زاد الاردن الاخباري -
مع كل عام يهل فيه شهر الخير والبركة تتفاقم الأزمة المرورية الخانقة، بشوارع العاصمة، وفيما يبدو أن هذا العام تفوق على سابقيه بالأزمة وفق ما يشاهد من حجم السيارات صباحا وعصرا، ما يطرح سؤال حول مدى نجاعة خطة تنظيم المرور التي أعلنتها إدارة السير المركزية لتنظيم الحركة المرورية خلال الشهر الفضيل؟
وفيما يرجع مواطنون أسباب الأزمة المرورية خلال اليومين الماضيين، لتضاعف أعداد المتسوقين استعدادا لشهر رمضان، فإن إدارة السير لا تقلل من عامل "سلوكيات" السائقين، والتي تعتبرها من أبرز أسباب الاختناقات المرورية.
ولم يعد اقتصار أزمات المرور الخانقة في عمان وغيرها من المدن، على الشوارع الرئيسية بل امتدت للشوارع الجانبية والفرعية، في محاولة من بعض السواقين للفرار من الازمة بالشوارع الرئيسية، ما تسبب بارتفاع وتيرة التوتر والعصبية، بين سواق المركبات، وترافق ذلك مع ارتفاع نسبي بدرجة الحرارة، وبقاء السواق لفترات طويلة خلف المقود.
ولا يخفى ما يساهم به عدم وجود منظومة نقل عام منتظمة وفاعلة في التسبب بأزمات السير، فكل مواطن يستخدم مركبة للوصول الى عمله والعودة لمنزله، وأتخمت الشوارع بعدد هائل من السيارات في الأعوام الأخيرة، ترافق كل ذلك مع افتقار بعض الدواوير لإشارات ضوئية ما يجعل الحابل يختلط بالنابل ويتسبب بأزمات تمتد لمعظم الشوارع حول الدوار ولمسافات بعيدة.
المواطن محمد الشلول، يقول إنه يحتاج لأكثر من 40 دقيقة ليصل إلى منزله في منطقة طارق قادما من الشميساني، مقر الشركة التي يعمل بها، جراء الأزمات المرورية الخانقة في الشوارع.
ويضيف أنه يسكن منطقة طارق منذ أكثر من 15 عاما و"الأزمة الخانقة تزداد أكثر عاما بعد، ومع ارتفاع درجات الحرارة، فإن الأوضاع أصبحت لا تطاق أبدا، وعلى الرغم من أن موعد مغادرتي العمل يعتبر متأخرا نوعا ما، إلا أن الشوارع تستمر بالاكتظاظ، لساعات متأخرة يوميا".
ويبين أنه في الاحوال العادية، لا يتطلب الوصول الى العمل الى اكثر من 15- 20 دقيقة، أما خلال اليومين الماضيين، فأنا اقطع الطريق بوقت مضاعف جراء الازمة، التي أصبحت تؤثر على سلوكيات السائقين وتزيد من حدة توترهم".
لم تكن هذه الملاحظات خاصة بالشلول، بل وبالكثير ممن يشتكون من تنامي أعداد السيارات السائرة بشوارع المملكة حاليا، وبعضهم يرجع سبب زيادة السيارات بسبب الأوضاع المتأزمة في الدول المجاورة، والكثير ممن لجأوا للمملكة أصبحوا يمتلكون سيارات ساهمت بتنامي الازمة المرورية الخانقة.
ويشتكي سائق التكسي معتز علي من الازدحامات المرورية في الشوارع، خاصة أوقات الذروة، وهي ساعات ذهاب أو مغادرة معظم الموظفين لعملهم واقتراب موعدها ما بين العاملين في القطاعين العام والخاص في رمضان تحديدا ، وتوجه معظم هؤلاء لشراء حاجيات قبل الاذان بساعة أو نصف ساعة.
زياد العورتاني صاحب مطعم مقابل البوابة الرئيسية للجامعة الاردنية يقول "إن الازمة خانقة، ويشعر أنها تفوقت على الازمات في الاعوام السابقة خاصة مع بداية الاعلان عن بدء شهر رمضان المبارك.
ويضيف العورتاني "هناك سيارات تحمل لوحات خليجية وسورية، وأنا يزورني في المطعم مواطنون من جنسيات عربية، ربما تأثروا بالأوضاع الأمنية في الدول المجاورة، فلجأوا الى الأردن بسبب الاستقرار، وهذا الامر زاد من الازدحامات المرورية".
مكتب دائرة العلاقات العامة في دائرة السير أوضح عبر بيان صحفي قبل بداية الشهر الفضيل أن هناك عدة أسباب تجتمع لتكون أزمة السير في عمان ومن أبرزها موسم عودة المغتربين بكثرة لقضاء الشهر الفضيل بين عوائلهم، بالإضافة الى البنية التحتية للعديد من الشوارع والطرق غير المهيأة لاستيعاب أعداد كبيرة من السيارات.
وبين المكتب أن الطريق المخصص لاستيعاب الف مركبة تسير عليه قرابة 6 آلاف مركبة، أي أكثر من 5 اضعاف، وهو ما لا يتم استيعابه.
ومن الأسباب التي ساقها المكتب في بيانه سلوكيات السائقين، والتي تساهم بجزء كبير في زيادة الأزمة والاختناقات المرورية، ومنها على سبيل المثال الوقوف المزدوج، وحتى وإن كان لفترة بسيطة لا تتجاوز الدقيقة الواحدة في أحد الشوارع الصغيرة، يؤدي إلى إرباك عملية السير ويعطل الحركة لمدة ساعة على الاقل.
وأشار البيان أن عدد السيارات الموجودة في المملكة حاليا قرابة مليون و200 الف سيارة، وأن المركبات تتزايد أعدادها في المملكة سنويا بمعدل 70 الف مركبة.
وبين أن من يوقف مركبته في طريق معين لمدة 5 دقائق قد يستغرق العمل على فتح الطريق أكثر من ساعة بعد ذلك.
ومن الاسباب التي ساقها المكتب والتي قد تكون بعيدة عن أزمة مرور رمضان مواكب الافراح والتخريج المبالغ بها، بحيث اصبحت ظاهرة مواكب تخريج المدارس والجامعات تترافق دائما مع سلوكيات خاطئه، من بينها إغلاق الطرق أو جزء كبير منه ما يتسبب بحدوث أزمات وإختناقات مرورية.
وبحسب البيان فإن ادارة السير، أجرت استطلاعا سريعا مؤخرا في عمان تبين خلاله ان 35 % من السائقين، يستقلون مركباتهم لمجرد السير والتنزه عبر قيادة المركبة في الشوارع، وليس الخروج لسبب قضاء حاجة.
وأعلنت أنها وضعت خطة شاملة لتطبق في رمضان وتستهدف التخفيف من الأزمات في الشهر الفضيل، وتتمركز على ثلاثة محاور، أولها الرقابة، وانتشار أكبر لمركبات التحقيق المروري ورجال السير بالمناطق التي تشهد ازدحاما، وأثناء فترات الغروب وبعد صلاة التراويح، فيما المحور الثاني، يركز على التوعية المرورية عبر إرسال مسجات ونشرات توعوية للسائقين، وعبر مختلف الاذاعات.
أما الثالث فيتمحور حول التنسيق مع الشركاء، مثل أمانة عمان الكبرى ووزارة الأشغال والبلديات، عبر تأجيل اعمال الصيانة والحفريات لأيام العطل او بعد اوقات الذروة، وعدم ترخيص الأسواق الشعبية في مناطق الازدحام المروري.
الغد