يتساءل الناس عن الأسباب التي تدعو البعض للكتابة في قضايا عامة ومشكلات اجتماعية ومواضيع جدلية أحيانا يكونون من خلالها عرضة للهجوم أو للتجريح الشخصي والنقد غير البناء.
لا أعتقد ان الهدف هو البحث عن الشهرة بالذات، فربما يعرف الناس لاعب كرة قدم أو مطرب شعبي في الأفراح أضعاف ما يعرفه عن كاتب مجتهد يعتبر الكتابة واجبا انسانيا واجتماعيا.
في الحقيقة أن الكتابة هي ملكة وموهبة لا يملكها الجميع، ولا أعني هنا كتابة فقرة عابرة أو طرح مشكلة بسيطة بعدة أسطر، بل أعني كتابة مقال منظم يشتمل على طرح لمشكلة ما وتحليلها وابداء وجهة نظر الكاتب فيها والوصول الى استنتاجات وتوصيات تعكس قناعات الكاتب.
وفي الحقيقة أيضا أن البعض يندفع للكتابة لتفريغ وجع ما أو لانتقاد موقف يؤرقهم ويغض مضاجعهم، أو ربما يكتبون أملا في ابراز مشكلة هامة ومحاولة مشاركة القراء وتشجيعهم على طرح افكار بناءة تساهم في حل هذه المشكلة. وقد يكتب البعض الآخر نيابة عن الآخرين ممن لا قلم لهم ولا صوت. أما في مواقع التواصل الاجتماعي أو في المواقع الصحفية المحلية، فمعظم ما يكتبه الناس لا يخرج عن اطار الفضفضة ومشاركة الناس مشاعرهم وأحاسيسهم.
ان الكتابة القائمة على المديح لفكرة ما او لسلوك اجتماعي معين او لتصرف حكومي ما واردة جدا بل ومطلوبة أيضا وذلك لتسليط الضوء على الجوانب الايجابية في المجتمع وتعزيز البقع المضيئة فيه ، لكنها تبقى كتابة قليلة نسبيا نظرا لضخامة الخلل و الفساد المستشري في مجتمعاتنا وتعدد المشكلات التي تحتاج لمن يشخصها وينتقدها ويحاول ايجاد الحلول لها بمشاركة أصحاب الفكر البناء من القراء.
ولا شك أن رأي القراء والمتداخلين مهمة جدا شريطة أن تكون آراء منصفة تهدف الى الاسهام في ايجاد الحلول لا ان تكون آراء كيدية تهدف الى محاكمة شخصية الكاتب واسمه أكثر من محاكمة ما يطرحه من أفكار.