زاد الاردن الاخباري -
لم يكن منظر أحد الشباب من - جنسية غير اردنية–وهو واقف أمام باب المسجد ينتظر المصلين وهم خارجون من صلاة التراويح ليمد يده طلبا للمساعدة منظرا مقبولا من الاخرين.
الشاب الذي يدرس في احدى الجامعات الاردنية اختار الطريقة الاسهل لكسب المال بوقوفه امام باب المسجد مستجديا الاخرين للحصول على المساعدة بالرغم من انه لا يعاني من اية مشكلة صحية او إعاقة قد تدفعه لاستجداء الاخرين الا ان تسوله هذا قد يساعده على تأمين بعض المال كمصروف يومي.
ليس منظرا مقبولا لشاب في مقتبل العمر وطالب جامعي ان ينتهج هذا الاسلوب للحصول على مال واستغلال شهر رمضان المبارك و ازدياد رغبة المواطنين بمساعدة الاخرين للتسول والحصول على المال بهذه الطريقة.
هذا الشاب ليس الوحيد الذي يقوم بمثل هذا السلوك فهناك تزايد في اعداد المتسولين الشباب والمتسولات الفتيات في مقتبل العمر اللواتي لا يعانين من اية مشكلة صحية او اعاقة ولكنهن يملأن الشوارع وعلى ابواب المحلات التجارية خاصة مع اقتراب انتهاء شهر رمضان المبارك وزيادة حركة المواطنين بالاسواق.
فتاة تبلغ من العمر 22 عاما تقف على احدى المولات التجارية كلما شاهدت مواطنا اسرعت اليه طالبة المساعدة مرددة وصفا لحالها « انا يتيمة وامي مريضة اي مساعدة منكم... اخواني ما عندهم اكل للافطار بالله عليكم تساعدوني..» وتكرر هذا الوصف يوميا لحالها مستجدية الاخرين... مؤمنة بانهم سيساعدونها خاصة خلال شهر رمضان المبارك.
وعلى الاشارات الضوئية ايضا تتجول المتسولات والمتسولين الشباب طالبين المساعدة من الاخرين مرددين كلمات تثير الشفقة لدى الاخرين لمساعدتهم من الفقر والمرض والحاجة..
انتشار تسول الشباب والفتيات خلال شهر رمضان ملفتا للانتباه فما هي الحاجة التي تقف وراء خروج فتاة في العشرينات للتسول بالشوارع وما الغاية من تسول شاب جامعي امام ابواب المساجد وهو يدرك ان هذا ليس مكانه واسلوب التسول لا يليق بطالب جامعي مهما كان وضعه المالي مترديا.
هؤلاء يستغلون شهر رمضان المبارك ويؤمنون بان المواطنين يندفعون بالمساعدة المالية للاخرين من باب ان شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة والرحمة بالاخرين واوضاعهم تكون من خلال مساعدتهم وتخفيف وطأة الفقر عليهم فيتسولون ليس لغاية الحاجة بل لرغبتهم باستغلال الاخرين والحصول على المال بابسط الطرق واقلها مشقة.
الناطق الاعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية فواز الرطروط قال ان لجان مكافحة التسول كثفت حملاتها خلال شهر رمضان المبارك لانها تدرك بان المتسولين ينشطون بهذا الشهر الفضيل وايام عيد الفطر.
واضاف خلال الاسبوع الاول من شهر رمضان ضبطت لجان مكافحة التسول 80 متسولا ومتسولة اي بمعدل 11 متسولا ومتسولة يوميا حيث احيل المتسولون البالغون الى المراكز الامنية في حين يتم الاحتفاظ بالاحداث « دون الثامنة عشر « بمراكز الرعاية لحاجتهم للحماية والرعاية.
واشار الرطروط الى ان تسول الشباب والفتيات امرا ملفتا للانتباه لكنه ليس بجديد خاصة خلال شهر رمضان فهؤلاء يستغلون هذا الشهر الفضيل بالتسول واستجداء الاخرين بالرغم من انهم قادرين على العمل ولا يعانون من اية مشاكل تمنعهم من ذلك الا ان رغبتهم بجمع المال السريع دون مشقة يدفعهم لمثل هذا السلوك.
وبين ان اي متسول يتم ضبطه يحول الى المراكز الامنية اذا كان بالغا ولا يوجد فرق بين متسول اردني او متسول من اي جنسية اخرى فالقانون واضح بعقوبة التسول ولم يميز بين الاردني وغيره.
وفيما يرى اخصائيون اجتماعيون بان التسول سلوك مرفوض اجتماعي وديني فانهم يؤكدون بان تسول الشباب والفتيات في مقتبل العمر غير مقبول ويشكل ظاهرة غير صحية بالمجتمع وخاصة لدى الشباب المتعلمين والذين لا يزالوا على مقاعد الدراسة.
مشيرين الى ان اي طالب جامعي يقدم على مثل هذا السلوك يعرض مستقبله للخطر خاصة وانه سيتم تحويله للمراكز الامنية في حال ضبطه اضافة الى ان مثل هذا السلوك لا يليق بطالب جامعي متعلم ومثقف مهما كان وضعه المالي.
واكدوا على ان من يقوم بمثل هذا الامر قد لا ينظر اليه بانه تسول بقدر ما هو حق له من الاخرين اي حق المسلم على المسلم بمساعدته ودعمه خاصة خلال شهر رمضان المبارك لانهم لا يقومون بطلب المساعدة الا خلال شهر رمضان فقط.
ويبقى التسول سواء كان مجسدا بالتجوال بالشوارع او امام ابواب المساجد والمولات لا علاقة له باغلب الحالات بالحاجة والفقر بقدر ارتباطه بكونه « عادة « وسلوك اعتادوا عليه يشكل لهم مهنة يعتاشون منها يخرجون من بيوتهم صباحا ويعودون اليه مساء اسوة باي موظف ملتزما بساعات عمله لكن ان يقبل شاب وفتاة في مقتبل العمر على التسول واستجداء الاخرين في شهر رمضان ظاهرة غير مقبولة وتعكس مدى تردي فكر هؤلاء وتراجعه لاعتماده على الكسب السريع والاعتماد على الاخرين بدلا من البحث عن العمل والكسب المشروع... فرؤية شاب يقف على باب الجامع يستجدي الاخرين وفتاة تطرق نوافذ السيارات بالشوارع يقودنا الى تساؤلات عدة اهمها اي مستقبل ينتظر هؤلاء وهم يبداون حياتهم وايامهم بالاعتماد على الاخرين واهانه انفسهم وهم قادرون على العمل..؟
الراي