زاد الاردن الاخباري -
شهر أيلول (سبتمبر) المقبل هو التاريخ المتوقع لتخرج ولي العهد الأمير حسين بن عبدالله الثاني،من كلية ساندهيرست العسكرية في بريطانيا، ليعود إلى أرض الوطن بعد أن ينهي تدريبه العسكري هناك في الكليه العريقة التي تخرج منها والده جلالة الملك عبدالله بن الحسين وجده الملك حسين بن طلال طيب الله ثراه.
وبعودته، يكون ولي العهد في سن الـ23، حيث يصادف اليوم الأربعاء، عيد ميلاده ليضيء سموه شمعة جديدة ليس في حياته فقط إنما في حياة كل من يؤمن بالعطاء والإنجاز والإخلاص طريقا للرفعة والتقدم. الشاب القدوة فكرا وسلوكا.
فحياة الأمير الذي صدرت الإرادة الملكية السامية بتسمية سمو الأمير الحسين ولياً للعهد في الثاني من تموز (يوليو) من العام 2009، تحفل بكل ما من شأنه الاستثمار بالعقول والطاقات لا سيما الشبابية ودعمها باعتبارها الأساس في تحقيق تنمية شاملة، مثلما تحفل فيما يعزز العمل التطوعي والخيري والإنساني عموما.
وكان سموه تخرج في شهر أيار (مايو) من العام الماضي من جامعة جورج تاون، منهيا دراسته في تخصص التاريخ الدولي، فيما كان أنهى دراسته الثانوية من مدرسة "كينغز أكاديمي"، في مادبا العام 2012.
ويحمل سمو الأمير حسين رتبة ملازم في القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي، وشارك إلى جانب زملائه خلال السنوات الماضية، في العديد من الدورات التدريبية العسكرية والمتخصصة الميدانية، وفي القفز المظلي، والعمليات الخاصة.
ويولي سمو ولي العهد الشباب جل اهتمامه ورعايته، حيث استهدف إنشاء مؤسسة سمو ولي العهد، التي انطلقت في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2015، الشباب الأردني والمجتمعات المحلية، من خلال تعزيز مفهوم الابتكار لديهم، والمواءمة بين إبداعهم وقدراتهم على اكتساب الخبرات الضرورية والتجارب اللازمة، وبما يؤهلهم لتبوء مواقع قيادية في المنظومة العملية في الأردن، وهو ما يعكس تطلعات ورؤى سموه تجاه العمل الشبابي، عبر مؤسسة تكون حاضنة لدعم المبادرات التي تعمل على تفعيل دور الشباب، وتعزيز التنمية الشاملة في مختلف مناطق المملكة.
وجاء قرار إنشاء جامعة الحسين بن عبدالله الثاني التقنية لتكون منصة أكاديمية تسعى لتحسين نوعية التعليم التقني، عبر وضع معايير واضحة ومؤثرة في هذا النوع من التعليم على مستوى المملكة، ووفق برامج أكاديمية متطورة.
وإلى جانب تركيز سموه على قضايا الشباب برز اهتمامه بالرياضة والأطفال، حيث أطلق عدداً من المبادرات التي استطاعت الوصول للمستفيدين منها في مختلف محافظات المملكة، ونجحت في تحقيق إنجازات ملموسة على أرض الواقع، وأصبحت مؤسسة ولي العهد تشكل المظلة القانونية للعديد من هذه المبادرات.
ففي قطاع الشباب، أطلق سموه مبادرة (حقق) في نيسان (أبريل) من العام 2013، وهي مبادرة تُعنى بتشكيل الشباب فكرياً، خصوصا طلبة المدارس، وتدريبهم على المهارات القيادية وآليات المفاوضات وحل النزاعات، بالإضافة إلى قيامهم بالعمل التطوعي، وتعد منطلقاً لتعزيز الحوار والتفكير الديمقراطي البنّاء لدى الشباب وتعميق الانتماء الواعي لديهم، بالاستناد إلى القيم والأخلاق الحميدة في المجتمع الأردني والموروثة من حضارتنا وتاريخنا، وهي مبادرة تستهدف تنمية مهارات الشباب الأردني، وتطوير قدراتهم ومواهبهم الفكرية والعقلية والجسدية، ليكونوا قادرين على خدمة مجتمعهم ووطنهم.
وعلى صعيد الرياضة، أطلق سموه مبادرة (قصي) لتكون البيئة الحاضنة للنشاط الرياضي، ضمن بيئة صحية وسليمة، وتعنى هذه المبادرة بتطوير أداء المعالجين الرياضيين والعاملين في مجال علاج إصابات اللاعبين، ورفع مستوى البرامج الخاصة بالعلاج الرياضي، والوصول إلى أعلى درجات المعرفة في هذا المجال، وهو ما يعكس اهتمام سمو ولي العهد بالرياضيين الشباب وأهمية تكوين شخصياتهم.
وبهدف التخفيف من معاناة الأطفال الذين يعانون من الصمم، والعمل على تأهيلهم للتواصل والتفاعل مع أسرهم والمجتمع، أطلق سموه، أواخر العام 2014، مبادرة (سمع بلا حدود)، الهادفة لمعالجة الأطفال الذين يعانون من الصمم من خلال زراعة أجهزة القوقعة لهم، وإنشاء مراكز في جميع أنحاء المملكة لتأهيلهم، وتدريب أسرهم على مساعدتهم على النطق.
