زاد الاردن الاخباري -
في الوقت التي تجاوزت فيه نسب التسرب من المدارس في دول متقدمة 3 %، سجلت المملكة انخفاضا ملموسا في هذه النسب، لتصل 0.003 % في المدارس الحكومية، وفق مدير التعليم العام في وزارة التربية والتعليم الدكتور صالح الخلايلة.
وعزت الدراسات التي أجرتها وزارة التربية والتعليم أسباب التسرب المدرسي، في مرحلة التعليم الأساسي، إلى عوامل اقتصادية كالفقر، وعمالة الأطفال من جهة، وإلى عوامل اجتماعية كالتفكك الأسري والطلاق والزواج المبكر للفتيات، ورفاق السوء، من جهة أخرى.
وإضافة إلى العوامل التربوية، على غرار المناهج وطرق التدريس والامتحانات، والضعف التراكمي في التحصيل، يدخل الطالب إلى مرحلة تعليمية معينة، ويكون مستواه ضعيفا لا يتناسب مع متطلبات هذه المرحلة.
كما عزت الدراسة أسباب التسرب المدرسي إلى عدم فهم المادة التعليمية أو شكوى بعض الطلاب من المدرسين في بعض المدارس، وانتشار ظاهرة العقاب في بعضها الآخر.
كما أضافت إلى تلك الأسباب، وجود بيئات محلية ما يزال يغلب عليها طابع حياة البداوة والتنقل المستمر، إلى جانب توفر فرص عمل في بيئات أخرى لا تحتاج إلى مؤهل علمي.
علاوة على تدني مستوى الرعاية الأسرية الموجودة، وعدم اهتمام الوالدين بالطالب ومتابعته دراسيا.
إلى ذلك شرحت الدراسة الإجراءات التي قامت بها الوزارة للتخفيف من التسرب المدرسي، فالوزارة، ومن خلال إداراتها المتخصصة، قامت بحزمة إجراءات وقائية وعلاجية، من خلال تعديل التشريعات، فأصبح يسمح للطالب المتسرب بالعودة إلى التعليم النظامي.
في حين زاد قانون التربية والتعليم سنوات المرحلة الأساسية لتشمل الفئات العمرية، من سن السادسة حتى السادسة عشرة، في الوقت الذي يعتبر فيه التعليم في هذه المرحلة إلزاميا ومجانيا، كما نص على ذلك قانون التربية.
يأتي ذلك في ظل توسع الوزارة الأفقي والعمودي في مشروع التغذية المدرسية للطلبة، ليشمل مراحل أعلى من المرحلة الحالية، في الوقت الذي كانت دراسات أجرتها الوزارة في وقت سابق، أكدت انخفاض معدلات التسرب المدرسي جراء اتباع برنامج التغذية.
ومن المزمع أن تتوسع الوزارة في البرنامج أفقيا على مستوى المناطق الجغرافية، لمعالجة سوء الظروف الاقتصادية والاجتماعية، التي قد تسبب التسرب من المدارس.
كما ستقوم الوزارة بتزويد المدارس بالمرشدين التربويين لمتابعة الطلبة وحل مشاكلهم، وعقد المحاضرات والندوات للتعريف بأخطار التسرب، والالتحاق المبكر بسوق العمل، فضلا عن استحداث الخط الساخن لاستقبال شكاوى واقتراحات الطلبة وأولياء الأمور، واستحداث قسم الحماية من الإساءة في وزارة التربية، لمعالجة حالات العنف والإساءة التي يتعرض لها الطلبة وتمنعهم من مواصلة تعليمهم.
كما تعتزم الوزارة تفعيل دور الإدارة المدرسية في التواصل مع أولياء الأمور، بما يتصل بغياب أبنائهم عن الدوام المدرسي، وبث الوعي بينهم حول أهمية التعليم، وضرورة التواصل الدائم مع المدرسة.
كما ستقوم الوزارة، بالتعاون مع الحكام الإداريين في مختلف مناطق المملكة، بالحد من تسرب الطلبة، عن طريق متابعة أولياء أمور الطلبة المتسربين، واتخاذ الإجراءات المناسبة لإعادتهم إلى مقاعد الدراسة، إلى جانب تقديم برامج تقوية مجانية للطلبة لرفع مستوى التحصيل الأكاديمي لهم، وتحسين البيئة المدرسية، وتطوير المناهج والبرامج التعليمية، بحيث يتم إدخال الأنشطة التعليمية المساندة للمناهج الدراسية، وتشجيع الطالب على المشاركة في التخطيط للأنشطة والمتطلبات التعليمية.
كما نوهت الدراسة بأهمية تفعيل برامج الدراسات المسائية، لإتاحة الفرصة للأفراد الذين لم يتمكنوا من مواصلة دراستهم النظامية، وفتح مراكز للدراسة الصيفية في المدارس خلال العطلة الصيفية، بغية تزويد الطلبة بالمعلومات ورفع مستوى ثقافتهم.
وفي الوقت الذي قامت فيه الوزارة بتفعيل دور الدراسات المنزلية، حيث يسمح للطلبة الذين تركوا الدراسة النظامية بتقديم الامتحانات الفصلية في المدارس الحكومية مع طلابها المنتظمين في نهاية كل فصل دراسي، أدرجت برنامج الثقافة للمتسربين ضمن برامج قسم التعليم غير النظامي، ليصبح جزءاً في هيكلية مديرية التعليم العام وشؤون الطلبة في وزارة التربية والتعليم، ويُعنى بدمج الأطفال المعرضين للخطر في مجتمعاتهم، ويعمل على إيجاد فرص تعليمية تعويضية توسع خياراتهم، ليشاركوا المجتمع في التنمية من خلال إكسابهم مهارات تربوية ومهنية، تعينهم على الإسهام في تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، ما ينعكس إيجابيا على أسرهم وبالتالي على المجتمع بأسره.
ودعت الدراسة إلى تفعيل مشروع البرنامج الدولي للحد من عمل الأطفال في الأردن، والذي يهدف إلى التعرف إلى الطلبة المعرضين لخطر التسرب، وإعداد البرامج الوقائية والعلاجية لمنع تسربهم.
الغد