زاد الاردن الاخباري -
يتساءل كثيرون حول مستقبل اللاجئين السوريين في الأردن في ظل تطورات الاحداث الجارية منذ انطلاق الثورة السورية في العام 2011 وتلاشي أية حلول لحل هذه الأزمة في الأفق القريب.
المتتبع للأحداث الجارية على الساحة السورية ومنذ اندلاعها قبل ست سنوات يجد أن الأمور على الأرض تزداد تعقيداً يوما بعد يوم في ظل الاقتتال الدائر بين عديد الأطراف داخليا وخارجيا.
ويبدو جلياً الصراع الدولي بين مختلف الفواعل الدوليين على الساحة السورية في ظل سياسة التحالفات الدولية والاقليمية سعيا وراء كسب الساحة السورية كمناطق نفوذ لتلك الأطراف فضلا عن الميزات الجيوسياسة والاقتصادية التي تتمتع بها سوريا.
هذا الواقع السياسي والامني الذي ترضخ سوريا تحت وطأته في وقتنا الحاضر ينبئ بعدم وجود بوادر امل لحل الازمة السورية في ظل هذا التشابك والتعقيد في الحالة السورية وتداخل الكثير من الاطراف مما جعل مسألة التسوية السلمية للازمة السورية صعب المنال.
الوضع القائم في سوريا يشكل تحديأً كبيرا امام الملايين من اللاجئين السوريين في مختلف دول الجوار في ظل الطريق المسدود الذي لا يدعو للتفاؤل من جهة الوصول لحل للازمة السورية المستمرة منذ سنوات.
مليون و300 ألف لاجئ سوري يعيشون على الأرض الأردنية يعيشون ذات المصير الغامض الذي يعيشه أقرانهم في الدول الأخرى، في ظل مستقبل مجهول وغير واضح المعالم في المستقبل القريب على أقل تقدير.
صعوبة التنبؤ بمستقبل اللاجئين السوريين في المملكة وضعهم في حال من عدم اليقين بالمستقبل الذي ينتظرهم في ظل هذه الظروف، هل العودة إلى وطنهم أصبح ضربا من الخيال؟ أم أنهم سيبقون في مخيماتهم وأماكن سكناهم المنتشرة في مختلف مناطق المملكة».
كثيرة هي التوقعات والتحليلات المرتبطة بمستقبل اللاجئين السوريين في المملكة، منها ما يذهب الى التفاؤل بقرب إيجاد حل سياسي للأزمة وعودة جميع اللاجئيين الى سوريا، وأخرى طابعها التشاؤم بصعوبة تجاوز سوريا لازمتها وبقاء اللاجئين في الأردن في ظل البحث عن صيغ وحلول لأوضاعهم القانونية والشخصية في المملكة.
طروحات التجنيس مشبوهة
وفي هذا يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة الأردنية الدكتور بدر الماضي أن نسبة كبيرة من اللاجئين في كل أنحاء العالم قد لا تتاح لهم فرصة العودة لأوطانهم الاصلية نظرا للظروف القاهرة التي تعيشها بلدانهم.
وبخصوص اللاجئين السوريين في الأردن، يعتقد الماضي أنه لا يمكن القول أن فرصة عودتهم إلى وطنهم قد فاتت، خصوصا أذا ما تحدثنا عن قرب الجغرافيا وقرب الأرض وما يرتبط بها من حدود عاطفية الأمر الذي يجعل مسألة العودة فرصة مواتية.
وفي سياق الحديث عن دور أردني بخصوص اللاجئين السوريين يشدد الماضي على «ضرورة هذا الدور» لكون الأردن يعد أكبر مستضيف للاجئين السوريين. ويؤكد في هذا السياق أهمية تركيز السياسة الخارجية الأردنية على طرح قضية اللاجئين كأولوية مع ضرورة تأكيدها على عودتهم الى وطنهم جراء الأعباء الكبيرة التي يتحملها الاردن من تبعات هذا اللجوء.
ووفق الماضي «ضرورة وجود توازي بين أية طروحات للحل السياسي أو العسكري في سوريا وضرورة عودة اللاجئين، مع ربط ذلك بـ»الوضع الاقتصادي السيء الذي يعيشه الأردن، الأمر الذي جعله غير قادر على تحمل أعباء أكثر من ذلك».
وهنا يلفت إلى أن الحكومة الأردنية «لن تستطيع في المستقبل القريب توفير فرص عمل على الارض لللاجئين السوريين، الأمر الذي ينعكس سلبا على السلم والأمن الاجتماعي في البلاد.
ويصف الدكتور الماضي الطروحات التي تقول بضرورة تجنيس اللاجئين السوريين أو منحهم إقامات دائمة بـ»الطروحات المشبوهة التي تهدف إلى نزع المواطن السوري من أرضه، فضلا عن تأثيرها السلبي على البنية الديمغرافية الاجتماعية في الاردن».
وهنا يشدد الماضي على ضرورة «وقوف جميع الأطراف ذات العلاقة مع خيار عودة اللاجئين السوريين إلى أرضهم لتحقيق المصلحة الأردنية وكذلك المصلحة السورية».
مستقبل اللاجئين مرتهن بالتطورات الميدانية
الأمينة العامة لحزب الشعب الديمقراطي الأردني «حشد» عبله أبو علبة ترى أن قضية اللاجئين السوريين مرهونة بطبيعة ومجرى الصراع الجاري في سوريا الشقيقة، إذ أن «الحل السياسي الذي تسعى إليه بعض الدول، ومنها الأردن، هو الذي يمكن أن يؤمن عودة اللاجئين السوريين من مختلف البلدان التي يقيمون فيها الآن إلى وطنهم».
وتشير أبو علبة إلى أن استمرار الصراع المسلح وانتقاله من مرحلة إلى أخرى، سيعطل إمكان عودة اللاجئين، وبالتالي سيبقى وجودهم في الأردن معلقا نظراً لتأثيراته ونتائجه على الوضع السياسي والمعيشي في البلاد.
وتنبه أبو علبه إلى أهمية تأكيد الموقف الرسمي الأردني على انتهاج وتشجيع الحل السياسي، والذي هو في مصلحة الأردن، ليس فقط من زاوية عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وهذا حقهم المشروع على كل حال، وإنما من زاوية عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين الشقيقين على جميع المستويات.
وترى أبو علبة انه في ضوء السياسات الأميركية الجديدة في المنطقة، سينتقل الصراع من مستوى إلى آخر في سوريا، أي بعد دحر قوى داعش عن مناطق مهمة في سوريا، سيبدأ الصراع المباشر بين القوى الدولية والاقليمية على تقاسم النفوذ والغاز إضافة إلى المشكلة الكردية.
وحول فرص الحل للأزمة السورية تقول أبو علبة «لا يبدو أن هناك في الأفق القريب حلّ سريع للصراع ولا لموضوع اللاجئين السوريين، وترجح «على الأغلب سيبقى وضعهم معلقاً إلى حين وضوح مسارات الصراع الدولي والإقليمي في المستوى الجديد الذي نشهده الآن».
الراي