لا شك أن المتابع للمشهد العربي وما يحدث هنا أو هناك من تشنجات سياسية قد تتطور إلى صدامات وهذا ما لا نرجوه ...كان آخرها أحداث دراماتيكية قطرية خليجية مشتركة .
نحن هنا في الأردن وكدولة رئيس للقمة العربية الأخيرة ومن منطلق المشاعر بالعروبة والأمة العربية الواحدة يهمنا جدا وحدة الصف الخليجي كأخوة أشقاء نتضرر من انشقاقهم ونحرج بالتالي من طريقة التعامل معهم _ إما معي أو ضدي _ لذلك تسعى القيادة السياسية الأردنية دائماً إلى وحدة الصف العربي وخاصة الخليجي .
الحل هو عربي ومن داخل البيت الخليجي... من هنا تحرك أمير الكويت وتحمل مسؤولية إعادة قطر لبيتها , قطر تشعر أنها تعامل كما الأخ الأصغر والذي يجب عليه السمع والطاعة دائما.. وان ذلك يمس سيادتها كدولة مستقلة .
ما يجب على الدول الخليجية عمله... وما يجب على قطر أن تفهمه وتعيه هو :
• الدول الخليجية :
• إن خروج قطر من الصف الخليجي وبالتالي العربي والضغط عليها كثيراُ سيرميها إلى أحضان غير عربية وهذا بحد ذاته خطر على البيت الخليجي وسيعمل على عدم استقرار أركان هذا البيت .
• إن المطالب يجب أن لا تأتي على شكل أوامر وإنها يجب أن تحوي المرونة الكافية من وقت وحوار ونقاش بين الأطراف... فالإشكال اكبر من عدة أيام ممنوحة لك لترد على مطالبنا , الأمر لو نظرنا إليه من جهة بعيدة المدى لوجدنا أن مصير الشعب القطري والخليجي ككل سيدخل في دوامة عدم الاستقرار .
ما على قطر أن تفهمه وتعيه جيداً :
إن خروجها من البيت الخليجي على المدى الطويل ليس لصالحها ولا لصالح شعبها لأن ظهرها سيكون مكشوفاَ ولن تجد من يسندها من إخوتها الخليجيين عندما تحين فرصة الاحتواء والسيطرة عليها من ذلك الحضن الذي تلجأ إليه ...
فالأمر بداية مساعدات اقتصادية وجسور جوية وقوات ومن ثم يتحول الأمر بعد ذلك إلى هيمنة وتدخل داخلي وخلق أجسام وبؤر هنا وهناك.. ومن الممكن حزب الله قطري جديد أو حوثين جدد ... عندها سيحتاج الأخ إلى إخوته ولنا في دولة البحرين الشقيقة مثال عندما شكلت قوات درع الجزيرة الخليجي وأعادت للبحرين الشقيق وشعبه الأمن والاستقرار ...علما أن البحرين الشقيق لم ترتمي بأحضان احد ولكن هذا قدرها فتم علاج الموقف بأفضل طريقة .
نعم إن لدولة قطر قوة مالية واقتصادية .. لكن ليس دائماً المال يكفي في مثل هذه الحالات فالبيت الآمن الفقير أفضل كثيرا من البيت الغني غير الآمن والغير مستقر ... أما أن يكون بيتك غنيا وامن ومستقر فهذه من النعم التي يشكر الرب عليها ... ولا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها .. ولك أن تسأل إخوتك العراقيين والسوريين .
هذه سياسة وإدارة شعوب ويجب أن لا نغامر بمستقبل شعوبنا لمجرد خبر قد يكون ملفق أو تقرير امني قادم من جهة لا تريد لهذه الأمة الخير أبدا يجب إن يرقى التعامل فيما بيننا إلى الاحترام الكامل والمتبادل وان من شئ فالحوار والنقاش هما سيدا الموقف .
نحن لا نقول ذلك من الأردن إلا حباً وخوفاً على الأشقاء العرب وخاصة الخليجين ولا نحسد ولا نتشفى بأحد حتى أن قطر هي الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تفي بحصتها للأردن من المساعدة الخليجية وهي تعرف الضائقة الاقتصادية الذي يمر بها الأردن وشعبه .. لكن هذا لا يمنع بتاتا أن لدولة قطر وأميرها الشاب وشعبها الشقيق من حب واحترام في قلوب الأردنيون جميعاً .. كما لإخوتها السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله والإمارات العربية بقيادتها الرائدة والبحرين بقيادتها الحاذقة ً ودولة الكويت بقيادة أميرها .... ذلك الأمير العربي الشهم الذي يسعى دائماً إلى وحدة الصف العربي الخليجي .
وان كان الأمر بتوقف على قناة فضائية كالجزيرة فمن الممكن جداً أن تضبط بعض البرامج الحوارية وان تقنن النشرات الإخبارية فيها ... وان كان الأمر يتوقف على وجود بعض الرجال المناهضين لأنظمة دولهم في قطر فكل هذا يحل بطرف كثيرة ..
لكن الأمر اكبر من هذا كله , الأمر يتعلق بمصير الشعوب الخليجية كلها وخاصة الشعب القطري الشقيق... والعدو للأمة العربية نفسه طويل جدا وخطوة خطوة هي سياسته ...
فهل نعي المرحلة مصلحة لبقائنا واستقرار شعوبنا ؟ .