زاد الاردن الاخباري -
ملامح أزمة جديدة في العلاقات الخليجية بدأت تلوح في الأفق، على وقع تصريحات منسوبة لأمير قطر نشرتها وكالة الأنباء الرسمية، متهما فيها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والبحرين ومصر، بـ"شن حملة ضد بلاده".
الحادثة الأخيرة لا تشكل بؤرة التوتر الوحيدة داخل "البيت الخليجي"، فقد شهدت علاقات قطر ودول خليجية أخرى، وعربية توترا استمر ثمانية أشهر في 2014 بسبب ما قيل عن دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين.
يومها، سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة، ليعودوا إلى العاصمة القطرية بعد فترة، وعلى إثر تصريحات قطرية أكدت إنها لن تسمح لجماعة الإخوان المسلمين باستغلالها.
الأزمة الجديدة تحيلها الدوحة لـ"اختراق من جهة غير معروفة" لوكالة الأنباء الرسمية التي نشرت تصريحات نسبت للأمير تميم تتعلق بالتعامل الأميركي "العدائي" تجاه إيران، وقالت إنها بدأت تحقيقا بهذا الاختراق.
وترددت أصداء هذا الخرق الذي تعرض له الموقع الرسمي لوكالة الأنباء القطرية، وحسابها على موقع تويتر، في قطر نفسها وعبر منطقة الشرق الأوسط.
وكانت وكالة الأنباء القطرية (قنا) نشرت أمس، تصريحات نسبت للأمير تميم أشاد فيها بإيران باعتبارها "ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله".
وتعرض الأمير في تلك التصريحات المنسوبة إليه للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
لكن وزارة الخارجية القطرية اتهمت "جهة غير معروفة" بالاختراق، مؤكدة أن القصة "لا أساس لها".
وسارعت قناتا "العربية" السعودية و"سكاي نيوز" الإماراتية منذ الليلة قبل الماضية بحملة إعلامية ضد قطر وتصريحات أميرها، ولجأت القناتان إلى استضافة "محللين" مقربين من خطيهما السياسيين لمهاجمة التصريحات القطرية.
وقال موقع "العربية نت" إنه "بعد تصريحات أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، التي نقلتها وكالة الأنباء القطرية "قنا"، الثلاثاء، حول إيران وحماس وجماعة الإخوان وقاعدة "العديد"، ادعت الوكالة أن الموقع كان مخترقاً".
وأورد الموقع ما قال انه دلائل تدحض ما أعلن عن اختراق موقع الوكالة، فأولاً: التلفزيون القطري يعرض تصريحات الأمير على الشريط الإخباري قبل ساعات من ادعاء خبر الاختراق.
ثانياً: الوكالة القطرية نشرت التصريحات على حسابها في انستغرام باللغة العربية، وحساب "انستغرام" تابع لموقع "فيسبوك" ومربوط بمعلومات أمنية من الصعب جدا اختراقها.
ثالثاً: الوكالة القطرية نشرت فجرا ذات التصريحات بحسابها على "انستغرام" باللغة الإنجليزية، كما قام حساب الوكالة القطرية على انستغرام بالإنجليزية بنشر الخبر، بعدها تم حذف الحساب بالكامل، إضافة إلى نشر وكالة "قنا" التصريحات على غوغل بلس.
ونفت وزارة الخارجية القطرية أيضا ما نسب من تصريحات لوزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، على حساب الوزارة على موقع تويتر.
وكان نسب للوزير القول إن "هناك مؤامرة لتشويه سمعة قطر من السعودية ومصر والإمارات والبحرين، والكويت"، وإن الوزير أعلن "سحب سفراء قطر من هذه البلدان، وطلبه من سفرائها مغادرتها خلال 24 ساعة".
من جانب آخر قال، مصدر في وزارة الخارجية القطرية، إن الموقع الإلكتروني لوكالة الانباء القطرية "تم اختراقه في تمام الساعة 12:14 صباح أمس وتم نشر أخبار كاذبة وعارية عن الصحة.. وقد تمت السيطرة على الموقع الإلكتروني للوكالة بعد ما يقارب الأربع ساعات".
وظهرت التصريحات المنسوبة للأمير تميم في وسائل إعلام في دول المنطقة، من بينها السعودية والإمارات.
رد الفعل على تصريحات الأمير القطري جاء بتوقف بث محطة الجزيرة لفترة في دولة الإمارات، وليس من الواضح إن كان البث حظر عمدا، حيث لم يتمكن مستخدمو الإنترنت في السعودية من الوصول إلى موقع المحطة على الإنترنت صباح أمس.
وسائل إعلام سعودية تابعت التصريحات المنسوبة للأمير تميم عن إيران بأنها "ضامن للاستقرار" في المنطقة، فيما وصف محلل في قناة الإخبارية السعودية تلك التصريحات بأنها "مراهقة سياسية".
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن متحدث باسم الحكومة القطرية قوله إن الأمير حضر مراسم تخريج دفعة من المجندين بالخدمة الوطنية، لكنه لم يدل بأي حديث أو تصريح.
التصريحات المنسوبة للأمير القطري جاءت عقب لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب ترامب مع الشيخ تميم وزعماء مجلس التعاون الخليجي الآخرين خلال زيارته للسعودية يومي السبت والأحد الماضيين، وجدد تأكيده على أن إيران راع رئيسي للإرهاب.
ونسب ما نشر في وكالة الأنباء القطرية، الثلاثاء، للشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر مطالبته مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بـ"مراجعة مواقفها المناهض لقطر". وجاء ذلك بعد أربعة أيام فقط من شكوى قطر علنا من أنها كانت هدفا لسيل من الانتقادات المنسقة من جانب أطراف غير معروفة قبيل زيارة ترامب، تزعم أن الدوحة تدعم جماعات إرهابية في الشرق الأوسط.
وكالات