وقد نجحت المبادرة، التي يوليها سمو ولي العهد اهتماماً كبيراً، في استقطاب العديد من الأطباء الدوليين المتخصصين للمساهمة في العمليات التي تتم تحت مظلتها في الخدمات الطبية الملكية، ومستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي، ومستشفى الأمير حمزة بن الحسين، كما تم تشكيل فريق طبي وطني متخصص، يتمتع أفراده بالكفاءة والمهارة والخبرة العالية، قام بإجراء عمليات متخصصة لـقرابة (600) طفل، وتقديم 1350 سماعة للمساعدة بتحسين السمع، منذ إطلاق المبادرة، بحيث أسهم هذا الجهد الإنساني في إعادة الأمل والفرح لأطفال وأسر عديدة.
وإيمانا من سموه بضرورة دعم الشباب وتطوير مهاراتهم التقنية ومعرفتهم العلمية والأكاديمية، تم توقيع اتفاقيتين مع جامعة (MIT) وإدارة علم الطيران والفضاء الوطنية (NASA) لتبادل الطلاب، والعمل على مشاريع مشتركة بين الجامعات الأردنية وهاتين المؤسستين المرموقتين، مع التركيز على قطاعات المياه والطاقة والبيئة.
ولإظهار قدرات وابتكارات الشباب في مجال الفضاء، جاءت مبادرة (مسار)، وهي إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، التي بدأت بهمة عدد من الطلبة الأردنيّين المتفوقين، الذين تدرّبوا لدى وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، لتأسيس برنامج "CubeSat"، وذلك لإطلاق أول قمر صناعي أردني مصغر في شباط المقبل، يحمل اسم (JY1-SAT) تخليداً لذكرى المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، إذ كان نداء الراديو الخاص بجلالته يحمل الرمز (JY1).
وتم تصميم القمر، الذي يعد من أصغر أنواع الأقمار الصناعية، على أيدي هؤلاء الطلبة، وسيخصص لأغراض بحثيّة وتدريبيّة تعليمية.
وعلى الصعيد الدولي، وعلى خطى والده، جلالة الملك عبدالله الثاني، وجده، الذي حمل اسمه، المغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، يُنظر إلى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، على أنه من الداعمين لتحقيق السلام وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وقد قام سموه بحمل رسالته الخاصة بضرورة الاهتمام بالشباب للمحافل الدولية، ووضع موضوع الشباب في مناطق النزاع ودورهم في بناء سلام مستدام على جدول مجلس الأمن. ففي الثالث والعشرين من شهر نيسان (أبريل) من العام 2015، أصبح سمو ولي العهد أصغر شخصية على الإطلاق تترأس اجتماعا لمجلس الأمن في الأمم المتحدة، حينما أدار جلسة المجلس عن "دور الشباب في مناطق النزاع في صناعة سلام مستدام"، كما قاد مناقشة مفتوحة حول كيفية تمكين الشباب من مكافحة التطرف والعنف، والمساهمة في مواجهة هذا الخطر.
وفي كلمته، قال ولي العهد أمام أعضاء مجلس الأمن، إن "التطرف هو التحدي الأكبر للسلام والأمن في العالم، والشباب هم الضحايا الرئيسيون له." وحذر سموه، في الكلمة، من أن "الفكر الظلامي يمكن أن يصل إلى حيث لا يمكن للجيوش الوصول"، ما يتطلب من العالم تمكين الشباب لمواجهة هذا التهديد.
واستناداً لدعوة سموه، التي أطلقها في مجلس الأمن، استضاف الأردن المؤتمر الدولي الأول الخاص بالشباب في مناطق النزاع، وأصدر المشاركون فيه (إعلان عمان حول الشباب والسلام والأمن)، وتعهد سمو ولي العهد في حينه بأن يسعى الأردن، من خلال عضويته في مجلس الأمن، بالعمل على إصدار قرار بالاستناد إلى توصيات الإعلان، وهو ما تم فعلاً حين أصدر مجلس الأمن، بناءً على مشروع قرار تقدم به الأردن، في التاسع من كانون الأول من ذات العام، قراراً حمل رقم 2250 حول الشباب والسلام والأمن، وهو أول قرار لمجلس الأمن في هذا المجال.
وقد جاء القرار تتويجا لجهود الأردن على مدار السنوات الماضية، وجهود سموه الواضحة، خلال فترة عضوية المملكة الأردنية الهاشمية في مجلس الأمن، لتسليط الضوء على دور الشباب وأهمية مشاركتهم، كعنصر أساسي وفاعل في صناعة السلام وحل النزاعات.
وفي شهر أيار (مايو) من هذا العام، ألقى سموه الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي استضافته المملكة، تحت شعار "تمكين الأجيال نحو المستقبل".
وفي كلمته، التي ألقاها أمام أكثر من 1100 شخصية من السياسيين، وقادة الأعمال من أكثر من 50 دولة، شدد سموه على أهمية تمكين ودعم الشباب العربي، مضيفا "ما يريده الشباب العربي هو ذاته ما يريده أقرانهم في كل مكان؛ يريدون فرصا عادلة؛ يريدون فرصة ليكون صوتهم مسموعاً؛ وفرصة لإحداث التغيير وما يميز شبابنا العربي أنهم تواقون ومتعطشون لهذه الفرص لدرجة لم أشهد لها مثيلاً قد يعود ذلك إلى التحديات الصعبة التي نواجهها، والتي تدفعنا للتشبث أكثر بالأمل".