطلاع على الادوية الجديدة ومتابعتها.
ولم يتمكن المستشفى من الوصول الى الطبيب الا بعد ساعات عانى منها المريض واسرته من قلق وتوتر ،ليجيب الطبيب اخيرا على هاتفه غاضبا من كونه مشغولا ولم يتمكن من الرد على الاتصالات معتبرا ان الاستفسار عن الادوية لا يحتاج الى هذه الاتصالات المتكررة.
حالة اخرى لطفلة تعاني من السكري وتعرضت لنوبة جراء ارتفاع مستوى السكر بالدم ليلا فقامت اسرتها بالاتصال بطبيبها الذي كان مغلقا لهاتفه فقاموا بنقلها الى المستشفى واتخاذ الاجراءات الطبية لانقاذها.
في اليوم التالي قام والدها بالاتصال بطبيبها واعلامه بحالتها والاستفسار عن اغلاق الطبيب لهاتفه اجابهم من تكون حالته الصحية سيئة يذهب الى المستشفى فالطبيب ليس مسؤولا عن المرضى في وقت متاخر من الليل.
مواقف اخرى تحدث داخل عيادات اطباء الاختصاص حيث يحتاج المريض لاكثر من شهر لحجز موعد عند الطبيب او الانتظار لساعات طويلة في العيادات لعدم وجود مواعيد وللازدحام الشديد وعدم رد الاطباء على استفسارات المرضى التي قد تكون بالاهمية بمكان عند المريض واسرته.
يقول طبيب اختصاصي طلب عدم الاشارة لاسمه بان مهنة الطب من اكثر المهن استنزافا للانسان ، فالطبيب يقضي كل اوقاته بين العيادة والمستشفيات لمتابعة مرضاه لكنه يحتاج لفترة راحة قد لا يفهمها المرضى فهم يعتقدون انه يجب ان يكون جاهزا طيلة الاربع وعشرين ساعة في حين ان هناك اقسام طوارىء يجب ان يلجأ اليها المريض في حالة الطوارىء وعدم انتظار رد الطبيب خاصة ان كان منشغلا بعلاج مريض اخر او في وقت متاخر من الليل.
طبيب لامراض القلب قال بان الطبيب عندما يختار دراسة الطب عليه ان يدرك ان حياته ليست ملكا له وان عليه ان يخدم مرضاه في اي وقت واي ساعة.
واضاف: هذا لا يلغي ان اقسام الطوارىء بالمستشفيات لم تعد كما كانت بالسابق بل اصبح هناك اطباء على قدر من الكفاءة والخبرة يتمكنون من متابعة المرضى باي وقت والاتصال مع الطبيب المختص ان دعت الحاجة لذلك على الا يتقاعس الطبيب عن مساعدة المريض الذي تتطلب حالته وجوده او اتخاذ اجراءات طبية لا يتمكن طبيب الطوارىء من القيام بها.
ونوه الى ان هناك بعض المرضى لا تتطلب حالتهم وجود الطبيب المختص والمشرف على حالتهم الا انهم لا يشعرون بالاطمئنان الا بوجودهم وهو امر قد لا يمكن تحقيقه دوما فان كان هناك طبيب بديل يمكنه اتخاذ الاجراءات الضرورية فعليه ان يقوم بذلك في حال تعذر وجود الطبيب.
الدكتور عدنان عبدالله الضمور نائب نقيب الاطباء اكد ان النقابة لم يرد اليها اية شكوى من مريض تتعلق بهذا الجانب مشيرا الى ان من حق المريض الحصول على كامل الرعاية والاهتمام من قبل الطبيب الا انه في ذات الوقت على المريض واسرته تقدير ظروف الاطباء فالطبيب بنهاية الامر انسان قد يتعرض للمرض او حالات اخرى تستدعي عدم قدرته وتمكنه من الاجابة على استفسارات المرضى او متابعة حالتهم وهو يحدث على ارض الواقع في احيان عديدة ما يدفع بالطبيب الى تحويل مرضاه الى طبيب معالج اخر ويخبر مرضاه اضافة الى انه في حال سفر الطبيب فانه يقوم بتحويل مرضاه الى طبيب اخر لمتابعة حالتهم خاصة التي تتطلب متابعة مستمرة.
وقال الدكتور الضمور في حال ورود اية شكوى من قبل اي مريض للنقابة في هذا الامر ستقوم النقابة بمتابعتها والاستفسار من الطبيب عن ذلك خاصة في حال تضرر المريض نتيجة عدم اجابة الطبيب المشرف على حالته،مؤكدا على اهمية وجود قانون يراعي حقوق المريض والطبيب معا كقانون المساءلة الطبية الذي لا يزال قيد المراجعة
وامام تزايد حالات الضغط على الاطباء وخاصة بالقطاع الخاص فان مطالب المواطنين الابقاء على مهنة الطب كمهنة انسانية يجب ان يبقى حاضرا امام تزايد شهرة الاطباء واقبال المرضى عليهم فالرد على مكالمة اتصال واحدة من قبل طبيب لمريض قد تعني له الكثير وقد تسهم في مساعدته.
وامام ذلك يقول مواطنون ان الطبيب يحتاج لفترات راحة وقد يعاني من ظروف صحية او اسرية يجب ان تكون محط تقدير ولكن يجب ان لا تتحول المهنية الطبية الى تجارة وتجاهل او استخفاف من قبل بعض الاطباء بحقوق المرضى.
الراي