زاد الاردن الاخباري -
اكد العين حسين هزاع المجالي ضرورة العودة الى الارث الوطني والتمسك بالقيم الاجتماعية التي ضبطت ايقاع الحياة بتناغم جنبنا الكثير من المشكلات التي مزقت غيرنا من المجتمعات .
وحذر في حفل اطلاق وثيقة التماسك الاجتماعي التي اطلقتها جماعة عمان لحوارات المستقبل من ديوان ال حجازي بمدينة اربد مساء اليوم من ظهور كثير من المسلكيات الاجتماعية الغريبة على مجتمعنا والتي بدات تتفشى بشكل مقلق مثل عدم احترام الانظمة والقوانين والقيم الاجتماعية والتباهي بقشور منظومات القيم الاجتماعية كضخامة جاهات الاعراس او حل الخلافات العشائرية والتي باتت شرطا اساسيا لاتمام المراسم الاجتماعية وغيرها من مظاهر مشابهة .
وقال المجالي ان المسلكيات الدخيلة التي بدأت تنخر في منظومة قيم المجتمع الاردني تشكل تهديدا حقيقيا اكبر من باقي التهديدات التي تواجهنا مثل التهديد العسكري والامني والاقتصادي والاصلاح السياسي. واكد المجالي ان قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية اثبتت قدرة كبيرة في معالجة التحديات الامنية والعسكرية وكذلك استمرار عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي بدرجة قد لا تعجب البعض لكنها مستمرة .
وقال ان خطورة التحدي الاجتماعي نابع من انه من السهل تفكيك اية منظومة قيم اجتماعية في فترة زمنية قصيرة وان اعادة هذه المنظومة يحتاج الى فترات زمنية طويلة تتجاوز العقود محذرا من مظاهر الانكفاء على الذات الذي بدأت تظهر في المجتمع الاردني والمتمثلة في الدعوات والمسلكيات الجهوية والفئوية والمناطقية والعشائرية .
ولفت الى ان ما يسمى بالربيع العربي سرّع في انحدار القيم الاجتماعية وكشف الخلل الاجتماعي في المجتمعات العربية الذي كان قد بدأ ينخر في منظومة قيمه منذ فترة طويلة دون ان يشعر به احد فجاء الربيع ليكشف عورات هذه المجتمعات التي تفككت بسرعة قياسية ادت الى الاحتراب والاقتتال وظهور التعصب والتطرف والتكفير الديني باقبح اشكاله.
وحذر المجالي من الخلط بين محاربة التعصب والتكفير والدين الاسلامي الذي يدعو الى الرحمة والسلام والتكافل الاجتماعي والمساواة مشيرا الى ان وسائل التواصل الاجتماعي كشفت كذلك ازدواجية الشخصية لدى نسبة كبيرة حيث ان المنشورات لهذه النسبة تختلف تماما عن المسلكيات لكاتبها وان هذه الازدواجية في الشخصية باتت واضحة بين النظرية والتطبيق في مجتمعنا مشددا على اهمية ثقافة الحوار وقبول الاخر .
واشار الى ان مستوى خطاب الكراهية ارتفع بشكل كبير وهو ظاهرة اجتماعية سياسية معقدة ومركبة وان المجتمعات العربية شهدت نموا لهذه الظاهرة باشكال صادمة بالتزامن مع التحولات السياسية وما رافقها من انتشار واسع لوسائل الاعلام مما يشير بشكل مباشر وغير مباشر الى حجم الصراع والحقد بين الخصوم والفرقاء وخلق حالات متعددة من الاستقطاب .
واضاف ان خطاب الكراهية اصبح ظاهرة لا بد من مواجهتها والتصدي لها هناك قوانين تجرم بصيغة او باخرى خطاب الكراهية وان لم يكن ذلك جهرا في قانون العقوبات الذي يجرم نشر النعرات قانون الجرائم الالكترونية وقانون منع الارهاب الذي توسع في صياغته عند تعريف الجرائم الارهابية لافتا الى ان هذا الخطاب له ارتباط بالتنشئة الاجتماعية والبيئة التي ينشأ فيها الفرد.
وبين المجالي ان اختلال تماسكنا الاجتماعي هو مدخل من مداخل اعداء الوطن في الطليعة منهم دعاة ثقافة الموت والكراهية ومن هنا تاتي ضرورة التماسك الاجتماعي من اجل سلامة المجتمع واستقراره واستمراره لافتا الى ضرورة التفرقة بين خطاب الكراهية وحرية التعبير في الراي .
وقال ان المحتوى الاجتماعي للخطاب هو ما سيقضي على خطاب الكراهية وفي هذا النهج لا بد من الاهتداء بمبادئ وقيم الوطن المبنية على التسامح والحوار وقبول الاخر دون تفريط او تهاون في حقوق الوطن والمواطن والتربية على المواطنة وحوار الثقافات لترسيخ قيم المساواة او القضاء على الاحتقان الطائفي وتعزيز ثقافة التسامح .
وتطرق الى الورقة النقاشية السادسة لجلالة الملك عبدالله الثاني التي بينت ان الدولة المدنية هي دولة القانون التي تستند الى حكم الدستور واحكام القوانين في ظل الثوابت الدينية والشرعية وترتكز على المواطنة الفاعلة وتقبل بالتعددية والراي الاخر وتحدد فيها الحقوق والواجبات دون تمييز بين المواطنين .
من جانبه اشار رئيس رئيس جماعة عمان الزميل بلال حسن التل الى ظاهرة التفسخ الاجتماعي الذي انعكس سلوكيات لم تكن شائعة في مجتمعنا وهذا سبب رئيس من اسباب كثيرة دفعت جماعة عمان لحوارات المستقبل الى اطلاق وثيقتها (التماسك الاجتماعي ) للوقوف في وجه تزايد حجم ومظاهر التفلت من الضوابط الاخلاقية.
واضاف التل انه كثيرة هي صور التفلت الاخلاقي الذي يشكو كل فريق منا من جزء منه لانه لا يرى الا هذا الجزء من اجزائه فصار من المهم ان تنفر طائفة من ابناء وطننا لجمع اجزاء هذه الصورة وتقديمها كاملة متكاملة الى كل ابناء الوطن ليروا حجم الخطر الذي يهددنا جميعا .
وقال التل استطيع اختصار الاسباب التي دفعتنا الى اصدار وثيقة التماسك الاجتماعي بالقول انه الاحساس بالخطر الذي يهدد كل واحد منا فلم يعد احد منا بمأمن من رصاصة طائشة تنهي حياته او حياة عزيز عليه او موكب ثقيل يعطله عن الوصول الى موعد مهم او يحول بينه وبين انقاذ مريض او مصاب او ازمة اقتصادية تسببها ممارسة اجتماعية ممجوجة غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية.
وكان الدكتور سعد حجازي القى كلمة ثمن فيها دور جماعة عمان لحوارات المستقبل في التصدي للقضايا الاجتماعية التي غفل عنها الكثير منا نتيجة التغيير في الاولويات مما سمح بظهور مسلكيات اجتماعية باتت تهدد تماسك المجتمع برمته .
ودعا حجازي الى ضرورة تبني ما جاء في وثيقة التماسك الاجتماعي التي اطلقت وان اطلاق هذه الوثيقة من ديوان احدى العشائر الاردنية يدلل على ان العشائر الاردنية مؤسسات اجتماعية وطنية لعبت دورا كبيرا في تشكيل المجتمع الاردني الذي تحكمه منظومة قيم تتناعم واحكام الدين الاسلامي الحنيف الذي يدعوا الى الحرية والعدالة والمساواة والسلام .
الراي