زاد الاردن الاخباري -
لم يدر بخلد عشر أسر داهمت السيول منازلها الآيلة للسقوط وأتت عليها في منطقة غور الصافي قبل عامين، أنها ستكون نهاية المعاناة، وأن مسحة حنان هاشمية ستعيد الدفء لأجساد استباحها البرد شتاء، والرطوبة لذوات هددها الجفاف صيفا.
لا مكان محدداً يأوون إليه، ما قاله لسان حالهم بعد الزيارة المفاجئة لـ»سيل العرم» في شتاء قبل الماضي، الذي أحالهم إلى «كرفانات»، لم تكن أقل سوءاً من منازل أصبحت من الماضي، يقفون على أطلالها حزنا كل يوم.
في منطقة غور الصافي التابعة لمحافظة الكرك، يعيشون، يعملون في الزراعة والرعي، قوتهم تعب وسغب، في بقعة يفيض قيضها في المعدل عن (48) درجة مئوية، و»كرفانات» فروا اليها لتحميهم من مطر الشتاء، باتت تعذبهم بحر الصيف.
معاناة (56) فردا من أبناء وبنات هذه الأسر، لم تدم طويلاً، رغم محاولة معايشتهم للواقع الجديد، فخلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، أشار إمام مسجد في عمان إلى واقع تلك الأسر، لتكون بداية الخير.
وما أن وصلت المعلومة إلى الديوان الملكي الهاشمي، ووقف على تفاصيلها مع الجهات المعنية، حتى جاءت توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، ببناء مساكن لتلك الأسر في أسرع وقت ممكن، مساكن تحفظ كرامتهم وإنسانيتهم.
وكانت التوجيهات الملكية مباشرة وواضحة ببناء مساكن كريمة لجميع تلك الأسر، بحيث يكون البناء على الأرض التي تملكها الأسرة، في حال وجدت، أو على أرض يتم استملاكها لهذه الغاية، مع تزويدها بكل ما يلزمها من أثاث وأجهزة، إذ سيقوم الديوان الملكي الهاشمي ببناء عشرة مساكن بافضل المواصفات بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة والاسكان.
مكرمة جلالة الملك ببناء بيوت لتلك الأسر، التي تراوح حجم دخولها الشهرية بين (صفر- 320) دينارا، وبمعدل عدد أفراد أسرة في حده الأدنى أربعة، تأتي في إطار حرص جلالة الملك على توفير حياة كريمة للمواطنين ومساعدتهم لتجاوز التحديات.
وبحسب المعلومات، فإن أربعاً من تلك الأسر تقاضى معونة وطنية واثنين تقاعد ضمان اجتماعي وواحدة مصدر دخلها من عمل رب الاسرة ففي شركة زراعية لترويج المنتجات، وثلاث أسر بلا مصدر دخل.
وتجسد الحرص الملكي على الاهتمام بالمواطنين، أينما وجدوا، في أكثر من مبادرة في مجالات عدة، صحية، وتعليمية، واجتماعية، ومنها أيضاً ما استهدف السكن، إذ أطلق جلالة الملك في تشرين الثاني من العام 2005 مشروع مساكن الأسر العفيفة، في المفرق، معلناً أن الأسر العفيفة في محافظات المملكة ستنتقل إلى مساكن مؤهلة. وتضمّنت المرحلة الأولى من المشروع إنشاء 600 وحدة سكنية للعائلات العفيفة في عشر محافظات، وتضمّنت المرحلة الثانية إنشاء 1400 وحدة سكنية موزّعة على محافظات المملكة، تم إنجازها وتسليمها إلى مستحقّيها وفقاً للأسس المُعتمدة لهذه الغاية، ليزيد عدد مساكن المبادرة التي تم تسليمها إلى مستحقيها عن 2000 وحدة سكنية، وهناك مئات الوحدات السكنية قيد الإنشاء. وتتضمن هذه المبادرة أيضاً تزويد المساكن بالأثاث والأجهزة اللازمة لها.
الراي